استقالت تحت ضغط يهودي بسبب استخدامها كلمة «انتفاضة»
نيويورك – تحولت ذهبة المنتصر، المعروفة في نيويورك باسم «دابي المنتصر»، وهي تربوية أميركية من أصل يمني، الى حديث للصحافة الأميركية، منذ أن جرى اختيارها لإدارة مشروع أكاديمية جبران خليل جبران في بروكلين إلى أن اضطرت، لأن تستقيل من منصبها سعيا منها لحماية الأكاديمية، التي تعتبر أول مدرسة حكومية أميركية يتم فيها تدريس منهج أميركي باللغتين العربية والإنكليزية.
دابي المنتصر |
يُشار إلى أن السيدة دابي المنتصر ناشطة مسلمة معروفة في مدينة نيويورك، وهي تنتمي إلى عائلة أميركية معروفة من أصول يمنية في مدينة بروكلين، وقد خدم ابنها يوسف في الحرس الوطني الأميركي، كما عمل خمسة من أبناء إخوانها وأخواتها في مشاة البحرية الأميركية في العراق. لكن دابي المنتصر أصبحت مؤخرا موضعا للانتقاد بعد تصريحات نُشرت الاثنين 6 آب (أغسطس) الجاري، قالتها ردا على أسئلة من صحيفة «نيويورك بوست»، المعروفة بانحيازها لإسرائيل، بشأن عبارة «انتفاضة نيويورك سيتي»، والتي كانت مطبوعة على قمصان (تي شيرت) كانت تبيعها منظمة «عربيات ناشطات في الفن والإعلام»، وهي منظمة في مدينة بروكلين.يذكر ان «رابطة مكافحة التشهير»، وهي منطمة يهودية أميركية مؤيدة لإسرائيل تتهم منظمة «عربيات ناشطات في الفن والإعلام» بأنها مرتبطة بحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في فلسطين المحتلة. ونقلت جريدة «نيويورك بوست» إن السيدة دابي المنتصر عضو في جمعية «سبأ» للأميركيين اليمنيين، وأنها تشترك مع المنظمة النسائية في مقر واحد.وقالت المنتصر في تصريحها الذي تحدثت فيه عن كلمة الانتفاضة «إن الكلمة تعني في الأساس التخلص من شيء وهذا هو جذر الكلمة إذا بحثت عنها في اللغة العربية… وأنا أفهم أنها تُحدث دلالة سلبية بسبب الثورة في المناطق الفلسطينية-الإسرائيلية، ولا أعتقد أن القصد هو إحداث أي نوع من هذا في مدينة نيويورك». وأضافت «أعتقد أنها فرصة للفتيات للتعبير عن أنهم جزء من مجتمع مدينة نيويورك… وإحداث هزة ضد الظلم».لكن دابي المنتصر أصدرت اعتذارا في اليوم التالي عن تصريحاتها، وقالت «إنني، بتقليلي من قدر الارتباطات التاريخية للكلمة، ألمحت إلى أنني أتسامح مع العنف والتهديدات بالعنف». وقالت دابي المنتصر في استقالتها «لقد سلمت هذا الصباح استقالتي إلى المستشار كلاين، حيث قبلها؛ فقد اقتنعت أن عناوين الصحف هذا الأسبوع كانت تعرض حياة أكاديمية خليل جبران الدولية للخطر، رغم أنني اعتذرت». وقالت المنتصر إنها عملت طوال العامين الماضيين من أجل خلق الفرص التعليمية الفريدة التي ستقدمها المدرسة، وأضافت «لن أسمح للاحتجاج الأخير أن يقوض هذه الإمكانيات لأطفال هذه المدينة». لكن الاعتذار أعقبه انتقاد من راندي وينجارتن، رئيسة اتحاد المعلمين في المدينة، التي قالت إن كلمة الانتفاضة «كان ينبغي إدانتها وليس تفسيرها».يُشار إلى أن أكاديمية خليل جبران تقدم مناهج أميركية عادية، لكنها تتضمن تركيزا أكثر على الثقافة العربية واللغة والتاريخ العربي، أي أن مهمة المدرسة ليست دينية، ومع ذلك فقد واجهت الأكاديمية معارضة من ائتلاف يُدعى «أوقفوا المدرسة» الذي قادته بعض المنظمات اليهودية في نيويورك، والذي ادعى بأن المدرسة سوف تدرس مناهج إسلامية متشددة. كما شارك كتاب معروفون بمواقفهم المعادية للمسلمين في الحملة ضد المدرسة؛ حيث قال الكاتب الصهيوني دانيل بايبس، المعروف بتأييده للاحتلال الإسرائيلي وعدائه للمنظمات العربية والإسلامية في أميركا، عن فكرة المدرسة: «…إنها فكرة عظيمة من حيث المبدأ؛ فالولايات المتحدة تحتاج المزيد من المتحدثين للغة العربية، ولكن عند الممارسة (نجد أن) التعليم العربي مليء بالمطالب والمعاني الإسلامية والعربية المتشددة».«صهيونية» بدل دابي وبعد قبول استقالة دابي تم اختيار معلمة يهودية «صهيونية» الانتماء، ولا تستطيع نطق جملة عربية واحدة مديرة لأكاديمية جبران خليل جبران العالمية العربية الحكومية والتي ستفتح أبوابها للطلبة العرب بدءاً من أيلول (سبتمبر) المقبل في نيويورك. ووصفت المديرة الجديدة نفسها بأنها «صهيونية متحمسة كانت تود الهجرة إلى إسرائيل». وذكرت صحيفة «نيويورك بوست» أن «دائرة التعليم في نيويورك سمت دانييل سالزبيرغ مديرة لأكاديمية جبران خليل جبران العالمية في بروكلين». وقالت الناطقة باسم دائرة التعليم ديبرا ويكسلر ان سالزبيرغ (53 عاماً) لا تتكلم العربية. وقالت عليزا حيمد (يهودية) الزميلة السابقة لسالزبيرغ في السكن ان المديرة الجديدة تهوى شيئين: إسرائيل وتعليم الفتيان. وأضافت انها «اختارت في النهاية تعليم فتيان نيويورك بدلاً من العيش في إسرائيل». وقالت «كانت صهيونية، وكانت لديها النية بالهجرة إلى إسرائيل، لكنها عادت ووقعت في حب تلامذتها وعملها». وأضافت «معظم اليهود الأميركيين الأرثوذكس يحبون إسرائيل، وأنا واثقة من انها لا تزال كذلك». وفي العام 1993 أمضت سالزبيرغ سنة في تعلم اللغة العبرية وسياسات الشرق الأوسط في الجامعة العبرية في القدس المحتلة. وقال عدد من الناشطين في الجالية العربية انهم سيبدأون حملة في محاولة لإعادة المنتصر إلى منصبها.
Leave a Reply