«قصتنا العربية الاميركية» فيلم وثائقي عن العرب الاميركيين

يعرض على القناة السابعة في ديترويت خلال ديسمبر القادم

ديربورن – خاص «صدى الوطن»

على الرغم من شهرته العالمية كمخرج تلفزيوني، ثمة شيء واحد لم يقدم عليه كيث فامي وهو ان يسلط كاميرته على والده الايطالي قبل وفاته. يدرك فامي الآن حجم ذلك الخطأ الذي ارتكبه.تلك الفرصة الضائعة مشفوعة بولعه بالمطبخ الإثني وبالثقافات الاخرى بوجه عام، قادت المخرج فامي بطبيعة الحال الى تسجيل سلسلة من الافلام الوثائقية عن المجموعات الاثنية المتنوعة التي تشكل النسيج السكاني «العالمي» لمنطقة ديترويت وضواحيها. وفي حين يشتهر فامي بلقب الـ«شيف» فقد تمحورت جميع برامجه التلفزيونية حول الاطعمة (باستثناء واحد منها هو فيلم «الناجي»). تدور جميع هذه الافلام الوثائقية حول احداث لها علاقة بالاطعمة. ويقول فامي ان تلك العروض التلفزيونية هي في الحقيقة حول كبار السن، حول اناس لديهم قصص مثيرة ولن يكونوا بيننا بعد زمن ولم يجر تسجيل تلك القصص.

مخرج «قصتنا العربية الاميركية» كيث فامي يجري مقابلة مع الزميل اسامة السبلاني في مكاتب «صدى الوطن»

في مقابلة اجرتها معه «صدى الوطن» قبل مغادرته في رحلة الى البلاد العربية تشمل لبنان واليمن والاردن للتسجيل الوثائقي الميداني لفيلمه الجديد الذي سيحمل عنوان «قصتنا العربية الاميركية» التي ستعرض على شاشة القناة السابعة في ديترويت في شهر كانون اول (ديسمبر) من هذا العام، قال فامي «ان كبارنا يحملون القصة الحقيقية حول كيفية بناء اميركا وخصوصاً بناء ديترويت». يضيف فامي: لقد جرى عرض «قصتنا الايطالية» و«قصتنا البولندية» وسيتم عرض «قصتنا اليونانية» في شهر نوفمبر القادم، اي قبل شهر واحد من «الوثائقي عن العرب الاميركيين» مع خطة لديه تشمل تسجيل قصص جاليات اثنية اخرى.ويعتبر اخراج هذه الافلام الوثائقية تقدماً طبيعياً في مسيرة فامي التلفزيونية الذي بات يعرف باسم «شيف المغامرات».سجل فامي حتى الآن عشرات من الحلقات الخاصة حول عالم الاطعمة جرى بثها على شاشات تلفزيونية على النطاق الوطني الاميركي، بما فيها سلسلة شبكة الاطعمة الشعبية التي تحمل عنوان «مغامرات كيث الشهيرة».ويشتهر فامي بصورة افضل على الارجح كواحد من المتسابقين الاخيرين في السلسلة التلفزيونية التي تحمل اسم «الناجي» (سرفايفر) التي منحته شهرة عالمية. اضافة الى ذلك قام فامي بتأليف كتابين عن السفر والاطعمة والمغامرة. كأن آخرهما: «انت لم تكن فعلياً هناك حتى تذوق طعامهم»، والذي نشرته دار كلاكسون بوتير (راندوم هاوس) في العام 2003وفي احدث انتاجاته قام فامي بتأليف واخراج «محاربو الثلج» وهو فيلم وثائقي يستند الى الواقع يتابع فيه مجموعة خاصة من فريق «الاجنحة الحمراء» للعبة البايسبول، يلعب مجموعة من ست مباريات في روسيا ويقوم فامي حالياً باستكشاف تراث مدينة ديترويت ضمن سلسلة «قصتنا ..» التي تحيي الثقافات الاكثر جذباً واثارة في حلقات خاصة، تستغرق كل واحدة منها ساعة من الوقت تسجل الروح الحقيقية لـ«قصة ديترويت». ويعرض كل وثائقي من هذه الحلقات مقابلات خاصة مع قادة من الجاليات وانطباعات من جيرانهم تقتفي اثر القصص العديدة لممثلين من كل جالية وتركز على النجاح الذي حققوه في اميركا، واحياناً على الفشل في تجربتهم الشخصية مع «الحلم الاميركي».

لقطة من «قصتنا العربية الاميركية» ويظهر فيها الجراح مروان ابو الجود وهو يجري عملية زرع كبد في مستشفى هنري فورد في ديترويت.

وتهدف هذه الافلام الى اغناء منطقة ديترويت من خلال خلق فهم اكبر للجاليات الاثنية التي تحدد واقع هذه المنطقة، كما يظهر موقع فامي على الشبكة والذي يحمل ايضاً الايمان بـ«القوة من خلال التراث، والسلام من خلال الفهم، والوحدة من خلال التنوع».ويقول فامي ان الفضل في تسهيل الوثائقي عن العرب الاميركيين بصورة كبيرة يعود الى راسل عبيد الذي بعد مشاهدته لـ«قصتنا الايطالية» وبعدما علم باهتمامنا بتسجيل «قصتنا العربية» تقدم وقال انني اريد ان ادعم هذا الوثائقي.ويرأس عبيد المسيحي من اصل لبناني شركة صناعة الزجاج المعروفة «غلاس يو. اس. آي. ديفيجن» وهي ثاني اكبر شركة لانتاج الزجاج الصناعي في العالم ويعمل فيها 19  الف موظف وتقدر عائداتها السنوية بخمسة مليارات دولار.ويقول راسل بفخر في مقابلة معه ضمن الفيلم التسجيلي الجديد: «لقد كان والدي بائعا متجولاً».وتتضمن لائحة ابرز الداعمين للفيلم الوثائقي الجديد كلاّ من المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية (اكسس) وغرفة التجارة الاميركية العربية وبنك كوميركا، وقاعة بنت جبيل للحفلات بادارة الشيف حبيب بزي وشركة «غفري» الهندسية وافران الياسمين و«مجموعة مطاعم ايبوش».ويقول فامي ان ما فاجأه بدرجة كبيرة حتى الآن خلال تسجيل الفيلم هو تاريخ الهجرة العربية الى اميركا واكتشافه ان اغلبية المسلمين في اميركا ليسوا من العرب. وان العرب يشكلون فقط  12 بالمئة من مجموع مسلمي العالم.ويعبر فامي عن بهجته من التنوع الاثني في منطقة ديترويت التي يتحدث سكانها بـ128 لغة مختلفة مضيفاً ان قطاع صناعة السيارات جذب مهاجرين من مختلف اصقاع العالم.ويعلق: «لاحظوا كيف نعيش بانسجام هنا – هذه رسالة عظيمة لسائر انحاء العالم..».وعبر فامي لـ«صدى الوطن» عن تأثره بالكرم الذي ابدته الجالية العربية نحوه وقال: «لقد كان مبعث فرح لي ان التقيهم، وهناك انفتاح رائع في تقديرهم لما نقوم به وهذا ما يشحن حماسي لهذا العمل بطاقة اكبر..».وتتضمن ساعات التسجيل الطويلة التي سيجري اختصارها الى ساعة واحدة مقابلات مع اشخاص كثر من الجالية العربية ونقلا لوقائع نشاطات منهم، جمال بعداني، وأد ديب والايسترين ماركت» ولقطات من احتفال العيد السنوي الـ28 للمجلس العربي الاميركي والكلداني ومقابلة مع الشيف حبيب بزي مدير قاعة بنت جبيل للحفلات، والمهرجان الكوميدي العربي الاميركي والدكتور رياض فرح، والمحامي مايكل بري والامام محمد مارديني ومهرجان السلام 2007، وامل وفيليب بري براون والعازف نديم دليقان واسماعيل احمد والاب جورج شلهوب والملاكم طارق صلماصي واسواق القرية العربية والمحامي نوبل صالح وعنان العامري والطبيب مروان ابو الجود والمتحف العربي الاميركي و«نزهة الوحدة الاسلامية» والمهرجان العربي الاميركي الدولي الثاني عشر ومسيرة عيد الشهداء في ديربورن واحداث وشخصيات اخرى.

كاميرا «قصتنا العربية الاميركية» تصور الموسيقي نديم دليقان في مشغله

وكما في كل فيلم وثائقي اخرجه فامي يجري تنظيم مهرجان اطعمة لوسائل الاعلام يسبق عرض الفيلم، وسيقام مهرجان «نكهات من العالم العربي» في 2 كانون الأول (ديسمبر) في مقر شركة «روك فيناشال» في مدينة نوفاي.وكنموذج للتعايش المثالي للجاليات المتعددة الاثنيات في منطقة ديترويت يقوم طوني سابينا وستيفن سابينا من الجالية البولندية برعاية هذا اللقاء كعربون وفاء نحو الجالية العربية لكل ما اعطته لديترويت.ترقبوا عرض فيلم «قصتنا عربية» الوثائقي على شاشة القناة السابعة في ديترويت خلال شهر كانون اول (ديسمبر) القادم.لمزيد من المعلومات عن الفيلم الجديد زوروا الموقع الالكتروني