آن آربر – قال معهد أبحاث الاجتماع بجامعة ميشيغن إنه توصل من خلال مسح أجراه على عينة من الشعب العراقي إلى وجود تناقص في التوجه نحو تيار الإسلام السياسي بين السنّة والأكراد العراقيين لصالح التوجه العلماني، في مقابل تزايد التوجه نحو التيار القومي في صفوف الشيعة العراقيين. وفي بيان للمعهد أشار الدكتور منصور معدل، أستاذ علم الاجتماع في جامعة شرق ميشيغن، والباحث في معهد أبحاث الاجتماع بجامعة ميشيغن-آن آربر، إلى أن هذه هي النتائج الرئيسية التي توصل إليها مسح تم إجراؤه مؤخرا على عينة تمثل الشعب العراقي، شملت 7732 من العراقيين، وهو المسح الأخير ضمن سلسلة من خمس استطلاعات تم إجراؤها في العراق.وتم إجراء المسح الأخير في تموز (يوليو) الماضي، من خلال مقابلات مباشرة مع عينات تمثل الشعب العراقي بأكمله، بينما تم إجراء الاستطلاعات السابقة في 2004 و2006 و2007.وقد عرف 53 بالمئة ممن شملهم المسح الأخير أنفسهم بأنهم شيعة، بينما قال 26 بالمئة إنهم سنّة، وقال 16 بالمئة إنهم أكراد، فيما عرّف 5 بالمئة أنفسهم بأنهم مسلمون، حيث رفض الأشخاص في هذه الفئة الأخيرة تعريف أنفسهم بأنهم ينتمون إلى مذهب ديني معين. وفي الاستطلاع قالت أغلبية السنّة (54 بالمئة) وأغلبية الأكراد (65 بالمئة) إنه أمر «مهم للغاية» أن توجد حكومة تسن القانون وفقا لرغبات الشعب، لكن نسبة أقل بكثير من الشيعة (34 بالمئة) هي التي عبرت عن نفس الرأي. وفي المقابل قالت نسبة بلغت 14 بالمئة فقط من السنّة و18 بالمئة من الأكراد إنه من «المهم للغاية» وجود حكومة تنفذ الشريعة الإسلامية فقط، لكن نسبة من عبروا عن هذا الرأي كانت أعلى بين الشيعة؛ حيث وصلت إلى 27 بالمئة.وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن 71 بالمئة من العراقيين يقولون إنه «مهم للغاية» أو «مهم إلى حد ما» أن تسن الحكومة القوانين وفقا لرغبات الشعب، في مقابل 51 بالمئة قالوا إن الحكومة يتعين أن تسن القوانين وفقا للشريعة فقط. وتعليقا على نتائج الاستطلاع قال البروفيسور منصور معدل، وهو أميركي من أصل إيراني: «الأكراد والسنّة لا يحبون أنظمة الحكم الدينية، بينما توجد مشكلة لدى الشيعة مع السياسة العلمانية».وتُظهر سلسلة الاستطلاعات التي أجراها معهد أبحاث الاجتماع في جامعة ميشيغن أن الشيعة كانوا أقل تأييدا من السنّة والأكراد فيما يتعلق بفكرة هل سيكون العراق مكانا أفضل إذا تم فصل الدين عن السياسة أم لا.وأظهر الاستطلاع الأخير أن 53 بالمئة من السنّة و68 بالمئة من الأكراد قالوا إنهم يعتقدون أن العراق سيكون مكانا أفضل إذا تم فصل الدين عن السياسة فيه، في مقابل 22 بالمائة فقط من الشيعة أيدوا هذا الرأي.لكن الشيعة كانوا أكثر ميلا إلى الارتباط بهويتهم الوطنية، بحسب الاستطلاع، حيث كانوا أميل إلى وصف أنفسهم بأنهم «عراقيون فوق كل شيء» وليس كمسلمين أو عرب أو أكراد؛ حيث وصف 71 بالمئة من الشيعة أنفسهم بأنهم عراقيون فوق كل شيء، في حين عبر 57 بالمئة من السنّة و17 بالمئة من الأكراد عن هذا الرأي، وذلك في مقابل 66 بالمائة عرفوا أنفسهم بأنهم مسلمون فقط. وقال معدل إنه توصل من نتائج الاستطلاع إلى أنه كلما كان تعليم الشخص أعلى كلما كان أكثر علمانية وقومية في توجهاته.وكشف معدل أن نتائج الاستطلاع تشير إلى أن 10 بالمئة تقريبا من العراقيين هم فقط الحاصلون على تعليم جامعي، وهو ما علق عليه بقوله: «لقد تعرضت الثقافة العراقية للتدمير قبل 10 سنوات من الغزو» مشيرا إلى أن العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة على العراق بعد حرب الخليج الثانية أدت إلى إضعاف مستوى المعيشة والتعليم في البلاد.
Leave a Reply