250 جريحاً فلسطينياً
القدس المحتلة – أصيب أكثر من 250 أسيرا فلسطينيا، بعضهم بإصابات خطيرة، خلال قمع الاحتلال الإسرائيلي «ثورة» للأسرى في معتقل كتسيعوت في صحراء النقب خلال الأسبوع الماضي. وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، أن المواجهات اندلعت بين الأسرى وحراس معتقل كتسيعوت، الذي يسميه الفلسطينيون «انصار 3» ويضم أكثر من 2300 أسير غالبيتهم يعتقلون في خيام، عندما أراد الحراس القيام بتفتيش الزنزانات فجرا، بطريقة «استفزازية». وأعلن النادي أن الأسرى رشقوا أدوات مختلفة على الحراس الذين لجأوا إلى القمع بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع للسيطرة عليهم. وأكد النادي ووزارة شؤون الأسرى الفلسطينية إصابة 252 أسيرا في المواجهات، موضحين انه تم نقل تسعة منهم إصاباتهم خطرة إلى مستشفى سوروكا داخل إسرائيل. كما أصيب 15 حارسا إسرائيليا. وأشار المركز إلى أن الأسرى خسروا معظم ممتلكاتهم جراء حريق اندلع في الخيام، سبق قيام وحدة «نخشون» الإسرائيلية، كانت مدججة بالهراوات وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باقتحام قسم «ج1» و«ج2» الذي يتواجد فيه حوالى ألف أسير، وقاموا باستفزازهم من خلال تفتيش مقتنياتهم الشخصية. وأضاف «على إثر حرق الخيام في القسمين، تعالت أصوات التكبير من كل أقسام معتقل النقب، الذي يضم نحو 2300 أسير، ما أدى إلى تراجع إدارة السجن عن هدفها والحد من الهجوم». وأعلن النادي ان الاسرى الفلسطينيين الـ11 ألفا في كافة المعتقلات الإسرائيلية قرروا الاضراب عن الطعام احتجاجا على القمع الإسرائيلي في كتسيعوت. وحملت متحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية مسؤولية ما حصل للأسرى، معتبرة أن «السجناء اشتبكوا مع الحراس الإسرائيليين وأحرقوا خياما في المجمع أثناء أعمال الشغب». وأوضحت «جمعية نفحة للدفاع عن حقوق الأسرى والإنسان»، في بيان، أن «إدارة المعتقل اقتحمت كافة أقسام السجن، وقامت برش الأسرى بالغاز وضربهم بالهراوات وإطلاق الأعيرة المطاطية باتجاههم، في خطوة سافرة تجاهلت فيها مصلحة السجون كافة الأعراف والمواثيق الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان». واتهمت إدارة مصلحة السجون بـ«العنصرية والنازية»، واستخدام الأسرى «حقل تجارب لأسلحتها القمعية بين الحين والأخر».وأعلن مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي النائب عيسى قراقع أن «الوضع خطير جدا»، موضحا أن «القمع الوحشي الذي اتبعته سلطات السجون شمل ثمانية أقسام بالسجن واستخدم خلاله الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع وقامت قوات خاصة بتكبيل الأسرى والاعتداء عليهم». وقال إن «الأسرى أصيبوا بكسور في الأرجل والأقدام، وإصابات في الصدر والعيون والرأس، وان نوعا من الرصاص المعدني أطلق على الأسرى بعد قيام مئات الجنود باقتحام الأقسام».وجدير بالذكر ان معتقل »كتسيعوت« الإسرائيلي في صحراء النقب ارتبط منذ افتتاحه في العام 1988 بالانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقال مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني عيسى قراقع «لقد أقيم هذا السجن بالأساس لقتل الانتفاضة وردعها، بل انه في احدى مراحله وصل عدد المعتقلين فيه إلى نحو 50 ألف معتقل». وأضاف قراقع، الذي أمضى ستة اشهر في هذا المعتقل لدى بداية الانتفاضة الأولى، «يجب إغلاق هذا المعتقل، انه لا يليق بالحيوانات ولا يصلح للبشر. لقد أقيم هذا المعتقل بغرض القمع والاضطهاد فقط». وقد انشأ الجيش الإسرائيلي، في آذار (مارس) 1988 هذا المعتقل الذي يقع في صحراء النقب قرب الحدود المصرية، لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الأسرى مع اندلاع الانتفاضة الأولى (1987-1994). ولم تلبث الدولة العبرية، التي أغلقت المعتقل في العام 1996 في أعقاب قيام سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني، أن أعادت افتتاحه في نيسان (أبريل) 2002 لاستيعاب آلاف الفلسطينيين الذين أسرتهم لمشاركتهم في الانتفاضة الثانية في العام 2000.
Leave a Reply