تحثّ على التصويت لمرشّحيها في ديربورن وديربورن هايتس
ديربورن
عشيّة الانتخابات البلدية المقررة في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، أقامت «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، مساء الأربعاء الفائت، حفلها السنوي الثامن والعشرين، وسط حضور حاشد ضمّ نخبة عريضة من الفعاليات الرسمية والاجتماعية، لحث الناخبين على التصويت لصالح المرشحين المدعومين من قبلها في انتخابات مدينتي ديربورن وديربورن هايتس، حيث تتركز الجالية العربية في منطقة ديترويت.
الحفل الذي أقيم في قاعة «بيبلوس» بمدينة ديربورن تحت شعار «أقوى معاً»، جدد التأكيد على رسالة «أيباك» الداعية إلى «الوحدة المجتمعية والمشاركة الانتخابية الكثيفة»، إلى جانب الدفاع عن مصالح العرب الأميركيين من مختلف الأطياف، لاسيما في ظل حملات التشويه المتجددة التي استهدفت مجتمعاتهم في الآونة الأخيرة.
وضمّت قائمة الحضور حشداً كبيراً من المسؤولين الحكوميين والمنتخبين، من بينهم: نائب حاكم ولاية ميشيغن غارلين غيلكريست، وعضوة الكونغرس الأميركي عن ولاية ميشيغن رشيدة طليب، ونائب محافظ مقاطعة وين أسعد طرفة، وشريف المقاطعة رافايل واشنطن، وأمين خزانة المقاطعة أريك سابري، والنائب عن مدينة ديربورن في مجلس ميشيغن التشريعي العباس فرحات، والمفوض عن ديربورن في مجلس مقاطعة وين سام بيضون والقاضية في محكمة الاستئناف بميشيغن مريم بزي، إلى جانب نحو عشرين قاضياً من محاكم المدن والمقاطعات، بمن فيهم القاضيان في محكمة مقاطعة وين هلال فرحات وسوزان دباجة والقضاة في محكمة ديربورن سالم سلامة وجين هانت ومارك سومرز، والقاضي في محكمة هامترامك ألكسيس كروت، والقنصل اللبناني العام في ديترويت ابراهيم شرارة، ومسؤولون آخرون في المجالس البلدية والتربوية، على رءسهم رئيس المجلس التربوي في ولاية ميشيغن باميلا بيو.
وحضر الحفل أيضاً المرشحون في السباقات التشريعية والتنفيذية في مدينتي ديربورن وديربورن هايتس، وعلى رأسهم، رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود ورئيس بلدية ديربورن هايتس بالوكالة مو بيضون بالإضافة إلى المرشحين في سباق مجلس مدينة ديربورن، رئيس المجلس مايك سرعيني والأعضاء مصطفى حمود وروبرت أبراهام وكمال الصوافي، إلى جانب المرشحين من خارج المجلس عثمان الأنسي وشادي الماوري، وكذلك المرشح في سباق كليرك ديربورن سامي الهادي، بالإضافة إلى المرشح في سباق مجلس مدينة ديربورن هايتس عضو المجلس الحالي حسن أحمد.
«أيباك» قررت أيضاً عدم تأييد المقترح الانتخابي بتقسيم ديربورن إلى سبع دوائر انتخابية، الذي سيظهر على بطاقة الاقتراع في انتخابات الثلاثاء القادم باسم «المقترح 1»، تفادياً لتقسيم المدينة المتنوعة ثقافياً وإثنياً، بحسب الناشط المجتمعي حسن عبدالله، الذي أوضح خلال الحفل بأن هذا الاستفتاء الانتخابي يشكل «هجوماً على تنوع ووحدة ديربورن في الوقت الذي ينبغي المحافظة على تماسكها المجتمعي أكثر من أي وقت مضى».
وفي كلمته، أوضح رئيس بلدية ديربورن هايتس بالوكالة مو بيضون بأن العرب الأميركيين في ولاية ميشيغن وفي عموم الولايات المتحدة يعيشون أوقاتاً حرجة ويتعرضون لحملات التشويه والانتقاد، مستشهداً بالهجوم الذي شهدته ديربورن هايتس بسبب الكشف عن شارة جديدة لشرطة المدينة باللغة العربية، فضلاً عن الانتقادات التي طالت مدينة ديربورن بسبب إطلاق اسم ناشر صحيفة «صدى الوطن» أسامة السبلاني على جزء من شارع وورن.
بيضون الذي يتطلع للاحتفاظ برئاسة بلدية ديربورن هايتس لأربع سنوات إضافية إثر توليه المنصب مؤقتاً عقب استقالة سلفه بيل بزي أعرب خلال كمته، عن امتنانه الشديد لحكومة مقاطعة وين التي بادرت إلى تكريم المسيرة المهنية والنضالية للسبلاني، مؤكداً على حق العرب الأميركيين بالافتخار بهويتهم الحضارية وبدورهم المتنامي في عديد المجتمعات بولاية ميشيغن.
وقال: «كوني عربياً أميركياً فمن المتوقع أيضاً أن يتم استهدافي، ولكن ذلك لن يمنعني من العمل لقيادة ديربورن هايتس بما يحقق تطلعات جميع السكان»، واعداً مجتمع المدينة بمعالجة محتلف التحديات التي تؤرق حياة المقيمين بكافة شرائحهم وخلفياتهم الإثنية والثقافية.
من جانبه، لفت رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود إلى التنوع الثقافي والديني في المدينة ذات الكثافة العربية، والتي تعدّ من المدن القليلة في ولاية ميشيغن التي تتجاور فيها «الكنائس والمساجد»، في إشارة إلى التناغم المجتمعي والعيش المشترك الذي يثير حفيظة البعض «الذي لا يتمنى النجاح لهذه المدينة العظيمة، التي تعد ثاني أسرع المدن نمواً في الولاية»، على حد تعبيره.
وأوضح حمود أيضاً بأن ازدهار ديربورن لا يتمثل فقط بكونها مقراً لشركة «فورد» لصناعة السيارات، وإنما بسبب دعمها للأعمال الصغيرة، مؤكداً بأن المدينة شهدت منذ مطلع العام الحالي افتتاح زهاء مئة عمل تجاري جديد، وقال إن «المدينة التي تفخر بتنوعها ووحدتها ومجتمعها الطموح تتصدى في الوقت نفسه كل محاولات التمزيق والكراهية».
حمود، الذي يخوض السباق للاحتفاظ بمنصبه لولاية ثانية من أربع سنوات، نوّه بأنه يقود حملة انتخابية تقوم على النزاهة والشفافية، و«لا مكان فيها للهجوم والاتهامات الشخصية على خلفيات دينية أو إثنية»، وإنما تركز على دفع المدينة قدماً، داعياً ناخبي ديربورن إلى الإدلاء بأصواتهم بكثافة لاختيار مرشحيهم المفضلين. وقال: «إذا لم تصوّتوا فلا تشتكوا.. فأصواتكم هي القوة التي تصنع الفرق، لذلك أدعوكم للتصويت ليس من أجل أبنتي وأبنائكم وإنما من أجل جميع الأجيال المقبلة في مدينتنا العظيمة».
كلمة غيلكريست
أشاد نائب حاكم ميشيغن غارلين غيلكريست بدور منظمة «أيباك» في تفعيل وتوسيع المشاركة السياسية للعرب الأميركيين في ولاية البحيرات العظظمى التي بات «تاريخها وحاضرها ومستقبلها أكثر ازدهاراً بفضل أناس ومساهمين من هذا المجتمع»، معرباً عن شكره للمنظمة السياسية بالأصالة عن نفسه و«بالنيابة عن كل من يتخذ من ميشيغن موطناً».
وقال غيلكريست الذي يخوض في آب (أغسطس) المقبل تصفيات الديمقراطيين في سباق حاكمية ميشيغن: «شكراً لكم، لأنكم فخورون وأقوياء وشجعان وملتزمون بضمان أن يقوم مجتمعكم بدفعنا جميعاً إلى الأمام قدماً»، موضحاً بأن ما أنجزته «أيباك» خلال رحلتها السياسية الطويلة لا يقتصر على دعم المرشحين الذين يتحدرون من أصول عربية، وإنما يمتد ليشمل أيضاً دعم «المرشحين الأفضل والأكفأ والأكثر تمثيلاً والتزاماً بمسؤوليات مجتمعاتهم»، بما يمثل «النسخة الأفضل من المشاركة التي نريدها في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى».
وأشار غيلكريست إلى تردي وخطورة الأوضاع السياسية في الولايات المتحدة في الوقت الحاضر، مؤكداً بأنه يمكن التغلب عليها عبر الشجاعة والالتزام بقول الحقيقة، سواء كانت هذه الحقيقة متعلقة بجرائم الإبادة الجماعية في غزة، أو بالآثار الضارة للشركات الكبرى في كامل مجتمعات الولاية، وقال غيلكريست الذي تعرض بدوره لانتقادات شرسة بسبب وصف العدوان الإسرائيلي على غزة بـ«الإبادة الجماعية»: «لقد اخترت أن أكون القيادي الذي يشبهكم والذي يلتزم مثلكم بقول الحقيقة»، موضحاً بأن «أيباك جسدت الضمير ليس فقط في السياسة، وإنما أيضاً في الطريقة التي يجب أن تحكم بها ميشيغن».
كلمة «أيباك»
رئيس «أيباك» أسامة السبلاني، شكر الحضور وفعاليات المجتمع المحلي على مساندتهم لمسيرة اللجنة السياسية منذ تأسيسها في عام 1998، كما شكر أعضاءها الذي انتخبوه لقيادتها في وقت سابق من العام الجاري، وكذلك رؤسائها السابقين، بمن فيهم المحامية فرح حب الله والقاضية مريم بزي والمحامية منى فضل الله، واعداً بتحمل المسؤوليات المناطة به بـ«شرف واعتزاز وإخلاص».
وقال السبلاني إن «أيباك»، التي شارك بتأسيسها مع المحامي عبد حمود عام 1998، كانت لزهاء ثلاثة عقود قوة دافعة عملت بلا كلل على فتح الأبواب وتحطيم الحواجز والتعبير عن هواجس وتطلعات مجتمعنا السياسية والمدنية في ولاية ميشيغن وفي عموم الولايات المتحدة، منوهاً بالتقدم الكبير الذي أحرزه المجتمع العربي الأميركي خلال السنوات السابقة.
وفي الإطار، لفت السبلاني إلى النقلة النوعية التي حققها العرب الأميركيون في ديربورن من وصفهم بـ«المشكلة» خلال ثمانينيات القرن الماضي، في إشارة إلى رئيس بلدية ديربورن الراحل مايكل غايدو، وصولاً إلى التقدم الكبير الذي أحرزوه في نهضة المدينة خلال العقود الماضية. وقال: «انظروا أين نحن الآن، نحن بكل تأكيد الحل ولسنا المشكلة».
وأشار السبلاني إلى الازدهار التجاري في المنطقة الغربية بديربورن التي تحولت قبل سنوات إلى منطقة تجارية «منسية ومهملة»، قبل أن تتحول تحت قيادة حمود إلى منطقة نابضة بـ«الأعمال والعائلات ليلاً ونهاراً». وقال: «في الوقت التي تخسر فيه العديد من المدن في ولايتنا السكان، فإن ديربورن، وكذلك ديربورن هايتس، تنموان ليس فقط بسبب المواليد الجدد وإنما بفضل الرؤية والعمل والجهود المخلصة التي يبذلها قادة المدينتين»، مضيفاً: «هذا ما أسمّيه، أيها الأصدقاء: إسهامات العرب الأميركيين في ميشيغن».
وأردف السبلاني بالقول: «إن قادتنا الجدد في الديربورنين يواجهون التحديات بالعمل الجاد والتصميم والشفافية، ولكن خارج مدننا وبلادنا نواجه تحديات أعظم تختبر ضميرنا ووحدتنا ومسؤولياتنا الأخلاقية كأميركيين»، في إشارة إلى الحروب الإسرائيلية على البلدان العربية في منطقة الشرق الأوسط، موضحاً بأن «أيباك» قد امتنعت في عام 2024 عن دعم أي من المرشحين الرئاسيين في سباق البيت الأبيض، «لأن أيا منهم لم يشعر بمعاناة العرب الأميركيين حيال جرائم الإبادة الجماعية التي نفذتها إسرائيل في غزة ولبنان واليمن».
وأردف السبلاني بالقول: «لقد أثبتت الأيام أننا كنا على صواب، لأن كلا المرشحين كان أسوأ من الآخر.. لقد جعلت إدارة ترامب الولايات المتحدة شريكاً في قتل الأبرياء من خلالها دعمها غير المشروط لإسرائيل»، مستدركاً بالتأكيد: «لكننا لم ولن نبقى صامتين مهما كانت الأكلاف».
وأوضح رئيس «أيباك» بأن العرب الأميركيين يشكلون قوة حاسمة في المستقبل السياسي لأميركا بسبب قوتهم الانتخابية الوازنة في ولاية ميشيغن «المتأرجحة»، والتي ستشهد العام المقبل انتخابات حاكمية ولاية ميشيغن وانتخابات الكونغرس النصفية، وغيرها من السباقات المحلية، وقال: «نحن الذين من سيحدد هوية المرشحين الفائزين في لانسنغ وفي واشنطن العاصمة، وسوف أكون على الجبهة الأمامية خلال هذه الانتخابات، وأتطلع منكم الانضمام إليّ في هذا الاستحقاق». وأضاف «أصواتنا مهمة ووحدتنا أكثر أهمية، وإنني أحذر كل من يحاول تقسيمنا ووضعنا في مواجهة بعضنا البعض للنيل من وحدتنا وقوتنا وهدفنا المشترك.. نحن موحدون ولن نسمح للاختلافات والمصالح الشخصية بتفتيتنا، ولن نستمع للأضاليل والأكاذيب مهما كان مصدرها».
وختم السبلاني كلمته بالتأكيد على أن «قائمة إنجازات أيباك طويلة ولا يمكن لأحد دحضها أو إنكارها»، وقال: «هذه هي البداية، أما الأفضل فلم يأت بعد»، داعياً الناخبين العرب الأميركيين إلى التصويت بكثافة خلال الانتخابات الحالية، وكذلك في جميع الانتخابات المقبلة، وقال: «عندما ندلي بأصواتنا فسوف نربح، وعندما نربح فإن مجتمعنا بأكمله سوف ينهض».
أما المرشح الديمقراطي في انتخابات مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ميشيغن، عبدول السيد، فقد أشار في كلمة له في ختام الحفل إلى الحيوية الفريدة في الهوية المزدوجة للعرب الأميركيين ومؤسساتهم، ومن بينها لجنة «أيباك»، التي تدير «حواراً متواصلاً بين الهوية العربية من جهة، وبين الهوية الأميركية من جهة أخرى»، لافتاً إلى أنه عايش وتمثل هذا «الحوار طيلة حياته، كونه ابناً لأب مهاجر من مصر وأم أميركية هاجرت أسرتها إلى الولايات المتحدة قبل الحرب الأهلية الأميركية».
ولفت السيد إلى أن كامل مسيرته المهنية تمحورت حول توفير الضمان الصحي في مدينة ديترويت وفي عموم مقاطعة وين رغم التحديات المتمثلة بعجز التمويل في الدوائر الصحية في عموم مجتمعات الولاية، منتقداً السياسيين الأميركيين الذي أقروا مؤخراً إمداد إسرائيل بـ22 مليار دولار لـ«تمويل الإبادة في غزة».
وقال السيد: «بدل إرسال تلك الأموال، كان علينا استثمارها في توفير الضمان الصحي والنظارات الطبية لأطفالنا ودعم مدارسهم»، متسائلاً عن «عواقب العيش على حافة الذراع الأميركية الطويلة التي تساعد إسرائيل في حربها على الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم»، وموضحاً بأنه من الأجدى أن تلتزم الإدارة الأميركية بتحسين حياة العائلات وأطفالهم بدل إرسال المليارات التي تستخدم «في قتل أطفال الآخرين وقصف مرافقهم الصحية».
الحفل الذي قدمته عضوة «أيباك»، المحامية سجود حمادة، شهد أيضاً تكريم الرئيسة السابقة للجنة السياسية، المحامية فرح حب الله، حيث قدم لها المحامي عبد حمود «جائزة الخدمة المجتمعية» تثميناً لالتزامها و«قيادتها الرائعة» خلال السنوات الأربع الماضية.






Leave a Reply