صفقة «تبادل الجثث» هل تمهد لصفقة أشمل؟
بيروت – اعرب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الثلاثاء الماضي عن امله بقرب اغلاق ملف الاسرى مشيرا للمرة الاولى الى «تقدم ايجابي في مفاوضات مبادلة الجنديين الاسرائيليين» بعد عملية المبادلة التي تمت الاثنين.وقال نصر الله في رسالة مسجلة بثها تلفزيون «المنار» انه «لاول مرة هناك تقدم ايجابي في مفاوضات مبادلة الجنديين الاسرائيليين» اللذين اسرهما الحزب في تموز (يوليو) عام 2006 وتذرعت اسرائيل بهما لشن عدوان واسع على لبنان.واضاف عبر التلفزيون التابع لـ«حزب الله»، «نتطلع بامل وتفاؤل لم يكن متوفرا في الاشهر الماضية لتحقيق انجاز كبير». وقال «القرار السياسي حاسم وطاقمنا (المفاوض) ممتاز. ظروف الملف بدات تنفتح فيها ابواب كانت مغلقة في الماضي». واعرب عن امله «ان تتحقق انجازات اخرى ونصل الى خاتمة سعيدة لهذا الملف».واوضح امين عام حزب الله انه لن يعطي معلومات اكثر «حتى لا اسبب اذى لان العملية مستمرة ونامل بنتائج قريبة». وراى نصر الله بان عملية التبادل التي جرت الاثنين الماضي تشكل «انجازا» لكنها تبقى عملية «جزئية ومحدودة بانتظار العملية الاهم» اي الافراج عمن تبقى من الاسرى واستعادة جثامين الشهداء.وشملت عملية التبادل اسيرا لبنانيا واحدا وجثتي مقاتلين لـ«حزب الله» مقابل جثة مستوطن اسرائيلي ومعلومات عن «قضايا انسانية» تتعلق بالملاح الاسرائيلي رون اراد الذي فقد في لبنان في 1986.وبدون ان يذكر مباشرة رون اراد اشار نصر الله الى ان «حزب الله» قدم في عملية التبادل الاخيرة «معلومات ومعطيات في قضية محددة» وان هذه المعطيات «لا تحسم انما تساعد وتمهد الطريق للوصول الى نتائج مقنعة». واضاف «اسرائيل يمكنها ان تقول ما تريد، نحن ملتزمون الكتمان».وقال مسؤولون اسرائيليون ان «حزب الله» اعطى في اطار عملية التبادل معلومات لا يزال ينبغي على الدولة العبرية التحقق منها حول الطيار الاسرائيلي. وكانت طائرة اراد اسقطت فوق جنوب لبنان في 1986 حيث تم اسره. ورجح نصر الله في مواقف سابقة موت اراد الذي سقطت طائرته فوق جنوب لبنان عام 1986 واسر قبل ان يفقد اثره. واتهمت اسرائيل ايران باحتجاز رون اراد الامر الذي نفته طهران.واعتبر نصر الله ان «ما حصل (الاثنين) يعطي دفعا للعملية الاهم والاوسع عندنا وعند العدو (الاسرائيلي) والوسيط (الدولي)». واكد «وجود مفاوضات حثيثة، لا موسمية ولا متقطعة، بالنسبة للعملية الاوسع» مجددا «التزام المقاومة القاطع باستعادة الاسرى واجساد الشهداء». وقال «هذه قضية مركزية حاضرين من اجلها لكل التضحيات» شاكرا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومنتدبيه والوسيط الدولي الذين «بذلوا جهدا كبيرا في هذه الفترة».ولفت نصر الله الى «ان المفاوضات في البداية كانت صعبة وعسيرة ثم بدات تتفكك تدريجيا».وقال «مثلا اسرائيل طرحت ملف الجنديين الاسيرين واجساد الجنود الثلاثة المفقودين منذ عام 1982 في السلطان يعقوب وقضية رون اراد».وما زالت اسرائيل تطالب بمعرفة مصير اراد. كما تطالب بجثث ثلاثة من جنودها فقدوا في منطقة السلطان يعقوب (البقاع الغربي) خلال اجتياحها لبنان عام 1982.واضاف امين عام «حزب الله» «بالمقابل طرحنا موضوع الاسرى اللبنانيين وغير اللبنانيين اي كل الاسرى وموضوع الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذي اختطفوا في لبنان عام 1982 على حاجز للقوات اللبنانية ونعتقد بانهم سلموا الى اسرائيل».يذكر بان اسرائيل تذرعت بأسر «حزب الله» الجنديين الاسرائيليين لتشن على لبنان حربا استمرت اكثر من شهر والحقت اضرارا بشرية ومادية فادحة بلبنان. واختطف «حزب الله» الجنديين الاسرائيليين ليبادلهما كما اكد مرارا امينه العام السيد حسن نصر الله بالاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية.وابرز الاسرى اللبنانيين عميدهم سمير القنطار ويحيى سكاف ونسيم نسر الذين بقوا في السجون بعد عمليات تبادل سابقة، اضافة الى خمسة شبان اسرتهم اسرائيل خلال حربها الاخيرة على لبنان وافرج الاثنين عن واحد منهم.
Leave a Reply