ديربورن
في إنجاز أكاديمي لافت، فازت الطالبة العربية الأميركية يمنى داغر بمنحة ارودسب المرموقة، التي تعتبر إحدى أرفع المنح الدراسية الدولية وأكثرها تنافسية في العالم، مما سيمكنها من مواصلة تعليمها في جامعة اأكسفوردب العريقة، دون تحمل أي من التكاليف.
وللدلالة على أهمية إنجاز داغر، كانت الطالبة اللبنانية الأصل، واحدة من بين 32 طالباً أميركياً فقط جرى اختيارهم هذا العام لاستكمال دراساتهم العليا في اجامعة أكسفوردب البريطانية بحلول الخريف القادم.
كذلك، تعدّ داغر الفائزة رقم 33 بمنحة ارودسب عبر تاريخ اجامعة ميشيغنذآناربرب التي تخرجت منها في شهر أيار (مايو) المنصرم باختصاصي البيئة واللغة الإنكليزية.
وبموجب المنحة، تستعد داغر، وهي من سكان مدينة ديربورن وخريجة مدارسها العامة، للانتقال إلى المملكة المتحدة لمدة سنتين بغرض مواصلة تعليمها بجامعة اأكسفوردب، حيث تعتزم الحصول على درجة الماجستير في الطبيعة والمجتمع والحوكمة البيئية خلال سنتها الأولى، إلى جانب التخصص في المواد البصرية وأنثروبولوجيا المتاحف في السنة الثانية.
وكانت داغر (23 عاماً) قد تخرجت بدرجة امتياز من اثانوية فوردسونب بمدينة ديربورن مما أهلّها للحصول على منحة ابريهمب المخصصة للخريجين المتفوقين الذين يرغبون باستكمال دراستهم الأكاديمية في اجامعة ميشيغنذآناربرب. وهذه المنحة التي تغطي أربع سنوات كاملة، أنشأها وليام بريهم الذي تخرج من اثانوية فوردسونب في أربعينيات القرن الماضي، بهدف دعم الطلبة المتميّزين وتوفير مسار أكاديمي يمكنهم من متابعة تعليمهم في جامعة آناربر المرموقة.
من ديربورن إلى آناربر
إلى جانب منحة ابريهمب، تنسب داغر الفضل في مسيرتها الأكاديمية إلى أيام الدراسة في ثانوية افوردسونب بمدينة ديربورن، إذ أكدت في مقابلة مع صحيفة اديترويت فري برسب بأن شغفها بالمعرفة يعود بالدرجة الأولى إلى معلمة اللغة الإنكليزية في المدرسة الثانوية، زينب شامي، التي شجعتها على ارفع سقف طموحاتها وتغيير نظرتها لقدراتهاب.
وقالت داغر: اأعزو الفضل لها دائماً.. لقد كانت أوّل من أقنعني بأنني قادرة على خوض غمار أمور بدت يومها أكبر من إمكانياتيب.
وخلال دراستها الجامعية في آناربر، حققت داغر نتائج جيدة، رغم اعترافها بوجود طلبة تفوّقوا عليها وحصلوا على درجات أعلى، غير أن أطروحتها في الكتابة الإبداعية نالت إحدى الجوائز الجامعية، فيما لعب نشاطها اللافت خارج القاعات الدراسية دوراً أساسياً في دعم ترشيحها للمنحة.
وأفادت داغر بأنها وجدت شغفها الحقيقي في العمل على أنظمة الغذاء داخل الحرم الجامعي، حيث انخرطت في مشاريع تتعلق بالاستدامة والزراعة، وعملت ضمن فريق المزرعة الجامعية إلى جانب طلبة من برامج إعادة توطين اللاجئين، كما درّبت بعض النساء اللاجئات وأطفالهن على مهارات الزراعة، وشاركت في زراعة وحصاد أصناف مختلفة من الخضراوات، مثل القرع والملفوف والسبانخ والجرجير.
وقالت داغر: القد انخرطت بشكل كبير في العمل المتعلق بأنظمة الغذاء في الجامعة وأعتقد أن أنظمة الغذاء هي أول ما استطعت التعمّق فيه، ولطالما شكلت شغفاً كبيراً بالنسبة ليب. وأضافت: القد زرعنا القرع، والملفوف، والسبانخ، والجرجير، والكثير من الخضراوات الأخرى بالإضافة إلى الزهور سريعة النموب، مؤكدة بأن االزهور رائعة لأن الناس يُحبّون إدخالها إلى منازلهمب.
وعقب تخرّجها من الجامعة في مايو الفائت، أدركت داغر رغبتها بمتابعة الدراسات العليا، وكانت تتطلع إلى الحصول على منحة أخرى لتحقيق طموحاتها.
وبعد التحدث مع المرشدين الأكاديميين، تقدمت بطلب للحصول على منحة ارودسب فتلقت الرد الأولي في شهر آب (أغسطس) المنصرم حين دعيت إلى مقابلة في اجامعة ميشيغنب كمرحلة تالية من العملية. وأوضحت داغر: اتلقيتُ معلومات تفيد بأنه تم اختياري كمُرشّحة للحصول على المنحة وكان عليّ الحصول أولاً على موافقة الجامعة قبل ترشيحي للمسابقة الوطنيةب.
وبعد اجتيازها للمرحلة الأولية، انتقلت داغر لخوض المنافسة على مستوىا المنطقة 11ب، التي تشمل ولايات ميشيغن ومينيسوتا وويسكونسن ووست فرجينيا، وجرت المقابلة الحاسمة في انادي ديترويت الرياضيب Detroit Athletic Club بوسط مدينة ديترويت، على بُعد دقائق من منزل عائلتها في ديربورن.
وكانت داغر بين 15 مرشحاً وصلوا إلى هذه المرحلة، حيث طُلب منهم الانتظار بعد المقابلات في قاعة بالطابق العلوي من مبنى النادي العريق.
وتستعيد داغر ساعات الانتظار الطويلة تلك، بالقول: اكنّا نتسلى بالألعاب اللوحية وندردش… كنا نشاهد ثلاثية أفلام Back to the Future، وكنا نقيس الوقت بها، كان وقتاً عصيباً للغايةب.
وبينما كان التوتر يتصاعد مع طول الانتظار، فكرت داغر بالعودة إلى منزل عائلتها لتفادي لحظة الحقيقة. وقالت: القد كان الانتظار مرهقاً للأعصاب، وفكرت بالعودة إلى المنزل، ولكن فجأة خرج أعضاء اللجنة لإعلان النتائج، وكان اسمي هو الأول… لقد شعرت بصدمة لا توصف وكنت في غاية السعادةب.
وسارعت داغر إلى إبراق رسالة نصية إلى أسرتها التي كانت تترقب في المنزل لتزفّ لهم الخبر السعيد، وقالت: القد كانوا في غاية السعادة.. كانت نعمة عظيمة.. لقد دعموني وشجعوني طوال العملية، وفي طريق عودتي بالسيارة مع والدي، قال لي: كنتُ متأكداً من أنكِ ستنجحينب.
ورغم أهمية إنجاز داغر، تجدر الإشارة إلى أنها ليست أول طالبة عربية أميركية من منطقة ديترويت تفوز بمنحة ارودسب المرموقة، إذ سبقها إلى هذا الإنجاز عدد من الطلبة المتميزين، من بينهم نادين جواد في عام 2017، وهي من سكان مدينة ديربورن أيضاً، بالإضافة إلى المرشح الديمقراطي الحالي في سباق مجلس الشيوخ بولاية ميشيغن، عبدول السيّد، الذي فاز بالمنحة عام 2008.
وبموجب المنحة، ستقضي داغر عامين في اجامعة أكسفوردب، حيث تخطط في السنة الأولى للحصول على درجة الماجستير في علوم الطبيعة والمجتمع والحوكمة البيئية، على أن تركز في رسالتها البحثية على تعزيز القدرة على التكيف في المدن الصناعية مثل ديترويت. وأما في السنة الثانية، فهي تعتزم التخصص في المواد البصرية وأنثروبولوجيا المتاحف، بهدف توظيف هذا الجانب في مشاريعها البيئية المستقبلية وتعميق اهتمامها البحثي.
منحة رودس
تُعدّ منحة رودس واحدة من أعرق وأرفع المنح الأكاديمية في العالم، وقد تأسست عام 1902 بوصية من رجل الأعمال البريطاني سيسيل رودس بهدف استقطاب أبرز الكفاءات من مختلف أنحاء العالم للدراسة في اجامعة أكسفوردب التي تعتبر أقدم جامعة في البلدان الناطقة باللغة الإنكليزية، حيث يعود تأسيسها إلى عام 1096.
وتشتهر هذه المنحة العريقة بتنافسيتها الشديدة ومعاييرها الصارمة التي تجمع بين التفوق الأكاديمي والقيادة والخدمة العامة والنزاهة الشخصية.
ويستقطب برنامج رودس سنوياً نحو 100 طالب وطالبة من أكثر من 60 دولة حول العالم، من بينهم 32 طالباً أميركياً يتم اختيارهم عبر عملية ترشيح وانتقاء تُعد من بين الأكثر صرامة.
ويعد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الذي نال المنحة عام 1968، من أبرز الأميركيين الذين حصلوا عليها.
وتوفر منحة ارودسب تغطية كاملة للرسوم الدراسية إضافةً إلى مخصصات مالية ومعيشية طوال فترة الدراسة في اأكسفوردب، ما يجعلها إحدى أهم المنح التي تُمهّد لخريجيها مسارات قيادية في السياسة والعلوم والطب والعمل العام.






Leave a Reply