واشنطن – كشفت دراسة أميركية جديدة أن ارتفاع ضغط الدم الشريانى المعروف بدوره في زيادة مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية يؤدي دوراً أيضاً في تدهور الذاكرة التي يعانيها الكثيرون مع تقدمهم في السن.
وتبرز الدراسة الجديدة التي عرضت في الاجتماع السنوي لجمعية القلب الأميركية تصاعد المخاوف من أن ارتفاع ضغط الدم الشرياني قد يسبب مشكلات حادة في الذاكرة قصيرة الأمد كالقدرة على تذكر أرقام الهواتف أو الأسماء. وذكر الباحثون في جامعة «بيتسبيرغ» الأميركية أن ارتفاع ضغط الدم يسرع شيخوخة الدماغ بمقدار عشر سنوات، وهو ما يتفق مع ما لاحظه الأطباء بأن مرضى الضغط يعانون مشكلات خفيفة في القدرة على الانتباه ويكون أداؤهم سيئًا في اختبارات التركيز والذاكرة. وقام الباحثون بمتابعة 59 شخصا من ذوى الضغط الطبيعي و37 شخصا مصابين بارتفاع ضغط الدم، تم تصوير أدمغتهم بتقنية انبعاث البوزترون الطبقية في أثناء خضوعهم لاختبارات الذاكرة على الحاسوب. ولاحظ هؤلاء أن أداء مرضى الضغط كان أسوأ قليلاً في اختبارات الذاكرة العاملة التي تعتمد على تذكر عدد من المعلومات لفترة قصيرة ثم استخدامها في المهمة المطلوبة وأسوأ أيضاً في اختبارات الذاكرة العامة. وأظهرت الصور الطبقية أن الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم يعانون ضعف تدفق الدم إلى مناطق الذاكرة في أدمغتهم مقارنة بنظرائهم الأصحاء وانخفاض تدفق الدم يضعف بدوره القدرة على أداء مهارات معينة في الذاكرة. وأوضح الأطباء أن خلايا الدماغ تحتاج إلى الأكسجين والسكر الموجودين في الدم؛ لتزويدها بالطاقة اللازمة لأداء النشاط الذهني، وتكون الأوعية الدموية عند الأشخاص الأصحاء قابلة للتوسع فتغذي الخلايا المسؤولة عن تذكر المعلومات بأكبر كمية من الدم. أما عند مرضى الضغط العالي فتكون هذه الأوعية تالفة فلا تتوسع جيًدا ومن ثم لا تصل كمية كافية من الدم لتشغيل الخلايا المطلوبة. وقال الباحثون إن هذا التدهور في الذاكرة قصيرة الأمد يصبح أسوأ مع التقدم في السن في الحالة الطبيعية، لكن الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني يزيده سوءًا على سوء، مشيرين إلى أن حوالي 811 ألف أميركي يموتون سنوياً بسبب ارتفاع ضغط الدم غير المعالج.
Leave a Reply