التأخير فـي الحصول على الجنسية أبرز أثارها كشف تقرير سنوي لمنظمة مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)، يتناول أوضاع المسلمين في أميركا، أن الشكاوى من التمييز والعنف ضد مسلمي أميركا قد قفزت بنسبة 25 بالمئة عن العام الماضي، وأن قضايا التأخير في الحصول على الجنسية كانت على رأس قضايا المسلمين في أميركا في عام 2006 وعرض التقرير الصادر عن «كير»، وهو التقرير السنوي الوحيد من نوعه الذي يرصد حوادث التمييز والعنف ضد مسلمي أميركا، عرض باختصار 2467 حالة من حوادث العنف والتمييز والمضايقات ضد المسلمين في 2006، وهو أعلى رقم من قضايا الحقوق المدنية يتم تسجيله في تقرير لمنظمة أميركية وتقول الدراسة التي صدرت الأسبوع الماضي بعنوان «افتراض الذنب» إن هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 25,1 بالمئة عن عدد حوادث التمييز والعنف ضد المسلمين في عام 2005، والتي بلغت 1972 حادثا ومن جانبه قال أرسلان افتخار، المدير القانوني لمنظمة «كير»، والذي قام بإعداد التقرير: «إن كثيرين يرون تجربة المجتمع المسلم في أميركا مثل تاريخ جماعات الأقلية الأخرى في أمريكا بعد مأساة الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر، يرون أنها تمثل الفصل الثاني في تاريخ الحقوق المدنية الأميركية وأضاف افتخار أن «نتائج هذا التقرير ينبغي أن تمثل تذكيرا بأن التمييز مازال يمثل قضية رئيسية في بلدنا وأظهر التقرير، الذي حصلت «صدى الوطن» على نسخة منه، أن الزيادات الأكثر وضوحا في الحوادث التي جرت ضد المسلمين كانت في الوكالات الحكومية، حيث ارتفعت الحوادث في هذه الفئة من 19,22 بالمئة من إجمالي البلاغات في 2005 إلى 36,32 بالمئة في 2006 وترجع هذه الزيادة في الأساس إلى عدد الحالات المرتبطة بقضايا الهجرة، مثل المواطنة والتأخيرات في الحصول على الجنسية وقالت منظمة كير إنها حصلت على 167 بلاغا يتعلق بشكاوى جرائم كراهية ضد المسلمين، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 9,2 بالمئة عن شكاوى عام 2005، التي بلغ مجموعها 153 شكوى وقال التقرير إن 81 بالمئة من إجمالي شكاوى الحقوق المدنية التي وصلت إلى «كير» في 2006 جاءت من تسع ولايات إضافة إلى العاصمة وهذه الولايات على الترتيب هي كاليفورنيا (بنسبة 29 بالمئة من الشكاوى)، وإلينوي (13 بالمئة)، العاصمة (7 بالمئة)، فلوريدا (7 بالمئة)، تكساس (6 بالمئة)، نيويورك (5 بالمئة)، فرجينيا (4 بالمئة)، ميشيغن (3 بالمئة)، نيوجيرسي (3 بالمئة)، وأوهايو (3 بالمئة وقد ظلت الفئات التي تندرج تحتها شكاوى المسلمين الأميركيين كما هي تقريبا مقارنة بتقرير العام السابق، لكن التقرير أبرز بعض الانخفاض النسبي في بعض الفئات عن عام 2005؛ حيث انخفضت، على سبيل المثال، بشكل كبير شكاوى الحقوق المدنية المتعلقة بأماكن العمل من 25,41 بالمئة في 2005 إلى 15,57 بالمئة في 2006 وقدمت «كير» في هذا التقرير بعض التوصيات التي يمكن من خلالها مواجهة المشاعر المعادية للإسلام في المجتمع الأميركي ومن بين هذه التوصيات مطالبة النواب المنتخبين في المجالس التشريعية والقيادات الدينية والمحلية في الولايات بالحديث بقوة ضد تيار «الإسلاموفوبيا» وإدانة أعمال التعصب ضد المسلمين، كما أوصى التقرير المسلمين الأمريكيين بزيادة جهود التوعية والتثقيف وحث التقرير على عقد جلسات استماع في الكونغرس لمناقشة المستوى المرتفع من تيار «الإسلاموفوبيا» في أميركا، كما دعا إلى الإسراع في التعامل مع طلبات الحصول على الجنسية ودعا التقرير في توصياته إلى تبني سياسات محلية وخارجية تعكس ما وصفه بالتقاليد الأميركية الخاصة بالعدالة واحترام الكرامة الإنسانية لجميع الناس وتجدر الإشارة إلى أن تقرير «كير» لعام 2005 كان قد أشار إلى أن قضايا العنف ضد المسلمين قد ارتفعت من عام 2004 إلى عام 2005 بنسبة وصلت إلى 30 بالمئة تقريبا وكشف تقرير العام الماضي الذي صدر بعنوان «النضال من أجل المساواة» أن عدد حوادث التمييز والعنف ضد المسلمين قد قفز من 1522 حادثا في 2004 إلى 1972 حادثا في 2005 وقالت منظمة «كير» إنها بدأت توثيق الحوادث المناهضة للمسلمين في أعقاب الهجوم على الذي حدث على مبنى مورا الفيدرالي في مدينة أوكلاهوما عام 1995، والذي توجهت أصابع الاتهام بشأنه نحو المسلمين في البداية ليتضح فيما بعد أن مرتكبه هو تيموثي ماكفاي، وهو أميركي غير مسلم ينتمي لجماعة متطرفة مناهضة للحكومة الأميركية
Leave a Reply