ديربورن تخطف الأضواء الإعلامية على المستوى الوطني
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
نظّم الحزب الجمهوري مناظرة للمرشحين الجمهوريين للرئاسة، الثلاثاء الماضي، على مسرح فورد في ديربورن وكان موضوعها الاقتصاد. وهدفت المناظرة الى إلقاء الضوء على الوضع الاقتصادي في البلاد الذي يرى ثلاثة ارباع الاميركيين، بحسب استطلاع اجرته «وول ستريت»، انه في حالة سيئة او على الاقل في مواجهة حالة سيئة. ولم تشهد المناظرة، وهي السادسة من نوعها لانتخابات العام 2008، احتداما جادا ما بين المرشحين الا ما بين الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس ميت رومني والرئيس السابق لبلدية نيويورك رودولف جولياني اللذين يتصدرا قائمة المرشحين الجمهوريين الاكثر حظا بحسب الاستطلاعات الاخيرة. كما شهدت المناظرة نقاشا حاميا أخرا ما بين جولياني والمرشح رون بول، عضو كونغرس سابق من بنسلفانيا، حول الحرب على العراق.
أثناء المناظرة في ديربورن |
الحرب على العراق وايرانوكان المرشح رون بول اللافت الاول الذي عارض الجميع في موقفه ضد الحرب على العراق ولاقى تصفيقا من الجمهور الذي لم يكن ليتصور خروج احد المرشحين عن الاجماع الجمهوري. فقد دار الحديث عن الحرب على ايران اذ طرح كريس ماثيو، صاحب برنامج «هارد بول» من قناة «ام اس ان بي سي»، سؤالا على رومني «اذا كنت رئيسا للبلاد فهل سترجع الى الكونغرس قبل اعلان الحرب على المشروع النووي الايراني». واجاب رومني بطريقة اجمع كثير من المحللين انها أساءت الى صورته كرئيس مدرك لحقائق الامور اذ قال «عليك ان تجلس الى محاميك وهو يقرر ماذا يجب ان تفعل» الامر الذي اظهره بمظهر الساذج. وعندما سأله ماثيو «ما اذا كان الرئيس بحاجة الى الرجوع الى الكونغرس» اجاب «تترك الامر لمحامييك ليقرروا ذلك». الامر الذي جعل المرشح بول يحتج بحرارة «لماذا لا نقرأ الدستور، ان اعلان الذهاب الى الحرب لا يكون الا بعد اعلان حالة الحرب» معتبرا ان الذهاب الى الحرب في العراق كان خرقا للدستور، مضيفا «نعم، اذا كان هناك خطر داهم على البلاد قد يتغير الوضع، لكننا لم نشهد خطرا داهما منذ 220 سنة»، مما جعل جولياني يرد عليه مستغربا عدم وجود خطر داهم قائلا «انا لا اعلم اين كان بول اثناء 11 أيلول (سبتمبر)». فرد عليه بول بأن «احداث أيلول لم تكن خطرا داهما من قبل دولة، كانوا 19 مجرما ولم يكونوا دولة»، معتبرا ان «البروباغاندا الدائرة حول التهديد الايراني ليست الا اسلوبا لتمديد الحرب على العراق ومدها الى ايران وجلب الدمار الاقتصادي لهذه الامة».وردا على سؤال لـ«صدى الوطن» على هامش المناظرة عن استخدام المرشحين الجمهوريين المفرط لمصطلح «الاسلام الفاشي» وعن التوجه الدائم الى ربط الاسلام بالارهاب او العنف قال بول «انهم يريدون ان يشعروا الناس بالخوف الدائم، انها البروباغاندا التي تريد ان تقنع الناس ان هناك هتلر مسلم».
حول السياسة الضريبيةواحتدم النقاش ما بين جولياني (المرشح الجمهوري المتصدر في الاستطلاع القومي) ورومني (المرشح الجمهوري المتصدر في استطلاع الولايات المؤثرة) حيث تباهيا من منهما خفض الضريبة اكثر من غيره في عهد كل منهما، ومن نجح في الحد من الانفاق اكثر، وحول اهمية الفيتو الجزئي الذي يستعمله الرئيس (والذي قررت المحكمة العليا في 1998 عدم دستوريته شارحة ان للرئيس اما قبول مشروع القانون كاملا او رده باستعمال حق الفيتو). وفي محاولة للصراع على الصدارة اتهم الرئيس السابق لولاية ماساتشوستس رئيس البلدية السابق لمدينة نيويورك برفع الضريبة وعدم مهارته في رسم الميزانية قائلا ان جولياني استخدم ضريبة الدخل لغير المقيمين (وهي ضريبة تفرض على الدخول التي يكسبها العامل او المستثمر غير المقيم في المدينة. يحتج منتقدوها على انها ضريبة عدائية في مواجهة الاعمال ويرى محبذيها انها نظير الخدمات التي تقدمها المدينة) وانه جعل الضريبة على المقيم في نيويورك تصل الى عشرة بالمئة اذا ما اضيف اليها نسبة ضريبة الولاية في وقت هو نجح في تخفيضها. ورد عليه جولياني بأن الانفاق زاد في ماساتشوستس بينما انزله هو في نيويورك خلال ولايته.
من اليمين: جولياني وطومبسون ورومني وماكين أثناء المناظرة في ديربورن. (رويترز) |
العرب الاميركيونوأجاب رومني على سؤال عن التمييز العنصري الذي واجهه العرب الاميركيون بعد احداث أيلول (سبتمبر) وعن كيفية تغيير ذلك قائلا: «ان البلاد ترحب بالناس من كل الاثنيات ونريد ايضا ان ننعم بالامان.. وسوف نفعل كل شيء لنمنع الناس من الترويج للكراهية او الارهاب في المدارس والكنائس او الجوامع او اي مكان آخر»، مضيفا «ان العرب الاميركيين مرحب بهم هنا في ديربورن وفي كل البلاد». وردا على سؤال لـ«صدى الوطن» بعد انتهاء المناظرة حول تعليق رومني على السؤال السابق وكيفية استحضاره «الترويج للعنف والكراهية» عند سؤاله عن العرب الاميركيين وكأن هناك افتراض مسبق لمثل هذا الربط قال شريف محافظة اوكلاند مايكل بوشارد، وهو عربي اميركي، ان رومني لم يقصد ربط العرب بالارهاب لكن السؤال طرح بهذا الشكل وكانت اجابة رومني ردا على طبيعة السؤال. وعندما سئل «كيف يسمح رومني لنفسه الترحيب بالعرب الاميركيين وهو في مدينتهم التي كانوا المساهمين الاوائل في بنائها وهم اصحاب الحق في الترحيب به»، اجاب بوشادر «لا يجب ان نقف للمرشح على كل كلمة! في كل مرحلة زمنية تم الحديث عن اقلية من الاقليات، في السابق كان الايطاليين وقبلها اليهود ولا يقصد من الامر الا التأكيد على الترحيب وليس اقصاء العرب الاميركيين او اعتبارهم غرباء».
الوضع الاقتصادي اما المرشح فرد تومبسون، سيناتور سابق من تينيسي، الذي يشارك للمرة الاولى بمناظرة رئاسية والذي ساد اعتقاد بين المراقبين انه غير مهيأ بعد لخوض غمار المعركة الرئاسية، لكنه على ما يشير كثير من المحللين استطاع ان يثبت نفسه كمنافس ذي شأن، فقال مجيبا على السؤال الاول الذي وجه اليه وكان حول ما اذا كانت البلاد تمر في مرحلة كساد وماذا سيفعل ليضمن اقتصادا مرنا ان كان رئيسا: «نتمتع بتضخم منخفض، بطالة متدنية، وسوق الأسهم في حالة جيدة، ولا اعتقد اننا في طريقنا الى… ازمة اقتصادية». لكن المرشح مايك هوكابي، الحاكم السابق لولاية كنساس، عارض ذلك معتبرا ان الاقتصاد الاميركي جيد بالنسبة لمن هم على هذا المسرح (يعني المتناظرين) لكن بالنسبة لكثير من الاميركيين فإن الاقتصاد سيء للغاية معتبرا ان الطبقة الوسطى العاملة تضطر الى العمل بدوامين حتى تؤمن دخلا كافيا، لكنه راى ان الحل يكون، بالاضافة الى الحد من الانفاق، خصخصة قطاعي ضمان الشيخوخة والاعانة الطبية. اما رومني فقال بعد سؤاله عن ان في ميشيغن منزل من كل 29 يعلن صاحبه الافلاس ويعجز عن دفع قسط قرضه في الستة الاشهر الاولى من السنة الجارية فهل هي مسؤولية الحكومة ام الاستثمار الفردي: «ان ذلك مسؤولية الجميع» معتبرا ان على الرئيس «ان يعمل على مساعدة ميشيغن لأن صناعة السيارات تهم البلاد كلها وليست مشكلة ولاية بعينها حاثا على الاستثمار في التكنولوجيا لايجاد بدائل للوقود وتحسين التعليم». ولم يفوت رومني الفرصة كي ينتقد حاكمة الولاية جينيفر غرانهولم لرفعها الضريبة مازحا من انه يخشى ان يتم «فرض ضريبة على هذه المناظرة قبل الانتهاء منها».
هجرة الوظائفوحول سؤال عن هجرة الوظائف من الولايات المتحدة، وعن نقصان قيمة الدخل الفردي قال المرشح فريد طومبسون «ان اي اقتصاد ديناميكي مرن يواجه خسارة وظائف في حقول وزيادتها في حقول اخرى ونحن لا نستطيع ان نوقف ذلك وهذا ما يميز الاقتصاد الاميركي.. لكننا يجب ان نساعد حقل الصناعات في الولايات المتحدة لايجاد وظائف بديلة، ولانزال كلفة الانتاج الى حدود تساعد المصانع على الاستمرار عبر تخفيض الضرائب».اما المرشح دانكن هانتير من كاليفورنيا فتحدث عن قدرة الشركات الصينية التنافسية عبر الانتاج بكلفة متدنية مقارنة بمثيلاتها في الولايات المتحدة الاميركية، وهذا ما ادى الى فقدان القدرة التنافسية وهي مسؤولية الرئيس لمعالجة هذا الامر.وقال المرشح جون ماكين من اريزونا ان الاقتصاد يمر بمرحلة انتقالية وهناك الكثير من المشاكل تواجهه وعلينا مواجهة ذلك لأن المشكلة هي أن الشعب الاميركي فقد الثقة في قدرتنا على الاصلاح، وانتقد الانفاق على الدفاع. وتساءل، وهو رئيس المؤتمر الوطني الجمهوري، «هل سأدعم تسمية مرشح الحزب الجمهوري»، ثم اجاب «بالطبع، سأدعم نفسي».وفي رد على سؤال لمراسل «وول ستريت جورنال» جيرالد صعب حول خسارة 5 ملايين وظيفة منذ 9891 الى ما وراء الحدود واضطرار الحكومة الفدرالية استدانة مليوني دولار يوميا لدفع قيمة التبادل التجاري الخارجي في وقت ما يزال يصر الرئيس بوش على اهمية التجارة الخارجية قال رومني: انا اؤمن باهمية التجارة وبفتح السوق العالمية للبضائع المحلية والتي قدرت عائداتها بتسعة آلاف دولار للعائلة الواحدة ولكن في المقابل أصر على حماية الملكية الفكرية للمنتجات والبضائع الاميركية حتى لا يتم سرقتها من قبل الصينيين وغيرهم وذلك لحماية المنتج الاميركي.
دبي وتملك اصول اميركيةوفي سؤال حول تملك الاجانب عقارات واعمال في الولايات المتحدة، تكلمت الاعلامية من قناة «سي ام ان بي سي» ماريا بارتيرومو عن عدم منح شركة دبي حق تملك مرافئ اميركية ورد مستثمرين صينيين من تملك أصول في الولايات المتحدة سائلة عن تحول البلاد الى الحذر المفرط ام ان الامر يتعلق بالامن القومي، قال جولياني: «نعم يجب ان نقوم باعادة النظر في سياستنا التجارية ويجب التفرقة ما بين الحماية الاقتصادية وتلك الامنية والقانونية ولا اعتقد اننا نبلي حسنا في الثانية» وبعد سؤاله: هل يجب قبول تملك دبي لعشرين بالمئة من سوق الأسهم «داو جونز»، قال «ان كانوا لا يشكلون خطرا على الامن فلا مشكلة». ووافقه رون بول الذي اعتبر ان لا مشكلة امنية في تملك دبي لجزء من «داو جونز» واقرهم بقية المرشحين: ماكين، ورومني وهوكابي وطومبسون الذي أضاف «يجب ان ننظر بجد وبحذر الى تلك الاتفاقات لحماية بنيتنا التحتية». اما هانتر فاجاب بالرفض قائلا «لا، لا اثق بهم (دبي)، وسبب ذلك أنهم منذ سنوات قاموا بتوريد محتويات نووية لمصدر مجهول الهوية في اسلام آباد». وأقره تانكريدو فرفض فكرة تملك دبي لأصول في الولايات المتحدة الاميركية على اعتبار انهم «اعداء محتملون».
هيلاري كلينتون ولم تخل المناظرة من استحضار سيرة المرشحين الديمقراطيين ويبدو ان هيلاري كلينتون، المتصدرة من الديمقراطيين، تشغل بال الكثيرين من مرشحي الجمهوريين اذ تم ذكرها اكثر من مرة. انتقدها جولياني لاقتراحها مشروع قانون لتخفيض الضريبة على العائلات لمساعدتها في فتح اعتمادات تقاعد قائلا: ان هيلاري متحمسة لايجاد طرق عديدة لزيادة الانفاق، يجب انهاء ذلك. كما لم يوفر رومني مهاجمة الديمقراطيين عبر انتقاد حاكمة ولاية ميشيغن جينيفر غرانهولم لزيادة الضريبة.جدير بالذكر ان آخر استطلاع للرأي اجرته القناة الراعية للمناظرة «ام اس ان بي سي» نهاية شهر أيلول (سبتمبر) جاء فيه المرشحون على الشكل التالي: جولياني في المرتبة الاولى 47 بالمئة من الاصوات، يليه، طومبسون، 16 بالمئة، ماكين، 14 بالمئة، ورومني 8 بالمئة
Leave a Reply