هل نفذت المناورات السياسية من جعبة المستعمر الجديد للمنطقة العربية، فلم يبق مناورة الا ومورست: تعلمها السياسيون المحنكون واعتاد عليها الناس، لدرجة اصبح الحديث فيها وتفسيرها مدعاة للسخرية؟ عرف الكل، بمن فيهم المواطن العربي الامي، ان القرارات الدولية لم تصدر يوما لمصلحة دولة ليس لها قوة سياسية، وان مجلس الامن ليس جمعية اخلاقية للاحسان العالمي، وان الاهتمام المتعاظم من دولة كالولايات المتحدة الاميركية بدولة كلبنان لا بد وان يدق في قلب المراقب ناقوس خطر. وتعلم الجميع ان فن المناورات السياسية يفترض اثارة الدخان في مكان للفت الانتباه الى مكان آخر. وأن الحجة التي يسير فيها المستعمر الجديد لم تكن يوما الا حجة اخلاقية، وهي تكتيك قديم قِدَم روما التي احتجت بتحرير بلاد ما بين النهرين من ربقة الفرس عندما احتلتها وقِدَم نابليون الذي احتج بالتنوير لاحتلال مصر. ورغم ذلك مازال اللبنانيون منقسمون حول تفسيرهم لما يحصل في المنطقة.ففي لبنان تتجه اصابع الاتهام، من قبل الاكثرية، الى سوريا مع كل انفجار، مع ان التفجيرات والاغتيالات تعمل على رص صفوف قوى 14 آذار اكثر، ففي كل مرة يتحرك فيها ملف المحكمة ترتكب جريمة اغتيال، وفي كل مرة تستفيد قوى 14 آذار من ذلك بسيطرة رأي المتطرفين فيه وتغيب، بالتالي، مواضيع كاد ان يصبح النقاش في حلها امرا لازما كحكومة الوحدة الوطنية، ومن ثم اتهام رئيس الجمهورية بعرقلة قيام الدولة، وترويج سيناريو حول ان هدف الاغتيالات هو تقليص عدد الاكثرية، انتهاء باللجوء الى المجلس الاممي ليحكم الطوق على سوريا، ويقنعه، بنشر قوات دولية على حدودها مع لبنان. ورغم ان جماعة «فتح الاسلام» قررت فتح الارض اللبنانية كلها في تهديد صريح وواضح، لم توجه اليها ولا حتى احتمال شك في ان يكون لها ومن خلفها «القاعدة» دور في ما يحصل.اما تحليلات المعارضة، فترى فيما يجري استكمالا لما تريده الولايات المتحدة من لبنان، لمحاصرة سوريا لمصلحة اسرائيل والوصول الى نزع سلاح المقاومة. لان اقحام الجيش في مواجهة مع جماعة اصولية هي تمهيد لتأهيله لمواجهة سلاح المقاومة، او ان فشل، لتعزيز القوات الدولية بادخال المزيد منها الى لبنان.ان ما يحدث في لبنان منذ اندلاع احداث نهر البارد يشغل الساحة اللبنانية، وزادها انشغالا عملية الاغتيال التي راح ضحيتها النائب وليد عيدو وتسعة مدنيين لبنانيين. وفيما يلي، تنقل «صدى الوطن» آراء نخبة من ابناء الجالية البنانية للوقوف على رأيهم فيما يخص آخر المستجدات في لبنان (يشار الى ان بعض المقابلات أجريت قبل اغتيال النائب الشهيد وليد عيدو، لذلك لم تسجل آراؤهم حول الموضوع):
عدنان سلامة المسؤول الاعلامي، التجمع لأجل مستقبل لبنان نحن نعتبر ان الحاصل في لبنان هو امتداد لمرحلة اغتيال الرئيس الشهيد الحريري. هذا يعني ان هناك مشروعا لعدم استقرار الوضع في لبنان لإظهار ان اللبنانيين لا يحسنون حكم انفسهم بأنفسهم. لذلك فإن احداث مخيم نهر البارد هي اكبر مثال لضرب الجيش اللبناني، رمز الشرعية، واضعافه على اساس ان المطروح اليوم هو ان تبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كل الاراضي عبر الجيش والامن الداخلي، لذلك فإن اضعاف هذه القوى يعني اضعاف الدولة وابقاء الوضع على ما هو عليه حتى يحين موعد انتخاب رئيس الجمهورية. فإذا كانت الاجواء غير ملائمة للشقيقة سوريا فعلى الارجح ان يتدهور الوضع نحو الاسوء عبر احداث هنا وهناك واغتيالات، والدليل هو اغتيال النائب وليد عيدو. ان الاجواء العامة في البلد حاليا تفرض بتقديري انه على اللبنانيين ان يتخذوا موقفا موحدا لأن ما يحدث الآن واي تدهور لاحق هو خسارة للجميع، معارضة واكثرية. وهو وضع لن يفيد حتى قوى 8 آذار بمعنى ان البلد سيتجه الى المجهول وهو مفتوح على عدة احتمالات. ان اقرار المحكمة الدولية، يفترض، ان يساعد على حفظ الوضع وايقاف الاغتيالات.ففي حرب تموز (يوليو) الماضي لم نستطع ان نحمي لبنان من اسرائيل الا عبر القرار 1701، وهذا القرار جاء ليحمي الجميع من اسرائيل بما فيهم المقاومة. والقوات الدولية ايضا هدفها بداية مرحلة جديدة. ان احداث البارد هي لفتح معركة جانبية والهاء الشرعية اللبنانية عن مهماتها واضعافها واثبات عدم جديتها في حماية لبنان في ظل مفاوضات بين سوريا واسرائيل. ولبنان هو المنفذ لتفريغ الاحتقان والمخرج الوحيد هو ان يتوحد اللبنانيون ويرجعوا لطاولة الحوار بدل ان يتقوى كل فريق بالخارج لأن لا احد يريد مصلحة اللبنانيين اذا لم يعملوا هم لمصلحة لبنان.
جورج سعدمثقف لبنانيالوضع ليس محصورا في لبنان فقط. ان ما يحدث يراد من خلاله تشوية ثقافة المنطقة كلها. يريدون ان يشوهوا تلك الحضارة التي اعطت للبشرية النور والمعرفة. انها محاولة لإبعاد الناس عن قومية بلاد الشام والاسلام. هم يريدون استعمال الورقة الفلسطينية بعد ان فشلوا في استخدام الاوراق الاخرى، لأن الوضع ان تدهور واذا انفجر في لبنان فسينفجر في المنطقة كلها.انا لست متشائما بل متفائل لأن كل الاوراق التي تم استعمالها فشلت ولن تكون هذه الورقة استثناء لأن الذين يحاولون خض الوضع في لبنان لا يملكون دعما من احد، لا من الشعب الفلسطيني والذي هو ضد ما يحصل ولا من حماس ولا من غيرهم.ان هدف كل ما يحصل هو اضعاف الجيش اللبناني ووضعه في مصاف الجيش الاميركي عبر المساعدات العسكرية التي ترسلها الولايات المتحدة الاميركية، فلماذا، رغم كل ما مر به الجيش من مصاعب، لم تقدم الولايات المتحدة على ارسال المساعدات الا الآن.
جوزيف مورانيالرئيس السابق للنادي اللبناني الاميركي فـي مدينة وورن فـي ميشيغنما يحدث في لبنان اليوم هو حلقة من سلسلة مآمرة مدبرة على لبنان. فتحرير واثبات لبنان انه الوحيد الذي قهر الجيش الذي لا يقهر واذهل ببطولته العالم، جعل اعداء لبنان يتربصون به وبدأوا يكيلون له المؤامرات لتركيعه أمنيا بعد ان عجزوا عن ذلك سياسيا. وتم استغلال الوضع بعد خروج الجيش السوري من قبل مناوئيها لالصاق كل التهم فيها. ورغم اننا لا نعرف حتى الآن من يقوم بتلك الاعمال الا ان التحليل يشير الى ان المستفيد الوحيد هو اسرائيل.حاولوا في البداية جعل المشكلة طائفية بين المسيحيين والمسلمين، وفشلوا بسبب التحالفات (بين حزب الله والتيار الوطني الحر) وجربوا ان يكون الخلاف بين السنة والشيعة ولم يستطيعوا ان يتخطوا حكمة بعض القيادات الذين رفضوا الانجرار الى اي صراع مثل هذا. واليوم يوجهون سهام مؤامراتهم الى المؤسسة الموطنية الوحيدة التي تضمن سلامة البلد وهو الجيش اللبناني. فهو مؤسسة كل لبنان واذا كنا هزمنا الجيش الذي لا يقهر فلأننا الشعب الذي لا يقهر ولا ينقصنا الا وحدة وطنية موجهة نحو لبنان فقط.انه الانتصار الوحيد الذي تحقق في تاريخ الامة العربية، صحيح، تهدمت البيوت واستشهد الاطفال وترملت النساء وآخرون تشردوا لكن الكرامة بقيت محفوظة وهذا كله بسبب اناس مؤمنين بقضيتهم.
المحامي سالم سلامة ما يحدث في لبنان شيء مؤسف ومأساوي فادارتنا الاميركية قررت ان لا يستتب الوضع في لبنان قبل ان يجدوا الحلول للوضع العراقي. بعض اللبنانيين وللأسف ساروا وراء هذه السياسة. والادارة الاميركية لا تراعي الوضع اللبناني وحساسياته وكل ما تريده هو تحسين وضعها التفاوضي في العراق.قد يكون ما يحدث في لبنان مقدمة للتوطين، وبعض الفلسطينيين بدأ بالانقسام وهناك الى جانب المواجهات اللبنانية-اللبنانية واللبنانية-الفلسطينية مواجهات فلسطينية-فلسطينية. فمثلا الجهات التابعة لحكومة الرئيس محمود عباس تبدو وكأنها على تفاهم مع الحكومة اللبنانية. وسيكون لكل ذلك اثره على لبنان دون شك. والحل دون شك هو في حكومة الوحدة الوطنية والا فسيغرق الجميع مع المركب ان غرق.الواضح ان هناك قرارا دوليا والا فما يبرر ان يكون لبنان على اولوية جدول الاعمال الاميركي والبريطاني والفرنسي؟وانا كرجل قانون ادعم محكمة جنائية للتحقيق (في عملية اغتيال الرئيس الحريري) وادانة من يثبت تورطه. لكن يبدو ان الدول الكبرى تستعمل المحكمة اداة للدخول الى الوضع اللبناني.فلو نظرنا الى تركيبة المحكمة، من حيث عدد القضاة، نجد انها تتكون من اكثرية اجانب واقلية لبنانية، وذلك في محكمة البداية والاستئناف وهذا لا يدع مجالا لترجيح رأي القضاة اللبنانيين على الاجانب. كما ان التوافق على انشاء المحكمة وآلياتها تتحكم بها الدول الكبرى، ولا ننسى انها تحت البند السابع، والتمويل مناصفة ما بين لبنان والاخرين، وفي حال تنازع القانونين اللبناني والدولي يطبق الاخير.أما بالنسبة لعملية الاغتيال فآن المقصود منها زعزعة الاستقرار وتوجيه أصابع الاتهام وخلق عداوة مع سوريا. ان إطلاق التهم جزافاً لا يخدم الأمن.
غابي عيسى التيار الوطني الحر فـي ميشيغن نحن ضد اي عمل ارهابي ضد الجيش الوطني اللبناني. وندعم جيشنا الوطني في انهاء هذه الحالة.كنا نتمنى ان تكون الحكومة قد دعمت الجيش اكثر فليس من المعقول ان تكتشف مثلا في آخر لحظة ان الجيش من دون ذخيره، ونحن نؤيد المحكمة ولكننا كنا نفضل ان تقر ضمن المؤسسات الدستورية عبر اتفاق اللبنانيين والمهم ان لا تستعمل كأداة سياسية. اما التفجيرات للأسف اضرت بالوضع الامني في لبنان ومنعت أناسا كثيرين من زيارة لبنان.المشكلة ان لا احد يعلم شيئا عن الفاعل وعما يحدث بالضبط ولا يمكن ان نوجه الاتهامات الى احد من دون ادلةوالذي يحصل في نهر البارد امر خطير وقد كشفت بعض التحقيقات على ما قيل عن ربط ما بين هذه المجموعات والحركات الدينية المتطرفة. والدولة لا شك مقصرة في تحقيقاتها وهناك كلام عن ان قسما من المشتركين في هذه الاحداث هم من الذين سرحوا ممن تورط في اعمال الضنية.
Leave a Reply