الصدر «يجمّد» جيش المهدي لإعادة الهيكلة والحكومة العراقية ترحب

كربلاء – في خطوة لافتة قرر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الأسبوع الماضي تجميد أنشطة جيش المهدي التابع له لإعادة النظر في هيكلته وذلك على خلفية تورط بعض أعضائه في الاشتباكات التي شهدتها مدينة كربلاء جنوب العراق وأسفرت عن مقتل العشرات وأدت الى هروب زوار المدينة لتأدية الشعائر الدينية. وقد أصدر مقتدى الصدر بيانا يأمر فيه بإيقاف كافة أنشطة هذه المليشيا بما فيها تلك الموجهة ضد قوات الاحتلال، وذلك ليتسنى لقيادة التنظيم إعادة النظر في تشكيلاته وهياكله. وبرر مقتدى الصدر قراره في بيان جاء فيه «رأينا من المصلحة تجميد جيش الإمام المهدي بلا استثناء لإعادة هيكلته بصورة تحفظ العنوان العقائدي لمدة أقصاها ستة أشهر من تاريخ إصدار هذا القرار».

الزعيم الشيعي مقتدى الصدر

وقال الناطق الرسمي باسم الصدر أحمد الشيباني، إن مدة التجميد ستة أشهر، و«تعني وقف الهجمات ضد قوات الاحتلال» وأية جهة أخرى. كما أعلن الصدر الحداد لمدة ثلاثة أيام وإغلاق مكاتب الصدر في عموم العراق ولبس السواد وإقامة مجالس العزاء احتجاجا لما جرى في كربلاء، مطالبا في الوقت ذاته الحكومة بإجراء تحقيق عادل ومحايد في القضية. وكان مصدر أمني قال إن عدد قتلى الاشتباكات التي وقعت الثلاثاء الماضي بين قوات الأمن العراقية ومسلحين بمدينة كربلاء، ارتفع إلى 52 قتيلا و206 مصابين. واعتقلت السلطات الأمنية العراقية عضو مجلس محافظة كربلاء عن التيار الصدري حامد كنوش، بتهمة المشاركة في الاشتباكات المسلحة، التي جرت بين مسلحين وقوات الأمن العراقية أثناء إحياء ذكرى مولد الإمام المهدي، التي شارك فيها مئات الآلاف من الشيعة العراقيين.  ترحيب حكومي  وقد رحبت الحكومة العراقية بقرار تجميد أنشطة جيش المهدي. وقال مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي إنه «إذا حدث ذلك فسيقل مستوى العنف في البلاد كثيرا». وحول الجهة التي تقف وراء اشتباكات كربلاء، كرر الربيعي الاتهامات التي كالها رئيس الحكومة نوري المالكي، ضد من أسماهم بأتباع النظام العراقي السابق. وقال المالكي إن مدبري أعمال العنف في كربلاء كانوا يريدون نسف ضريح الإمام الحسين. وكان المالكي قد أمر أثناء زيارته للمدينة بعد الحوادث الأليمة، بفرض حظر تجول في المدينة التي وصلت إليها تعزيزات عسكرية من مختلف المحافظات العراقية.