لم يثبت تورطها بأي نشاط إرهابي
توصلت مؤسسة «الحياة للاغاثة والتنمية» (لايف) الى تسوية فيما يخص كلفة نسخ المستندات التي صادرتها السلطات الأمنية في أيلول (سبتمبر) الماضي بعد مداهمة مكاتب المؤسسة في ميشيغن. ووافق مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) على اقتسام كلفة النسخ بأمر من المحكمة الأسبوع الماضي على ان تقوم شركة «كينكوز» إجراء عملية النسخ في المبنى الرئيسي للـ«أف بي آي» في ديترويت، متراجعا عن قرار سابق بإيكال عمليات النسخ الى شركة اميركية مختصة بتكلفة اعلى بكثير من التكلفة الاعتيادية محملة المؤسسة الخيرية الكلفة كاملة. وكانت الـ«اف بي آي» اغارت على مكاتب المؤسسة الخيرية «الحياة للاغاثة والتنمية» في أيلول (سبتمبر) العام الماضي وصادرت اجهزة كمبيوتر وسجلات من مكاتب المؤسسة دون ان ينجم عن الغارة اي اتهام جنائي، ولم يتم بالتالي ايقاف عمل المؤسسة.الا ان المؤسسة وبعد سنة تقريبا على هذه الغارة، قامت بالطلب من القاضية الفدرالية نانسي ادموند اعادة 200 صندوق من السجلات التي اعتبرتها المؤسسة مستندات ضرورية لاستمرارها في العمل، من قبيل ملفات الضرائب العائدة وما شابه.وكان مكتب المدعي العام الفيدرالي لشرق ميشيغن قد وافق على ارجاع المستندات المصادرة على ان تدفع «الحياة» رسوم نسخ المستندات بكلفة عالية تتراوح ما بين 21 الى 115 الف دولار على اعتبار ان الوكالة الفدرالية ما زالت تجري التحقيقات وتحتاج الى نسخ عنها. غير أن مؤسسة «الحياة» اعترضت على الكلفة المرتفعة وتوصلت الى سعر منخفض من خلال شركة «كينكوز» حيث وصلت التكلفة الى ما بين 7 و10 آلاف دولار. قبل أن تقضي المحكمة باقتسام التكلفة ين الـ«أف بي آي» والمؤسسة الخيرية.وقال محامي الدفاع توماس غرانمر ان الامر قد صعقه «لأن بعد كل هذه المدة لم يتم الادعاء على المؤسسة بعد مصادرة المستندات ولا تم ارجاعها الى اصحابها». وتشتكي قيادات اسلامية من ان الغارات التي استهدفت مؤسسة «الحياة» وغيرها من المؤسسات الخيرية الاسلامية قامت باخافة المتبرعين من التبرع للمؤسسات الخيرية على الاخص وشهر رمضان المبارك على الابواب، وهو الشهر الذي تكثر فيه الصدقات.وقال داوود وليد، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الاسلامية الاميركية (كير)، ان «تغريم كلفة طباعة صور عن المستندات من قبل المؤسسة هو بمثابة دفع تكاليف التحقيقات التي قامت به الـ«اف بي آي»، وهي محاولة لوضع حمل ثقيل على كاهل المؤسسات الخيرية التي لا تبتغي الربح، في وقت تستعمل فيه هذه الموال لمساعدة المحتاجين والفقراء».ولم تقم الـ«اف بي آي» بتوضيح طبيعة التحقيقات التي اجريت على مؤسسة «الحياة» لكن امر التفتيش أشار الى ان التحقيقات ترتبط باعمال المؤسسة التي تجريها في العراق.وقال احسان الخطيب، المنسق القانوني والعلاقات العامة للـ«الحياة»، ان عميل الـ«اف بي آي» كان ابلغه يوم الغارة ان التحقيقات لا علاقة لها باعمال ارهابية».وتصف المؤسسة نفسها في موقعها الالكتروني انها اكبر المؤسسات الخيرية الاسلامية الاميركية للاغاثة الانسانية، تأسست العام 1992 عقب الازمة الانسانية في العراق بعد حرب الخليج الثانية، 1991، وبلغت مواردها اكثر من 10 ملايين دولار في العام 2004، على ما يشير ملف الضرائب العائدة.وكانت وكالات فدرالية اجرت غارات على خمس اماكن في 18 أيلول (سبتمبر) الماضي وشملت: المكتب الرئيس لمؤسسة «الحياة» في مدينة ساوثفيلد، مكاتب محاسبيها، منزل الرئيس السابق للمؤسسة، منزل منسق ومدراء مؤسسة «العلاقات والمصالح العربية الاميركية» والتي اعتبرت من قبل الوكالة مؤسسة متعلقة بمؤسسة «الحياة».وقال محامي الدفاع غرانمر ان الـ«اف بي آي» اخذت «وقتا كافيا لمراجعة المستندات المصادرة ولم يصدر عن التحقيقات اي ادعاءات وهذا ليس بالامر المفاجئ اذ ان المؤسسة لطالما التزمت بالقوانين، وعليه فليس من المنطقي ان تبقي المستندات معها الى وقت غير محدود في وقت ليس هناك اي ارضية لأي مخالفات قانونية».وقال الطلب الذي قدمته «الحياة» للمحكمة ان المؤسسة لم تستطع ان تكمل عملياتها الحسابية بسبب استمرار احتجاز المستندات، بالاضافة الى عدم قدرتها على اداء عملياتها اليومية بسبب غياب الكثير من المستندات المهمة.وكانت السلطات قد اكدت على ان «الحياة»، وقت مصادرة المستندات، تستطيع ان تستمر بعملها الاعتيادي الا ان استمرار احتجاز المستندات حال دون ذلك، مع ان الادعاء يؤكد على ان ليس هناك تأخير متعمد او غير اعتيادي في الاجراءات التي ابقت على المستندات مصادرة.
Leave a Reply