شعبية بوش والكونغرس فـي الحضيض .. والمزاج الشعبي كئيب

الديموقراطيون يجددون حملتهم للمطالبة بتسريع سحب القوات الاميركية من العراق

واشنطن – احتدم الجدل في الكونغرس حول السياسة الاميركية في العراق مع تجديد الديمقراطيين لحملتهم المطالبة بتسريع سحب القوات الاميركية من هناك وطرح سناتور جمهوري بارز حلا وسطا لتفادي الانقسامات.وبعد اسبوع من اعلان الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق خفضا تدريجيا لحجم القوات في العراق خلال الصيف القادم تعهد ديمقراطيون في مجلس الشيوخ يسعون الى تسريع الانسحاب باجراء تصويت قريبا على اقتراح يرون انه فرصتهم المثلى لتغيير مسار السياسة الاميركية ازاء حرب العراق.واقترح السناتور الديمقراطي جيمس ويب ان يخدم الجنود الاميركيون في الوطن فترة تعادل خدمتهم في الخارج في العراق وأفغانستان.

وكان هذا الاقتراح من بين عدة اقتراحات يجري تداولها في «كابيتول هيل» مقر الكونغرس للضغط على الرئيس الاميركي جورج بوش لتغيير استراتيجيته في العراق ويبدو ان تقرير بترايوس لم يفعل الكثير لثني الديمقراطيين عن حملتهم.ومن جانبه أعلن السناتور الجمهوري جورج فوينوفيتش عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ امكانية التوصل الى حل وسط لا يحدد مهلة نهائية لانهاء المهمة في العراق كما يريد عدد كبير من الديمقراطيين لكنه في الوقت نفسه لن يترك العملية مفتوحة بلا ضوابط.وتقر خطة فوينوفيتش المقترحة بالسحب التدريجي للقوات الذي أعلنه بالفعل بترايوس لكنها ستطلب أيضا من ادارة بوش تقديم تقرير للكونغرس يضع جدولا زمنيا لعمليات انسحاب أخرى.وقال فوينوفيتش وهو من بين نحو 12 جمهوريا في مجلس الشيوخ تتذبذب اصواتهم فيما يتعلق بسياسة العراق ويحاول الحزبان الجمهوري والديمقراطي كسب ودهم «نتطلع الى خطة حل وسط. وهي (السياسة في العراق) الان غير محددة بدرجة كبيرة».وصرح جوردون غوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض ان الادارة تدرس اقتراحات فوينوفيتش.وقالت السناتور الجمهورية سوزان كولينز التي طرحت خطة حل وسط أخرى بالتعاون مع السناتور الديمقراطي بين نيلسون لتغيير المهمة في العراق «كثرة المقترحات توحي لي بمدى الاهتمام الكبير بالوصول الى طريق جديد للمضي قدما في العراق».وتساءلت السناتور اوليمبيا سنو وهي من بين عدد قليل من الجمهوريين انضموا الى الديمقراطيين في التصويت من أجل سحب القوات الاميركية من العراق قائلة «هل هذا سيزيد التأييد ام يحدث شروخا وانقسامات ولا نصل الى قرار».وسيطرح الأسبوع القادم للتصويت من جديد اقتراح السناتور كارل ليفين الخاص بسحب القوات والذي يقضي بسحب جنود القوات القتالية بعد عام واحد من بدء مهامهم. وكان هذا الاقتراح قد فشل في الحصول على عدد الاصوات المطلوبة من قبل لتمريره في مجلس الشيوخ.

استطلاعوفي سياق متصل، كشف استطلاع جديد للرأي تراجع شعبية الرئيس الأميركي جورج بوش والكونغرس لمستوى قياسي؛ حيث هبط مؤشر شهري جديد يقيس مزاج الأميركيين بسبب القلق المتزايد بشأن الاقتصاد.ووفقًا للاستطلاع الذي أجرته «رويترز» و«مؤسسة زغبي» ونشرت نتائجه الاربعاء الماضي فقد سجل الرئيس بوش والكونغرس أقل معدلات شعبية.وكان 29 بالمئة فقط من الأميركيين رأيهم إيجابي في أداء بوش لمهام منصبه وهو ما يقل عن أسوأ نسبة حصل عليها في استطلاع لمؤسسة «زغبي» بلغت 30 بالمئة في مارس الماضي. وأظهر الاستطلاع أن 11 بالمئة فقط كان رأيهم إيجابيا في الكونغرس مقارنة مع المستوى المتدني السابق الذي بلغ 14 بالمئة في تموز (يوليو) الماضي.وقال جون زغبي، خبير استطلاعات الرأي: إن مؤشر رويترز-زغبي وهو مؤشر جديد يقيس المزاج السائد في البلاد انخفض من 100 إلى 98.8 نقطة في الشهر الماضي بسبب قلق بشأن الاقتصاد ومخاوف من حدوث ركود. وأضاف «هناك أشياء حدثت في استطلاع أيلول (سبتمبر) أدت إلى تراجع المؤشر وهي في معظمها مخاوف تتعلق بالاقتصاد».ويجمع المؤشر بين الردود على عشرة أسئلة عن أراء الأميركيين بشأن زعمائهم والاتجاه الذي يسير فيه بلدهم ومواقفهم الشخصية. وبدأ الاستطلاع على هذا المؤشر في تموز (يوليو) وتقدم نتائج الشهر نسبة قياس تبلغ 100 نقطة. وتسجيل أي رقم يزيد على 100 يشير إلى أن المزاج السائد في البلاد تحسن منذ تموز الماضي. وتسجيل أي رقم يقل عن 100 مثل ما تم تسجيله في شهر أيلول يبين أن المزاج يزداد سوءا.وقال زغبي «المزاج السائد ليس مظلما، إنه أكثر إظلاما من الظلام..» وأضاف: «المزاج يصبح كئيبا».ووجد الاستطلاع الذي أجري على المستوى القومي وشمل 1011 ناخبا محتملاً في الفترة من 13 إلى 16 أيلول أن ربع الأميركيين أو 27 بالمئة يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح. ويعتقد نحو 62 بالمئة أن البلاد تسير في المسار الخاطئ.ووجد الاستطلاع أيضًا أنه لا توجد ثقة تذكر في السياسة الخارجية أو السياسة الاقتصادية الأميركية، حيث قال 68 بالمئة من الأميركيين: إن السياسة الاقتصادية متوسطة أو ضعيفة ووصف 73 بالمئة السياسة الخارجية بأنها متوسطة أو ضعيفة.