عندما كان مايكل حسيني في السنة الأولى من عمره كان يتدحرج بدل أن يحبو كسائر الأطفال، ويقول والده سامي حسيني «لم يكن بإمكانه وهو في عمر الزهور حتى أن يركب دراجة بعجلات ثلاث، اعتقدت أنه كسول وحسب وأنه بحاجة لمن يحثه على النشاط»، حتى وهو في سن الثانية لم يكن مايكل بوسعه أن يركض، كان يستطيع فقط أن يمشي ببطء. يتذكر سامي أنه وطليقته حينئذ جانين هيل اصطحبا طفلهما مايكل لإجراء الفحوصات عليه في مستشفى «ميشيغن للاطفال»، وحينها شخصّت حالته على أنها مرض يُسمى «ديشان مسكيولر ديستروفي» وهو ضمور في العضلات ناشيء عن خلل في الجينات الوراثية، وهذا النوع من المرض يؤثر أساسا على العضلات اللاإرادية. ما لبثت حالة مايكل أن تفاقمت حتى طال تأثيرها جميع العضلات اللاإرادية بما فيها عضلة القلب وعضلات التنفس، ما يجعل صاحب مرض كهذا من النادر أن يظل حيا بعد الثلاثين. وقد وقع هذا التوصيف موقع الصاعقة على والد ووالدة مايكل اللذين كانا افترقا قبل هذا بستة أشهر، حيث كان مايكل وأخته ألكسندرا تحت رعاية ثنائية لوالديهما.
مايكل حسيني |
حفل التخرجأصرت والدة مايكل على إقامة حفل لتخرج إبنها برغم ظروفه الصحية الحرجة، فقامت بالإتصال بقاعة بيبلوس للحفلات في ديربورن لتحجز لـ 60 شخصا، لكن مدير القاعة جو بزي اعتذر في البداية وأخبر جانين أن ليس باستطاعته حجز القاعة لهذا العدد القليل من المدعوين. ولكن جانين اليونانية الأصل والمتزوجة منذ خمسة أعوام من رجل عربي آخر هو إبراهيم الزبيدي، استخدمت المهارات العربية في الإقناع التي اكتسبتها عبر السنين وقالت لمدير القاعة أن إبنها نصفه عربي وأن سبق لها العمل في جريدة «صدى الوطن»..، سائلة جو بزي: «هل تعرف أسامة سبلاني»؟ لكن بزي لم يكن ليقتنع كلياً بهذا ويوافق على الحجز؟ يقول جو بزي «لكن حين أخبرتني جانين أنها ترغب بإقامة حفل لإبنها المصاب بمرض عضال، وأنه ليس أمامه الكثير من الوقت ليعيش وأنه تخرج لتوه من الثانوية بمرتبة شرف، قلت لها: هذا يكفي لا تقولي المزيد، ثم طلبت منها أن تنتظر على الهاتف لحظة وذهبت لمكتبي لأحجز لها»، أضاف بزي «في أي يوم تودين الحجز؟ هل 12 حزيران مناسب؟ لترد جانين بالموافقة، فيقول لها بزي: الحفلة على حسابي، يمكنك دعوة أي عدد من الضيوف.وفي مساء الثلاثاء الماضي أي في 12 الجاري، حضر إلى حفل تخرج مايكل 70 مدعوا من بينهم زملاءه في المدرسة وبعض المدرسين من صفوف الروضة إلى الثانوية، وبعض الممرضين في مؤسسة «أنجيلا هوسبس» وأفراد من العائلة ولفيف من الأصدقاء. كما حضر الحفل والد مايكل ووالدته وزوج أمه إبراهيم وزوجة أبيه هناء وهؤلاء جلسوا جميعا إلى نفس المائدة. وكان نجم الحفل هو مايكل، الجميع أخذوا صورا معه، فيما كان أصدقاؤه يرقصون على أنغام الأغاني التي يحبها، كان هو يجلس غير قادر على الحركة في كرسيه الخاص تملأه أحاسيس الكبرياء والغبطة.في تلك الأثناء وقف جو بزي والعاملين في القاعة على أهبة الإستعداد للتأكد من نجاح الحفلة، وكان بزي أحضر للحفل زوجته وأبناءه الأربعة لمشاركة مايكل وعائلته هذا الحفل. وكان من بين الحضور كذلك أخوة مايكل غير الأشقاء علي وآدم، لورا وسارة، إضافة إلى شقيقته ألكسندرا الذين تجمعوا حوله وهو يخاطب الحفل، فيما جانين كانت متوقفة على مسافة من إبنها وقد امتلأت عيناها بالدموع. وكان مايكل يلقي كلمته وهو يلتقط أنفاسه بعد كل جملة في خطاب مقتضب أنهاه بعبارة اقتبسها عن الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت، «ان المستقبل ملك لهؤلاء الذين يؤمنون بجمال أحلامهم».في 9 تشرين الأول 2007 يكمل مايكل عامه الثامن عشر، ووالديه يأملان في أن تتوصل البحوث في الخلايا الجذعية لعلاج يشفي ولدهما من هذا المرض قبل فوات الأوان.
Leave a Reply