ديربورن فـي رمضان مدينة لا تنام

 ها هو شهر رمضان المبارك قد حل علينا ببركاته ونعمائه يستقبله المسلمون في شتى أصقاع الأرض كل عام، وإن كانت تختلف طرق الإحتفال بالشهر الفضيل بين دولة وأخرى إلا أن قدسية الشهر تبقى واحدة في كل مكان.ويتزود المؤمنون خلال الشهر الفضيل بالزاد الروحي والطاقة الايمانية فينهلون من معين القرآن الكريم ويكثرون التلاوة والذكر ويعمرون بيوت الله بالصلاة والقيام والدعاء.ويتصدق خلاله الغني للفقير بالزكاة ويسعى اهل الخير فى فك حاجة الاخرين واعانتهم على نوائب الدهر فيتحقق التكافل والتراحم الإنساني في اسمى معانيه.على الرغم من أن المسلمين في أميركا ينتمون إلى جنسيات مختلفة، ولكن هذا لا يمنعهم من الإحتفال بالشهر الفضيل كل على طريقته وحسب عادات وتقاليد البلد الذي ينحدرون منه، ويتبادل المسلمون التهاني بحلول رمضان عبر الإتصال بالهاتف في أكثر الأحيان بسبب بعد المسافات وبسبب ظروف العمل القاسية، وعلى الرغم من أن مظاهر الصلاة الجماعية تكون غائبة عن عدد كبير من المسلمين في بعض المدن والولايات التي لا تتوفر فيها المساجد، إلا أن بعض المدن التي تتميز بوجود عربي ومسلم كبير فإن المواظبة على الصلاة في المساجد تعتبر بمثابة فرض على كل مسلم، أما العادات والتقاليد الرمضانية ومائدات الإفطار فهي أيضا تنتشر وبكثرة ولا سيما في المدن ذات التجمعات الإسلامية الكبيرة، وما يميزها هو المشاركة الكبيرة من الطوائف الأخرى في هذه الإفطارات.

رمضان فـي عاصمة العرب الأميركيينوفي أميركا هناك العديد من المدن التي تتركز فيها الجاليات المسلمة ومن أبرزها مدينة ديربورن التي تعتبر أكبر مراكز الجالية العربية في أميركا. وتتميز ديربورن عن باقي المدن حيث يقصدها المسلمون العرب من المدن والولايات المجاورة للمشاركة في فعاليات هذا الشهر الفضيل الدينية والاجتماعية، وليتمتعوا بما تقدمه المدينة خلال رمضان من مأدبات الإفطار والحلويات العربية إضافة الى السهرات العربية وصولا الى مأدبات السحور. شوارع وورن وديكس وشايفر وميشيغن أفنيو وغيرها التي تنتشر على جوانبها الأسواق العربية تتحضر خلال رمضان لاستقبال المتسوقين والمتسوقات الذين يتبضعون لتحضير موائد الإفطار لعائلاتهم فتكتظ أسواق الخضار والفاكهة واللحوم بالناس، ويوجد في ديربورن أعداد كثيرة من الأسواق المماثلة التي تتنافس فيما بينها لتقديم أفضل المنتوجات لزبائنها. وطبعا لا ينسى المتسوقون في ديربورن شراء الحلويات العربية التي تتميز بها المدينة عبر عدد من محال الحلويات أبرزها «شاتيلا» و«المصري» الذي يقدم الكنافة النابلسية و«الياسمين» و«الحلاب» و«السلطان» و«ليبون سويت» الذي يقدم الكنافة الممتازة، وهذه المحال وغيرها تبقى مكتظة بالزبائن حتى دقائق قليلة قبل الإفطار حيث يصعب الانتظار في الصفوف الطويلة فتبدو الثواني دقائق والدقائق ساعات ولا يهون عليك صعوبة «النطرة» سوى لذة الإفطار مع قريب أو صديق.

شاتيلا

تدق ساعة الإفطار وفجأة تخلو الأسواق من روادها فتزدحم المطاعم الكثيرة والمنتشرة في ديربورن بأبناء المدينة وزوارها. ويظهر خلال هذا الشهر الفضيل الكرم الكبير في المطاعم العربية عبر تقديم أفضل المأكولات والأسعار المناسبة، فمن القاعات الفخمة التي تقدم إفطارات خاصة بالشهر الفضيل مثل «قاعة نادي بنت جبيل» و«بيببلوس» و«غرينفيلد مانور».. الى المطاعم مثل «العجمي» و«الأماني» و«وادي العرايش» و«لا بيتا» و«بريك أوفن بيسترو» و«الأمير» و«غرينفيلد كافيه» إضافة الى المطاعم المنتشرة على شارعي ديكس وفيرنور حيث تتركز الجالية اليمنية، ولا يمكننا أن ننسى المطاعم التي تقدم المأكولات السريعة والتي توفر طعام الإفطار لأبناء الجالية من الطلاب الذين يسابقون الوقت بين انتهاء دوام الجامعة وموعد الإفطار، وهناك العديد من هذه المطاعم التي تقدم الـ«ساب» والـ«برغر» بالإضافة الى السندويشات العربية، فهناك «باغيت» و«أناناس» و«الباشا» و«مانغو» وغيرها. وفي الوقت الذي تزدحم فيه المطاعم تفرش مائدات الإفطار في البيوت فيتحلق أفراد العائلة والأصدقاء حولها في لحظات لا تتكرر الا نادراً خلال العام. وينصرف الكثيرون من العرب الأميركيين الى متابعة المسلسلات والبرامج الرمضانية التي تبثها القنوات العربية الفضائية والتي تجذب سنويا أعدادا أكبر من المشاهدين (دليل المسلسلات والبرامج الرمضانية الصفحات 8 و9 و10).بعد الإفطار وتأدية الواجبات الدينية في أمسيات المراكز الإسلامية تبدأ السهرات الرمضانية فيتوجه أبناء ديربورن والزوار من المدن والولايات المجاورة الى المقاهي العديدة التي تنتشر في شوارع ديربورن مثل «ميد نايت» و«أرابيكا» وغيرها من الأماكن التي تقدم النرجيلة والتي لها شعبية واسعة في المدينة.أما ليل ديربورن فهو مختلف في شهر رمضان المبارك عن باقي أشهر السنة فالمدينة لا تنام ويبقى الكثير من محالها مفتوحا حتى ساعات متأخرة من الليل أما المطاعم والأفران التي تقدم السحور فهي لا تغلق أبوابها وتستقبل أعداداً كبيرة من الزبائن طوال ساعات الليل المتأخرة وهناك أفران عديدة في ديربورن أبرزها «الياسمين» و«سيدر بايكري»و«فوردسون» و«السلطان» وغيرها الكثير.

الياسمين

ولا يقتصر تميز ديربورن عن باقي المدن الأميركية ذات الجاليات العربية والمسلمة بالخدمات التي تقدمها خلال الشهر الفضيل، فديربورن تتميز بمساجدها ومراكزها الدينية وتعايش أبنائها من مختلف البلدان العربية والمذاهب الدينية، وتقدم هذه المراكز برامج خاصة بهذا الشهر يمكن الاطلاع عليها في الصفحات 20 و21 و22 من هذا الملحق. وتشكل صلاة الجمعة خلال شهر رمضان المبارك فرصة للمسلمين للالتقاء والتعبد لله تعالى، فتكتظ المساجد بالمصلين حيث ينظم أبناء الجالية جدول مواعيدهم بصورة يتمكنون خلالها من أداء الصلاة الجماعية في المساجد والمراكز الدينية.

ديربورن هايتس وورنديلمع توسع الجالية العربية في ديربورن وتمددها عبر السنوات الأخيرة أصبحت مدينة ديربورن هايتس المجاورة مقصداً جديداً للعرب الأميركيين في جنوب شرق ميشيغن وحتى الولايات المجاورة، كذلك الأمر في منطقة وورنديل في ديترويت حيث تتركز الجالية العراقية وتنتشر على طول شارع وورن المطاعم والأسواق والمراكز الدينية.وبدأت في السنوات الأخيرة عامة والأشهر الماضية بشكل خاص تظهر أسواق ومحال ومطاعم عربية في ديربورن هايتس تؤكد أن الجالية بازدهار وتوسع رغم الحالة الاقتصادية السيئة التي تعيشها ولاية ميشيغن.فهناك مجموعة من المطاعم التي تقدم خلال شهر رمضان إفطارات رمضانية أبرزها «سيدر غاردن» و«الأمير» و«السلطان» و«الشلال» و«بابايا».