ديترويت
أصدرت محكمة مقاطعة وين حكماً بالسجن من 7 إلى 15 سنة بحق رجل سبعيني حاول ذبح طفلة يمنية الأصل في أحد منتزهات مدينة ديترويت يوم 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2024.
وكان غاري لانسكي (74 عاماً) قد أقرّ في الشهر الماضي بتهمة محاولة القتل ولكنه ادعى بأنه يعاني من مرض عقلي، ما أدى إلى تخفيف الحكم الصادر بحقه.
وخلال جلسة النطق بالحكم التي عقدت يوم 11 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، تحلّت الطفلة سعيدة مشرح (8 سنوات) بالشجاعة الكافية لمواجهة الرجل السبعيني في قاعة المحكمة، حيث شرحت للقاضية تشاريس أندرسون بصوتها الطفولي الرقيق ذوهي تمسح دموعهاذ مخاوفها المستمرة من القتل كلما خرجت من المنزل.
وعندما سألت القاضية لانسكي عما إذا كان يريد أن يدلي بأي تصريح قبل النطق بالحكم، اكتفى المُدان بالقول: اأود فقط أن أعبّر عن مدى أسفي الشديد للعائلة على ما فعلتهب.
وفي دعوى مدنية منفصلة، تطالب أسرة مشرح التي كانت في سن السابعة عندما تعرضت للهجوم، لانسكي بتعويضات مالية تصل إلى 50 مليون دولار بسبب الصدمة النفسية والجروح الخطيرة التي لحقت بالطفلة جراء وضع سكين على رقبتها قبل أن تنجح بالفرار من يدي لانسكي الذي قام باستهدافها بينما كانت تلعب مع أطفال آخرين في منتزه ارايانب الكائن بمنطقة وورنديل في غرب ديترويت، قرب حدود مدينة ديربورن.
وأشارت الدعوى التي تقدم بها المحامي نبيه عياد إلى أن لانسكي اقترب من الفتاة القاصر، دون أي استفزاز مسبق، ورفع ذقنها، وشقّ حلقها بسكين جيب، كان بحوزته قبل أن يحاول طعنها به، إلا أن الطفلة الشجاعة قامت بركله وإبعاده عنها.
وعلى أثر ذلك، انطلقت سعيدة مهرولةً إلى منزلها القريب من المنتزه في ديترويت، فيما هجم لانسكي باتجاه جدة الضحية التي كانت ترتدي الحجاب، إلا أنه سرعان ما فرّ من المكان على وقع صراخ المارة ورواد المنتزه.
وألقت شرطة ديترويت القبض على لانسكي في وقت لاحق من اليوم نفسه دون أن يبدي أية مقاومة.
وكان عياد والرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية ACRL، قد طالبوا بالتعامل مع محاولة قتل الطفلة سعيدة، كجريمة كراهية نظراً لاستهدافه سعيدة وجدتها باعتبارهما المسلمتين الوحيدتين في المنتزه الذي كان يعج بالأهالي والأطفال السود. إلا أن الادعاء العام في مقاطعة وين أفاد بأن ليس لديه ما يكفي من الأدلة لمقاضاة لانسكي على هذا الأساس، لاسيما وأن الأخير حاول طعن زوجته وأختها قبل أيام قليلة من الحادثة.
ومقابل اعترافه بالذنب، توصل لانسكي إلى تسوية مع الادعاء العام في كلتا القضيتين، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة تتراوح بين سنة وأربع سنوات بتهمة الاعتداء الجنائي على زوجته وأختها، على أن يقضي عقوبته تلك، بالتزامن مع الحكم الصادر عن قضية الطفلة سعيدة. ما يعني أن لانسكي قد يخرج من السجن بعد ست سنوات تقريباً، نظراً لاحتساب المدة التي قضاها خلف القضبان منذ اعتقاله في أكتوبر 2024.
ومازالت دعوى التعويضات المدنية المرفوعة ضد لانسكي قائمة أمام القضاء، حيث يطالب المحامي عياد بإلزامه بدفع ما يصل إلى 50 مليون دولار عن الصدمة والإصابة الجسدية والأذى النفسي الدائم الذي لحق بها بسعيدة وأسرتها منذ الهجوم.
وقال عياد: الا نعرف أنواع الأصول التي قد يمتلكها (لانسكي)، لكنني أؤكد لكم أننا نريد أن ننتزعها منه حتى آخر دولار يملكه. فهذا الشخص يستحق أن يتعفّن في الجحيم وأن يتعفّن في السجنب.
وأضاف عياد في بيان سابق حول القضية: الا ينبغي أن يخشى أي طفل اللعب في حديقة عامة. هذه الدعوى القضائية تتعلق بالعدالة والكرامة وحق العائلات العربية والمسلمة في العيش بأمان في الأماكن العامةب.






Leave a Reply