اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك) تؤرخ لحقبة من تاريخ العرب الأميركيين
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
يزخر تاريخ اللجنة العربية الاميركية للعمل السياسي (ايباك) بالاحداث والانجازات. كانت «ايباك» محاولة من قبل بعض النشطاء العرب الاميركيين لسد فراغ في الحياة السياسية للجالية. ومنذ 1997، تاريخ بدء الاجتماعات التمهيدية لوضع مسودة النظام الداخلي للجنة، استطاعت «ايباك» ان تلفت الانظار اليها كمؤسسة للعمل السياسي لجالية اصبحت مع التطورات الاخيرة على الساحة الدولية، محط انظار الاميركيين في الداخل، والعالم العربي في الخارج. لم تكن تدرك «ايباك» انها ستكون في مواجهة اعتى لوبي في اميركا، اللوبي الاسرائيلي، وانها ستتهم بالدفاع عن «حزب الله» المنظمة الارهابية طبقا لتوصيفات الادارة الاميركية بسبب دعمها المبدئي حق المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين ولبنان، وفيما بعد، اعتراضها بشدة على غزو واحتلال العراق من قبل التوسعيين الجدد الذي خرجوا من قلب الولايات المتحدة الاميركية، معقل الحقوق المدنية في قرننا الحالي، لينشروا مبادئ لا تعكس ابدا فلسفة الآباء المؤسسين.«ايباك» والتي اسست لمعالجة ضعف وتشتت العمل العربي الاميركي، استطاعت، رغم عمرها القصير، ان تحقق انجازات وتنتزع اعتراف واحترام اللاعبين السياسيين، وحاجتهم اليها، في مدينة ديربورن ومن ثم ولاية ميشيغن، وصولا الى الانتخابات الرئاسية الاميركية. وربما كانت الانتخابات المحلية في مدينة ديربورن العام 1997 ، الحدث الذي ايقظ احساس الحاجة الى العمل الجماعي. اذ ظهرت جهود الجالية ضعيفة انذاك، والاموال التي تصرف فرادى دون اثر على القضايا الخاصة بها، وكانت ردات فعل الخصوم السياسيين تعكس عدم خشية من العمل العربي المشترك بسبب قلة حيلته، الامر الذي وضع فكرة «ايباك» موضع التنفيذ.وفي انتخابات 1998 استطاعت حملات «أيباك» ان تساهم بإيصال جورج هارت الى مجلس شيوخ الولاية عن منطقة ديربورن بعد معركة انتخابية شرسة مع روندا رانكو التي أطلقت حينها اتهامات عنصرية ضد العرب قبل أن تتراجع عن أقوالها بعد الهزيمة المرة. كان من اولى الانتصارات التي حققها العرب الاميركيون في العام 1999 اسقاط مشروع سندات الخزينة لتمويل ترميم مدارس ديربورن، والذي فيه اهمال لمنطقة شرق ديربورن ذات التواجد العربي الاكثر. قدم المشروع من قبل المجلس التربوي في المدينة انذاك. كان موقف ايباك ان هذا المشروع، والذي يبلغ 50 مليون دولار هو حل ترقيعي لمشكلة المدارس. هو ابرة بنج يخدر حاجات المدينة وطلابها الى حين. كان مطلب «ايباك» هو مشروع سندات للخزينة لبناء مدارس عصرية في كل المدينة لاسيما شرقها تستوعب حجم الطلاب العرب المتنامي. في تلك السنة، نجحت «ايباك»، ايضا، في نزع المقعد الانتخابي من الخصم ريك ليندر عبر حملة دعم سياسية لمرشحتها ماري لين التي فازت بالمقعد في الهيئة التربوية للمدينة، تشرين ثاني (نوفمبر) من نفس العام. وكانت تلك انطلاقة العمل السياسي الناجح لايجاد قوة في داخل المجلس التربوي. واستطاعت ايباك وقتها ان تنجح في مهمة الدعم السياسي رغم الاقبال المنخفض على التصويت.استمرت انجازات «ايباك». ففي انتخابات العام 2000 ، نجحت اللجنة في هزيمة مشروع سندات الخزينة نفسه الذي كان الخصم السياسي انذاك قد اعاد طرحه، مروجا ان معارضة «ايباك» له هو من اجل مصالح شخصية. لكن «ايباك» استطاعت ان تقنع الناخبين العرب الاميركيين بأن المشروع ليس بالحل الذي نتطلع اليه. وسقط المشروع. واستطاعت «ايباك» ان توصل مرشحتها ايمي بلاكبورن، ايضا الى المجلس التربوي ليصل عدد الاعضاء الداعمين لقضايا الجالية العربية في المجلس الى اثنين من اصل سبعة، وذلك رغم الاقبال الكبير على الانتخابات الرئاسية في تلك السنة وصعوبتها.في العام 2002، استطاعت «ايباك» بمساندة الجالية العربية ان تنجح مشروعا جديدا ومقبولا لسندات الخزينة لمعالجة مشكلة المدارس في ديربورن والذي بلغ 150 مليون دولار، رغم تقديرات «خبراء» انتخابيين بشروا بسقوط المشروع (لأن مشروع القرض، طبقا لمنطق التصويت، يجب ان يكون اقل حتى يربح، على الاخص وان مشروعين من قبله سقطا وكانت قيمة كل منهما ثلث المشروع الجديد).وبالفعل تم بناء مدارس عصرية في شرقي ديربورن تستوعب حاجة الجالية العربية، وتصب في النتيجة في مصلحة سكان كل المدينة. وأطلق اسما الناشطين العربيين الأميركيين دان يونس ومايكل بري على مدرستين في المدينة. وزادت المهمة على عاتق «ايباك» بعد احداث أيلول (سبتمبر) عام 2001 ، فهي غدت الترس الذي يتلقى الضربات من الذين اصبح شغلهم الشاغل التنديد بالعرب الاميركيين، حيث وقفت مدافعة عن مواطنية ابناء جاليتها في الولايات الاميركية المتحدة والتي لا تقل عن مواطنية الاقليات الاميركية التي اتخذت هذه البلاد موطنا جديدا لها. وفي العام نفسه خاضت «أيباك» معركة انتخابات رئاسة البلدية في ديربورن واستطاع مرشحها المحامي عبد حمود، ان يصل الى المرتبة الثانية متخطيا مرشحين أقوياء ليتنافس ورئيس البلدية، وقتها، مايكل غايدو رغم ان الانتخابات جرت في اليوم الذي وقعت فيه أحداث 11 سبتمبر. كما دعمت «أيباك» الكثير من المرشحين الذين ربحوا الانتخابات بأصوات العرب الأميركيين في المجلس البلدي ومجلسي كونغرس الولاية، ومحافظ وين روبرت فيكانو، وشريف محافظة أوكلاند العربي الأميركي مايكل بوشارد وعدد من القضاة.ولعبت «ايباك» دوراً اساسياً في تأسيس كونغرس المؤسسات العربية في ميشيغن وعملت مع باقي المؤسسات على تعزيز التعاون في الجالية.وتطبيقا لمبدئها في الدفاع عن القضايا المحقة، لم تنحصر اعمال «ايباك» عند دعم او سحب الدعم من المرشحين السياسيين، ولم تكتف بمناهضة الحملات ضد العرب الاميركيين، بل تعدتها لتقف مواقف تاريخية في مواجهة السياسة الخارجية للادارة الاميركية الحالية التي دعمت حرب اسرائيل على لبنان صيف 2007 . فالمظاهرات المنددة بالاجرام الاسرائيلي، والبيانات الساخطة على الدعم اللاانساني لاسرائيل في حربها اخذت كل جهد اللجنة التي شاركت الى جانب المؤسسات الاخرى في تنظيم مظاهرات حاشدة. وكانت نتيجة تلك المظاهرات ان وجهت الى «ايباك» سهام اللوبي الاسرائيلي. فلم يستطع كثير من العنصريين في الولايات المتحدة تحمل التحركات الشعبية المباشرة بسبب تأثيرها الكبير، على الاخص وانها استطاعت ان تحشد مظاهرات بلغ بعضها 10 آلاف متظاهر، والمشاركة في مظاهرات اخرى، كما في واشنطن العام الماضي، بلغت حدود المئة الف اذ تم نقل المتظاهرين من ديربورن بـ14 حافلة الى العاصمة الاميركية. لكن «ايباك» استطاعت ان ترد السهام المسمومة الى مصادرها مؤكدة على احقية مبادئها وذلك بالاصرار على الدفاع عن حقها في ممارسة حرية التعبير الذي كفله الدستور والاصرار على عدم التقوقع او الانسحاب من المواجهة، ونحجت اللجنة ان تكون علامة فارقة في العمل السياسي للعرب الاميركيين عبر المناداة عاليا دون تحفظ بدعم حقوق الشعوب العربية بمقاومة المحتل في لبنان وفلسطين ومعارضة احتلال العراق.من الناحية التنظيمية، يستطيع اي فرد اميركي ان يكون فردا في «ايباك» بعد التصويت عليه من قبل الاعضاء. والنظام الداخلي لـ«ايباك» يمنح كل فرد صوتا واحدا حتى لو كان الرئيس. ويصوت اعضاء «ايباك» على كل القضايا والمواقف التي تتخذها اللجنة. واجتماعات اللجنة مفتوحة دائما للعموم، يستطيع اي كان ان يشارك فيها ويرى كيفية التصويت على المواضيع، والمداخلة ايضا.وفي سؤال لعبد حمود الرئيس السابق للجنة، ونائب المدعي العام في محافظة وين، عن مدى ديمقراطية العمل السياسي في اللجنة ومدى حرية الافراد في التصويت قال: «ليس لرئيس اللجنة، وهو منصب ينتخب سنويا، اي ارجحية لصوته، فصوته يساوي صوت اي عضو في اللجنة، ومثال على ذلك، في سنة 2000 عندما كنت الرئيس دعمت آل غور وعضو الكونغرس ديبي ستابيناو، في وقت كانت الاغلبية تريد دعم المرشح الرئاسي جورج بوش والعربي الاميركي سبنسر ابراهام، وخسرت التصويت في الاجتماع الداخلي وفاز الرأي الآخر، رغم انني وقتها كنت عضوا نشطا في الحزب الديمقراطي، ولقد احرجت سياسيا في داخل حزبي الديمقراطي لكن حقيقة لم استطع ان ادعم مرشح حزبي».ويضيف حمود مثالا آخر لعملية التصويت داخل اللجنة: «ففي الانتخابات التمهيدية للرئاسة العام 2004 ، صوتنا انا واسامة السبلاني، الذي كان حينها رئيسا للجنة، لصالح المرشح الديمقراطي الجنرال ويسلي كلارك قائد الناتو السابق، في وقت صوتت الاغلبية لصالح النائب دينيس كوسينيش، وخسرنا التصويت انا والسبلاني لأننا كنا مع الاقلية».ورغم ان اغلب المؤسسات السياسية، وحتى الكونغرس الاميركي نفسة بمجلسيه، يمارس منطق هيمنة افراد مؤثرين على بقية الاعضاء بحيث لا يتم التصويت مخافة اغضاب الاقوياء الا ان حمود يعلق على الامر قائلا: «لا تستطيع فعل ذلك في «ايباك»، لأن اغلبية الاعضاء لهم وزنهم في الجالية ولا يمكن التأثير على حرية اختيارهم، فالتصويت هو محض اختيار للعضو، وهناك سبب لذلك، لأن الذي يروج لرأي ويجبر الاخرين على التصويت له عليه ان يتحمل تبعات التصويت ان ظهر لاحقا انه غير مصيب، فمثلا، صوتنا في «ايباك» 2000 لجورج بوش الابن، وظهر ان القرار كان بالكامل خاطئ، ولكن لأن التصويت كان ديمقراطيا، فإن احدا لا يمكن ان يلام، لأن القرار كان جماعيا».
قيل فـي «ايباك» علي جوادمؤسس النادي اللبناني ان دور «ايباك» مهم جدا. فالعمل السياسي واجب لكل مواطن. وهو تعبير عن ممارسة حقوق المواطنة. وايباك مثال عن التعاون ما بين ابناء الجالية واتمنى ان تطال اعمال اللجنة كامل الولايات المتحدة الاميركية فيكون هناك فرع في كل ولاية. وارى انه من الضروري التركيز على طلاب الجامعات لأنهم هم قيادات المستقبل. وانجازات ايباك كثيرة، فهناك التعاون الذي تم مع اورايلي (رئيس البلدية) وانعكس على المدينة بكاملها. لكن لي نصيحة، وهي ان التركيز على القضايا المحلية ذات الاثر المباشر علينا اهم. فالتركيز على دعم المرشحين الرئاسيين لا يفيدنا بشيء، فهو ان استطاع ان يحقق لنا شيئا فلن يتخطى مثلا 5 بالمئة مما نرغب فيه، وعندها ممكن ان يصاب الناشطون بالاحباط بأن كل عملنا لم يأت علينا بمردود كبير. لكن ان ركزنا على قضايا محلية كالمشروع التربوي مثلا، فإن النجاح سيعطي الناشطين وابناء الجالية دفعة معنوية.
مايكل بوشاردشريف محافظة أوكلاند حققت «ايباك» انجازات كبيرة، وكان لها تأثيرا كبيرا على الحياة السياسية في ميشيغن. وأنا كعربي اميركي فخور جدا بهذه اللجنة التي تعكس الوعي والنشاط لابناء الجالية. ولقد كنت من المحظوظين الذي تلقوا دعم ايباك وانا اشكرهم على ذلك ولي معهم علاقات متينة. وادعو كل العرب الاميركيين لينخرطوا في العمل السياسي لأنه قوة. ولقد تشرفت في ان اكون المتحدث الرئيس لاحتفالهم السنوي الاولوكنت حينها عضوا في مجلس شيوخ الولاية. وليس من السهل خلق منظمة سياسية جديدة فهي تتطلب الكثير من الجهد، لكن اعضاء ايباك بالفعل استطاعوا ان يقوموا بذلك بنجاح.
روبرت فيكانومحافظ وين تفخر محافظة وين لأنها تحتضن اكبر تجمع للعرب الاميركيين في الولايات الاميركية ونحن فخورون ايضا بالانجازات التي حققتها الجالية العربية الاميركية. و«ايباك» تعمل بشكل جدي وفعال في خدمة احتياجات الجالية. وبفضل دعمها السياسي، تتعاون «ايباك» مع الرسميين المنتخبين لخدمة الجالية العربية الاميركية وللسهر على العناية باهتماماتهم. واتمنى لـ«ايباك» مزيدا من التقدم والنجاح في تحقيق اهدافها.
جينو بالادوري نائب فـي الولاية لقد قامت «ايباك» بخدمة الجالية العربية الاميركية بشكل كبير واستطاعت ان تبني جسور التواصل مع ابناء الجالية لتبقيهم على علم دائم بمجريات الامور وتعريفهم على المرشحين والقضايا الانتخابية. ولقد استطاعت «ايباك» ان تحقق انجازات مهمة وتوصل الصوت العربي الى اقلام الاقتراع. ونحن دائما نفخر ونقدر الدعم الذي نحصل عليه من قبل اللجنة العربية الاميركية للعمل السياسي. واحيي «ايباك» على النجاح الذي حققته خلال مسيرتها في العشر سنوات التي انقضت من عمرها. ولقد تشرفت عندما حصلت على تأييد «ايباك» في حملتي الانتخابية وإنني فخور ايضا بأنني سأحصل على درع الخدمة العامة في الحفل السنوي العاشر في الثاني من الشهر الجاري واتطلع الى مزيد من العمل المشترك.
اهداف «ايباك» ونطاق عملها- تهيئة وتقديم النصح والدعم للمرشحين السياسيين من العرب الاميركيين، وتشجيعهم على الترشح للمناصب السياسية والوظائف العامة- بناء جسور التواصل مع المرشحين السياسيين ومناقشة برامجهم وتعريفهم على الجالية العربية وقضاياها، ودعم الاصلح منهم – استخدام وسائل الضغط السياسي والترويج لقضايا الجالية (لوبي) ويقدم المرشحون الذين يرغبون في دعم «ايباك» طلبات دعمهم الى اللجنة كتابة، ويتم النظر في الطلب بعد مناقشته في لجنة الدعم الانتخابي، وبعد الاطلاع على تاريخ المرشح وبرنامجه واجراء مقابلة معه اذا لزم الامر، يتم ارسال توصيات للاعضاء الذين يصوتون على دعم المرشح، يجب على المرشح الحصول على ثلثي الاعضاء حتى يتم قبول دعمه. وتحتفل «أيباك» التى يرأسها حالياً الزميل أسامة السبلاني بعيدها العاشر في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.موقع اللجنة: www.aapac.org
Leave a Reply