ساوثفيلد
في أجواء ميلادية دافئة غمرتها معاني الفرح والمحبة، فتحت القنصلية اللبنانية العامة في ديترويت أبوابها أمام ممثلي وفعاليات الجالية، مساء الثلاثاء الماضي، للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، في لقاء جسّد وحدة اللبنانيين وقيم العيش المشترك.
وأقيم الحفل في مقر القنصلية بمدينة ساوثفيلد، بدعوة من القنصل العام إبراهيم شرارة وبحضور شخصيات رسمية ودينية واجتماعية متنوعة وسط أجواء اتّسمت بالمحبة والتلاقي وروح العيد.
واستُهلّ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم رحّب مقدّم الحفل السيد محمد شبّاني بالحضور، متوقفاً عند المعاني الروحية والإنسانية لعيد الميلاد، ومؤكداً أهمية هذه المناسبات في تعزيز روح التضامن والحفاظ على صورة لبنان الحضارية في الاغتراب.
وتخلّلت الأمسية إضاءة شجرة عيد الميلاد وعشاء خفيف وحلويات، وحفل استقبال للتلاقي وتبادل التهاني، بمناسبة العيد المجيد.
وألقى السيد حميد الصدر نجل الإمام المغيب السيد موسى الصدر، كلمة شدّد فيها على رمزية ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم (ع) كدعوة مستمرة إلى السلام، وإلى انتصار القيم الإنسانية على منطق الصراع، وإلى التمسّك بالإيمان بأن الإنسان خُلق ليحيا بكرامة. واعتبر أن لبنان استمدّ من هذه القيم رسالته التاريخية كأرض حوار ولقاء بين الحضارات والأديان، مؤكداً أنه رغم التحديات القاسية التي يمرّ بها الوطن الأم، يبقى الأمل حاضراً بإرادة أبنائه في الداخل والاغتراب.
وحضر الحفل عدد لافت من الشخصيات الرسمية والدينية والاجتماعية، من بينهم: راعي كنيسة سانت ماري الأرثوذكسية الأب جورج شلهوب، وراعي كنيسة القديسة رفقا المارونية الأب رودريغ قسطنطين، والشيخ أحمد حمود ممثّلاً االمركز الإسلاميب، والشيخ محمد إلهي من ادار الحكمةب، والشيخ محمد علي الحلبي ممثّل مكتب المرجعية الدينية العليا لسماحة السيد علي السيستاني، والسيد موسى جمعة من مسجد الإمام علي (ع).
كذلك، ضم الحضور رئيس االمجلس الاغترابي اللبنانيب الدكتور نسيب فواز، وقضاة لبنانيين أميركيين، بينهم قاضية الاستئناف في ميشيغن مريم سعد بزي، ونائب رئيس قضاة محكمة مقاطعة وين هلال فرحات، ورئيس قضاة محكمة ديربورن سالم سلامة، إلى جانب ممثلين عن أحزاب لبنانية شملت حركة أمل، والتيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية، وحزب الكتائب اللبنانية.
كما تخلّل الاحتفال كلمة روحية ألقاها الأب رودريغ قسطنطين، ركّز فيها على سرّ التجسّد الإلهي ومعاني ميلاد السيد المسيح، معتبراً أن هذا العيد هو عيد المحبة غير المشروطة التي تدفع إلى الدفاع عن الإنسان وكرامته، وعن المظلومين والمضطهدين في كل مكان، وتعزّز قيم السلام والعيش المشترك بين البشر على اختلاف انتماءاتهم.
وفي كلمته، أكّد القنصل شرارة أن عيد الميلاد هو عيد النور والرجاء والمحبة التي تتخطّى الحدود والجغرافيا لتخاطب ضمير الإنسانية جمعاء. وأشار إلى أن ميلاد السيد المسيح يشكّل دعوة متجددة إلى السلام، وإلى انتصار القيم الإنسانية على منطق الصراع، وإلى التمسّك بالإيمان بأن المحبة قادرة على شفاء الجراح وبناء الجسور.
وتوقّف القنصل العام عند القيم المشتركة بين الرسالتين المسيحية والمحمدية، ولا سيّما قيم التسامح والعدالة والكرامة الإنسانية، معتبراً أنها تمثّل جوهر رسالة لبنان، الذي كان وسيبقى منبراً للحوار وأرض لقاء بين الحضارات والأديان. ولفت إلى أن الاحتفال بالميلاد يأتي هذا العام في ظلّ ظروف دقيقة واستثنائية يمرّ بها لبنان، ما يتطلّب وعياً وطنياً ومسؤولية جماعية لحماية وحدته وسيادته، مؤكداً أن ثقافة الحياة فيه أقوى من كل محاولات القهر واليأس.
كما شدّد شرارة على أن حضور أبناء الجالية من مختلف الانتماءات يؤكّد متانة ارتباطهم بوطنهم الأم، ودورهم الفاعل في الحفاظ على صورته وهويته في الاغتراب، مجدداً التزام القنصلية بخدمة أبناء الجالية، وتعزيز روابطهم الوطنية، والتعاون البنّاء مع السلطات والمؤسسات المحلية، بما يعكس الصورة الحضارية للبنان القائمة على الانفتاح والاحترام المتبادل.






Leave a Reply