كما للسينما نجومها، فإن للسياسة اللبنانية نجومها وابطالها، وكما ان للنجوم السينمائية تصنيفاتها كذلك في السياسة. فهناك من احترف الفن السياسي وهناك من تفنن في العمل السياسي وهناك من ابدع في العمل السياسي.وعندما يعد نجوم السياسة في لبنان، يتبادر الى الذهن مباشرة اسم النائب وليد جنبلاط، ذلك ان الرجل ومنذ ولوجه في عالم «التمثيل» السياسي، ابدى نباهة وحذقاً ومرونة عالية، جعلت من «المخرج» السوري وقتها ان يوليه ادوار البطولة، وان يفصل «النص» حسب قدرات النجم الموهوب الذي برع في تمثيل كل الادوار، خاصة ادوار الاثارة والمغامرة والحركات السريعة. فكان من مآثره الفنية: سوق الغرب، حرب العلمين، خلدة والدامور. واستمرت السينما السورية بالتأليف والاخراج واستمر وليد جنبلاط بالتمثيل وحصد الميداليات يميناً ويساراً، وتألق نجمه ولمع اسمه في عواصم العالم، حتى نافس نجوم هوليوود شهرة. ولكن الرجل طموح وفي نفس الوقت يخشى ان يصبح مصيره كمصير «دلوعة الشاشة» سعاد حسني، فتتسرب السمنة الى رشاقته، فيصبح قاعداً بلا دور يؤديه. آثر التجديد والتغيير، كاد ان يفلح، لكن ذلك لم يستهوه، فهو لا يرضى سوى ادوار البطولة المطلقة. فقرر تغيير المخرج، ولكن الاخير طلب منه تغيير جلده، لم يتردد الرجل وحسم امره بالسير والمضي والسير قدماً في مغامرته الجديدة، فكان الـ1559 اولى مشاريعه مع مخرجه الجديد، ثم كرت السبحة، من «حفلات الجنون» في المختارة الى «سلاح الغدر» الى الجامعة العربية وغيرها من المحطات المهمة التي تركت بصماته وانطبعت بعلاماته.لكن للانتقال ثمن مزدوج ليس بالسهولة التي تتم فيها عملية بيع لاعبي كرة القدم. فالمخرج الاصيل يريد ثمناً دونه حياة الممثل السياسية، والمخرج الجديد يريد منه ادواراً اقلها ان يأتي برأس المقاومة. وبين الثمن والدور هواجس وهلوسة وضغائن احلام وبرانويا وعقد سياسية وتقلبات وترددات واستدارات وطلعات وانزلاقات وتملقات وضياعات، في بحر ليس له افق ونفق ليس لظلمته نهاية، «يخبط خبط عشواء» في صحراء قاحلة. فالرؤيا هذه المرة متعسرة و«لواقطه» عديمة الارسال والإحداث. هل يثب «رامبو الاميركي» على العدو الفارسي؟ واذا حصل هل ينهزم العدو الفارسي بسهولة!؟ام هل تباغت اسرائيل سوريا والمقاومة بضربة مزدوجة!؟هل تبقى الاوضاع في مراوحة سلبية ام رئيس من 14 آذار بالنصف +1 او بمن حضر؟ رئيس تسووي توافقي! (يا ويلي)، حكومة ثانية ام لحود ثانية في بعبدا؟ فالرجل فعلاً، لا يدري، حتى ان الرجل عندما حاول ان يفكر في مغزى عملية التبادل الاخيرة بين المقاومة واسرائيل وصل الى نتيجة ان «حزب الله» على علاقة ما باسرائيل. وإلا فكيف وافقت اسرائيل على التفاوض معه؟.ربما يجيبه زياد الرحباني على طريقته بالقول: لانه يملك الاسيرين يا مفكر.
Leave a Reply