يتزامنُ تزايدُ ظاهرة الأقبال على عمليات تقويم وشد التجاعيد الخارجية للجسم، كتقويم وشد الاسنان والحنك والوجه وتصغير الانف وتكبير الشفتين، اضافة الى شفط الدهون من أنحاء مختلفة من الجسم، مع تزايد انتشار ظاهرة عمليات النصب والاحتيال والتزوير والتضليل وشفط الجيوب. الا أني على ثقة ان لا علاقة البته، لا من قريب او بعيد، بين من يُجري وتـُجرى له مثل هذه العمليات وبين من يحتالُ ويبتز ويسرق ويشفط الجيوب من جهة أخرى. وعليه لا إعتراض او موقف سلبي تجاه من يختارُ شدَ عضلات الوجه او تكبير الشفتين او شفط حمولة شحم زائدة من البطن او اي أجزاء أخرى من الجسم، فهذه كلـُها خياراتُ شخصية تعتمدُ على نظرة الفرد للحياة وتقدم العمر، إضافة الى وجود أطباء تجميل في جاليتنا هم من أبرز اطباء الولاية واكثرهم ذكاء وقدرة وكفاءة، مثلهم مثلُ اطباء الاسنان والعيون والمهنيين الآخرين من مهندسين ومحاسبين وقضاة ومعلمين وأصحاب مهن أخرى في مجتمع جاليتنا ممن ارتقوا بسمعةِ واسمِ ومكانةِ هذة الجالية الى منزلة مرموقة ومتقدمة بين الجاليات الأخرى في مجتمع الولاية.وعليه فلا ضير من الاستفادة مما توفره تقنية التجميل الحديثة والمتطورة والتي تستطيع تغيير وتجميل المظهر الخارجي للانسان كيف ومتى اراد. اذ يكفي توفرُ المال المطلوب لاجراء مثل هذه العمليات. غير ان الصعوبة تكمنُ في الوصول الى الداخل الانساني، لاكتشاف اغوار النفس البشرية لتقويم وتعديل عضلات المبادئ والقيم المترهلة المتراخيه وشد تجاعيد النفس الضعيفة والمصابة بالوهن، ووضعها فريسة سهلة أمام اغراءات الحياة المادية واطماعها.هذه الاغراءات التي تسمح لطيفِ واسع من المترهلين داخلياً اللجوء لأساليب الاحتيال والانتفاع والابتزاز والتضليل للحصول على امتيازات تسمح بها مواقعـُهم المختلفة والمتعددة، وآخرون ممن يحلمون بالربح السريع والغنى الفاحش ممن أجازوا لانفسهم استغلال البسطاء والضعفاء والأقل حظاً لتحقيق اطماعهم وطموحاتهم. واذا كانت سهلة عملياتُ التقويم والشد الخارجي التي يجريها بمهارة أطباء خبراء في هذا الفن، فلابدّ من توفر خبراء لتقويم وشد التجاعيد لهؤلاء المترهلين داخلياً… وننظر حولنا فلا نجد جهة قادرة على القيام بهذه المهمات الصعبـة الاّ المؤسسة الدينيــة المتمثلة بالمسجد والكنيسة.. ففيهمــا العلاجُ الناجع الكفيل بتقويم وتجميل النفس البشرية وإضافة بـُعدي العفة والفضيلة اليها… لكن علماءَ المساجد او معظمهم مشغولون في تجميل صورة امة كاملة شوهتها عملياتُ ارهابية (سودت الوجه) وقصمت الظهر وكادت ان تعمـّي العيون… فيما كهنة الكنائس مطمئنون ان الرعية بخير وتعيش بسلام دائم واطمئنان ولا خوف عليها.. اذ يكفي تلاوة سر الاعتراف أمام الكاهن لمحو الخطيئة..!غير ان خطايا مخالفة القانون لن تمحيها تلاوة سر الاعتراف أمام الكاهن او وقفة خشوع في حضرة الإمام. هي جرائم بشعة يعاقب عليها القانون، هي انتقاص وتشويه لعنفوان الرجولة. ومسؤولية اصلاحها وتقويمها ومنعها او الوقاية منها هي واجب اخلاقي.. وديني واذا اصيبت النفس البشرية بالضعف او الوهن وجب تقويمها واحاطتها بجسر منيع من الوقاية لتصمد في وجه كل إغراءات الحياة المادية وأطماعها.
Leave a Reply