يدور نقاشُ في الوقت الحاضر في مجتمع ولاية ميشيغن حول اقتراح لمشروع قانون تبناه عضوُ في مجلس تشريع الولاية يدعو الى انهاء عَمل دائرة الاطفال التابعة لوزارة الخدمات الانسانية في الولاية واسنادِ مهامِها الى المنظمات الخاصة غير النفعية والمؤسسات الدينية. وتأتي مبادرة عضوِمجلس تشريع الولاية هذا بعد ان ازدادت المخالفاتُ القانونية والتجاوزاتُ والأساءاتُ الجسدية والنفسية ضد الأطفال، والتي وصلت الى حد القتل من قبل الوالدين غير الشرعيين، الى اتهام موظفي دائرة رعاية الاطفال في الوزارة بالأهمال وعدم التقيد بالقوانين، اضافة الى اساءة استخدام الأموال المخصصة لميزانية الدائرة.ولاية ميشيغن التي يبلغ تعدادُ سكانها نحو عشرة ملايين ونصف المليون نسمة فيها نحو عشرين الف حالة لأطفال وقاصرين حرموا والديهم الشرعيين من حق رعِايتهم وتنشئتهم وحتى (رؤيتهم) بعد ان أساؤا معاملتـَهم وعرضوهم للاضطهاد والعنف ومارسوالتعذيب ضدهم فنقلوا للعيش في بيوت للرعاية (بلغ عِددها في ولاية ميشيغن اكثرَ من سبعة الالاف بيت) يديرُها أفرادُ مرخصون تنفق عليهم الولاية ملايينَ من الدولارات لضمان سلامة وتوفير حياة طبيعية لهؤلاء الأطفال. وبالرغم من أختلاف وتعدد القوانين والتعليمات المتحكمة في شؤون وقضايا الرعاية والتنشئة من ولاية الى أخرى، وبالرغم من ازديـِاد المخالفات القانونيةٍ وسوءِ معاملة الأطفال التي تسجلُ يومياً في جميع الولايات، وبالرغم ان الحكومة الأتحادية تقدم منحاً مالية ضخمة كلَ عام لكل ولاية حسب عدد الحالات فيها. وبالرغم من هذهِ المبالغ الطائلة التي تنفقها الحكومة الأميركية، إلا ان جميعَ الولايات تشهد حوادثَ يومية مأساوية ضد الاطفال يتأثر من جرائها ويعيشها جميع المعنيين بهذة القضية بلا استثناء.وتكمن المعاناة الأنسانية لبعض العائلات التي تفقد اطـَفالها في ظروف قاهرة، تقرر فيها السلطات الحكومية نقل هولاء الاطفال الى العيشِ في بيوت معظمُها لا تراعي القيم التي وُلدَ وتربى في محيطها الأطفالُ الذين يجدون انفسهم يعيشون في محيطِ يختلف تماماً في عاداته وقيمة وديانتة عن تلك التي ولدوا وعاشوا تحتها.وتبرزُ حالاتُ عديدة شِهدها مجتمع الجالية العربية الأميركية في ميشيغن خلال السنوات الطويلة الماضية، هذه الحالات تمتلث في خسارة عائلات عربية أميركية لأطفالها بعد ان وجهت السلطات الحكومية الامنية والقضائية اتهامات. اما اساءة المعاملة للاطفال او بعدم قدرة الوالدين او اي منهما بتوفير الحد الادني من السلامة والرعاية لأطفالهما، او بسبب الانفصال او الطلاق او غيرها من الاسباب التي تحرم الوالدين حقهم في رعاية اطفالهم. ومن بين العديد من الحالات المأساوية التي شهدتها جاليتنا تعود الى الاذهان قصة عائلة عامرالعربية الاميركية التي اتهمتها السلطات في الولاية في بداية تسعينيات القرن الماضي بسـوء معاملة اطفالها الاربعة والتسبب في وفاة طفلها الخامس الدي سقط من بين يدي والدته «نجاح عامر» اثناء قيامها بأجراء حمام اعتيادي له. وقررت محكمة ديترويت حينها نزع حق الابوة من نجاح وزوجها حيث لم تسعفهم افادات عشرات الشهود.. وتقديم الوثائق الثبوتية الطبية التي بينت ان الطفل الدي اتهمت الوالدة نجاح بقتله كان مصابا بداء هشاشة العظام كما اثبت تقرير لخبير جاء خصيصا من استراليا، الا ان هيئة المحلفين في محكمة ديترويت ادانت الوالدة وحرمتها وزوجها من رؤية اولادهم الآخرين الا حين بلغوهم سن الثامنة عشرة. كما تذكر ايضا قصة الشاب الاميركي من اصل عربي الدي خسر حضانة ورعاية ابنته الصغيرة قبل سنوات والتي وضعت في احد بيوت الرعاية تنمارس فيه طقوس دروس دينية تختلف كليا عن طقوس وديانة الوالد العربي الاميركي هدة القصة التي اثارت جدلا واسعا واكتسبت شهرة اعلامية بعد اتهام والدة الطفلة لموظف في دائرة الخدمات الاجتماعية بالعنصرية ضد العرب وعدم السماح له بزيارة ابنته.وبالرغم من ان اكثر من خمسة وستين في المئة من الاطفال الدين يفقدون رعاية والديهم الاصلين في ميشيغن قد اسندت مسؤولية رعايتهم وتنشئتهم الى افراد من عائلاتهم الا ان مآسـاة عائلة عامر العربية الاميركية دفعت احد اعضاء المجلس التشريعي في الولاية الى وضع مشروع لقانون يلزم الولاية بمنح افراد عائلات الاطفال واقاربهم اولوية الرعاية ، مع اضافة تفضيل اولئك الدين يدينون بديانة ومعتقدات الوالدين الاصليين.أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاعات التي جرت وتجري في الولاية حول هده القضية ، اضافة الى آراء ووجهات نظر المسؤولين واصحاب الرؤى جميعهم يؤيدون مبدأ الغاء «دائرة الاطفال» التابعة لوزارة الخدمات الانسانية واسناد مسؤولية ادارة وتنظيم رعاية وتنشئة الاطفال الدين يحرمون من رعاية والديهم الاصليين، للمنظمات الخاصة غير النفعية او الافراد او ربما المؤسسات الدينيــة. وإذا تبنى المجلس التشريعي في الولاية هدا المشروع واصبح بعدها قانونا فأن المؤسسات والمنظمات العربية الاميركية الاجتماعية والهيئات الدينية ستجد نفسها امام مسؤوليات وتحديات كبيرة يجعلان منها جزأ اساسا وفعالا في نشر وتقوية وارساء القيم العربية في حياة اجيال قادمة في المجتمع الاميركي.Williams@myacc.org
Leave a Reply