ديترويت
مع بداية موسم الشتاء الذي من المتوقع أن يشهد العديد من العواصف الثلجية كتلك التي ضربت ولاية ميشيغن خلال الأسبوع الماضي، يترتب على أصحاب المنازل والأعمال التجارية أن يكونوا على أهبة الاستعداد للحفاظ على السلامة العامة عبر التقيد باللوائح القانونية المتعلقة بإزالة الثلوج والجليد المتراكم أمام عقاراتهم لتجنب الغرامات وحماية المارة من مخاطر الانزلاق والإصابات الناتجة عنها.
وفي الوقت نفسه، يتعيّن على الأفراد الذين يتولّون إزالة الثلوج بأنفسهم، التنبّه إلى سلامتهم الشخصية وتفادي إجهاد أنفسهم خلال القيام بالمهمة الشاقة، لاسيما كبار السن وذوو الأمراض المزمنة.
أما بيئياً، فينصح الخبراء بتفادي الإفراط في استخدام الملح الصخري لإذابة الثلوج، بسبب الأضرار الكبيرة التي قد تنجم عن هذه المادة، سواء بالنسبة للممتلكات الخاصة أو البيئة بشكل عام.
وتنصّ القوانين المحلية في ميشيغن على أنّ مسؤولية إزالة الثلج والجليد عن الممرات والأرصفة ومداخل المنازل تقع على عاتق أصحاب العقارات الذين يتوجب عليهم إزالتها خلال 24 ساعة من تساقطها، وأمّا الطرق والشوارع الرئيسية، فتتولّى فرق الصيانة التابعة للولاية أو المقاطعة أو البلديات مهمة تنظيفها وفق أولويات ترتبط بحجم الحركة المرورية ومستوى الخطورة في كل منطقة.
مخاطر الملح وبدائله
فيما يتحرى السكان وأصحاب الأعمال التجارية أفضل الطرق لإزالة الجليد في ظل وفرة من الخيارات التي تتفاوت في فعاليتها وتكلفتها وتأثيرها البيئي، يُعد كلوريد الصوديوم ذالمعروف بالملح الصخريذ الخيار الأكثر شيوعاً والأقل كلفة، إذ يُستخدم على نطاق واسع لمنع تراكم الجليد على الطرق والأرصفة العامة، غير أنّ الخبراء في جامعة اميشيغن ستايتب يحذّرون من أن هذا النوع من الملح قد يُلحق ضرراً بالخرسانة وهياكل السيارات، ويقتل النباتات ويُسبب تهيّجاً للحيوانات الأليفة، فضلاً عن فقدان فعاليته عند انخفاض الحرارة إلى ما دون 15 درجة فهرنهايت.
من جهة أخرى، يبرز كلوريد الكالسيوم كخيار أسرع وأكثر فاعلية، كونه يُطلق حرارة أثناء تفاعله مع الجليد مما يساعده على الذوبان فور ملامسته حتى في درجات الحرارة المنخفضة جداً، إلا أن هذا النوع أغلى ثمناً ويترك بقايا لزجة، وقد يسبب أيضاً تآكلاً للخرسانة على المدى الطويل.
في الأثناء، تتوافر العديد من البدائل الطبيعية التي يتم استخدامها لإذابة الثلوج على الطرقات أو الممتلكات الخاصة، مثل محلول الشمندر السكري الذي يتزايد نطاق استخدامه من قبل البلديات المحلية، فيما يلجأ بعض أصحاب العقارات إلى مواد أخرى، مثل الرمل ونشارة الخشب لزيادة الاحتكاك وتحسين ظروف المشي أو القيادة. وتُستخدم هذه الخيارات غالباً كمكمّل للمواد الكيميائية، إذ تساعد في تقليل كميات الملح المستخدمة والحد من آثاره الجانبية، إلا أن المستخدمين قد يضطرون إلى تنظيف الممرات بعد ذوبان الجليد بسبب بقايا هذه المواد البديلة.
وفيما يتعلّق بالكمية المناسبة لاستخدام الملح، توصي الجهات البيئية في ميشيغن بالاعتدال وعدم الإفراط في استخدامه درءاً للتأثيرات السلبية المؤكدة على النباتات والبُنى التحتية وجودة المياه.
وبحسب برنامج إدارة المياه في ميشيغن، فإن كوباً واحداً بسعة 12 أونصة يكفي لمعالجة ممر بطول 20 قدماً أو نحو عشرة مربعات خرسانية، على أن ترشّ حبيبات الملح بتباعد مناسب لضمان الذوبان الفعّال دون هدر.
وأمّا بالنسبة للكمّيات الأكبر، فإن الكيس الواحد من ملح الصخور، والذي يزن 50 باوند قادر على معالجة مساحة تقارب 1,600 قدم مربع أي ما يُعادل ممراً بطول 160 قدماً وعرض 10 أقدام.
وتحذر وكالة حماية البيئة الأميركية من أن تركيزات الملح في المياه العذبة تتزايد عالمياً نتيجة عديد الأنشطة البشرية، بما فيها استخدام ملح الطرق لتسريع إذابة الثلوج والجليد، مشيرة إلى أن كثرة الملح في البيئة تُعدّ سامة وقاتلة للحياة المائية، كما أنها تُلوث مصادر مياه الشرب وتُلحق أضراراً بالبنية التحتية، ما يفرض الحاجة إلى ضبط استخدامه دونما إفراط.
الصحة أولاً
على صعيد السلامة الشخصية، توصي جمعية القلب الأميركية بأن يتوخّى البالغون الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً الحذر عند إزالة الثلوج، لا سيما أولئك المصابون بأمراض القلب المعروفة، وكذلك مرضى ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول، إذ يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات، كما يُنصح المدخنون والمصابون بالسمنة، أو من يتبعون نمط حياة خاملاً، باتخاذ احتياطات إضافية لتفادي المخاطر الصحية أثناء العمل في الطقس البارد.
ويسبب الإجهاد في رفع الثلوج الثقيلة تضييق الشرايين وزيادة تخثر الدم، وهو خطر كبير خاصة للمسنين ومرضى القلب، كما أن الرفع الخاطئ والحركات المتكررة يمكن أن تؤدي إلى إصابات خطيرة في الظهر والكتفين.
ولتفادي الضغط البدني والقلبي الناتج عن استخدام مجارف الثلج، يُنصح باتباع تقنيات عمل صحيحة، مثل الدفع بدلاً من الرفع وإبقاء الظهر مستقيماً قدر الإمكان، كما يُنصح بالاستعانة بمعدات آلية أخرى، مثل منفاخ الثلج أو الجرافات، أو حتى الاستعانة بشركات متخصصة للقيام بهذه المهمة الشاقة.






Leave a Reply