ديربورن – خاص «صدى الوطن»
أقيم عند الخامسة من مساء يوم الأحد الماضي، إحتفال تأبيني في المجمع الإسلامي الثقافي في مدينة ديربورن، في ذكرى مرور أسبوع على رحيل رئيس بلدية بنت جبيل الدكتور علي محمود بزي. شارك في الإحتفال حشد كبير من أبناء بنت جبيل والجاليتين اللبنانية والعربية في المدينة ومحيطها.وحضر الإحتفال رئيس بلدية مدينة ديربورن جان جاك أورايلي الذي كان قد قدّم إلى افراد عائلة الراحل وأهالي بنت جبيل خلال تقبل التعازي في نادي بنت جبيل الثقافي الأسبوع الماضي، رسالة تعزية رسمية بإسم المجلس البلدي لمدينة ديربورن.إستهل الإحتفال بتلاوة آي من الذكر الحكيم ومجلس عزاء قدمهما فضيلة الشيخ قاسم بيضون، وأدار برنامج الإحتفال الحاج محمد علي رضا وتوالى على الكلام عدد من الخطباء تناولوا سيرة الراحل الوطنية الطويلة ودوره المميز على رأس بلدية بنت جبيل رغم المرض الذي ألم به منذ ما بعد إنتخابه رئيساً لبلدية بنت جبيل في ربيع العام 2005.رئيس نادي بنت جبيل الثقافي نعيم بزي قدم التعازي بإسم النادي ومؤسسه الحاج محمد طرفة ورثى الراحل بكلمات من وحي الذكريات القديمة التي جمعته به في بنت جبيل. أما زميل الدراسة والتعليم الدكتور نور الدين صعب فأبّن الراحل بكلمات وجدانية إستعاد فيها أيام بنت جبيل الخوالي ونوّه بمزايا الراحل ورفعة أخلاقه وإجتهاده في ميادين التحصيل العلمي ونضاله في حقول القضايا الوطنية والقومية.وألقى راعي كنيسة «الحياة الأفضل» العربية في ديربورن الأب راني عبد المسيح عظة من وحي المناسبة شدد فيها على المشتركات الأساسية بين الأديان ودعا العرب الأميركيين، مسلمين ومسيحيين، إلى الحفاظ على وحدتهم وتماسكهم.وألقى إمام المركز الإسلامي في أميركا السيد حسن القزويني كلمة من وحي المناسبة ضمّنها انطباعات عن زيار قام بها لمدينة بنت جبيل قبل عام والتقى خلالها رئيس البلدية الراحل، منوّها بخصاله الطيبة ودوره الوطني والإسلامي في خدمة احتياجات أبناء وطنه ومدينته.الزميل أسامة السبلاني تحدث عن معرفته بالراحل خلال زيارة له إلى المبنى البلدي في بنت جبيل قبل عامين وأبدى تقديره للدور الكبير الذي كان يضطلع به في مهامه على رأس بلدية بنت جبيل مستذكراً كيف بادر الراحل مع أعضاء المجلس البلدي إلى إستقباله مع وفد زائر بالحرارة والترحاب. وتطرق سبلاني في كلمته باللغة الإنكليزية إلى إنطباعات تركتها زيارته الأولى للمنطقة الحدودية وتعرفه عن كثب على تلك المنطقة من خلال زيارته لقرية مارون الرأس المشرفة على الأراضي الفلسطينية المحتلة. متسائلا كيف يلام شعب سلخت منه هذه الأرض الجميلة التي حباها إياه الله على عظيم التضحيات في سبيل إسترجاعها. وأضاف سبلاني: «وقفت في مارون الرأس وكانت بنت جبيل منبسطة أمامي ولكني لم أر دماراً رغم عظم الدمار، بل رأيت عزة وكرامة وعنفوانا وبطولة». ودعا سبلاني الجالية العربية إلى دعم مؤسساتها والإنخراط في أنشطتها لدعم وتعزيز حضورها ووجودها السياسي في المدينة منوّها أيضا بحضور رئيس بلدية المدينة الذي انفتح منذ إنتخابه على الجالية العربية وقضاياها.وتحدث الزميل عدنان بيضون فاستهل مخاطباً الحضور: «هاكم تلتقون مرة جديدة حول الذاكرة البنتجبيلية النازفة حاملين مناديل القلوب، المضمخة بعطر أحزانكم ووجهتكم جنوبية، والعيون ترنو إلى تلك الحبيبة المرابطة على تخوم الوطن وهي تشيع إبنها البار، طبيب قلبها ورئيس بلديتها الراحل الكبير الدكتور علي محمود بزي».أضاف بيضون: «أحسب أننا لن نشفى من هذا الإدمان على ورود أحزاننا، لأن بنت جبيل التي أنجبت المناضلين والأحرار والأعلام، جيلاً إثر جيل، علمتنا أن إحتراق الكواكب عندما يدلهم ليل الظلم هو إحتياطي الضوء في دروب المناضلين، وأن أحرارها هم زيت وضوئها، تغمس يراعة إبانها في حبر دمائهم وتمتشق قاماتهم سيوفاً لتخط على جباه التلال وصدور الوهاد آية مجدها الأزلي، فيعود الشذاذ واللصوص أدراج تيههم مخلفين دون قدميها خوذاً وخذلاناً وعويلا».وختم بيضون: «فاضت روح المناضل العتيق على جنبات الدمار العظيم قبل أن تقيض له الشهادة على إنبعاث مدينته من رماد الحقد الصهيوني، غير أن قلب بنت جبيل الذي سيعود إلى النبض سيحفظ للراحل الكبير مطرحاً فيه عزيزاً ولسوف تبقى ذاكرة بنت جبيل وفية لصورة فتاها الذي شب على عشقها وشاب على التفاني فيه».وقدم «الممثل الشخصي لرئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري» الحاج حسين حجازي التعازي بإسم الرئيس بري في ختام كلمة مطوّلة مستوحاة من السجالات السياسية اليومية التي تحملها الفضائيات إلى المغتربين. واختتم الإحتفال بموعظة من وحي المناسبة لمرشد المجمع الإسلامي الثقافي سماحة الشيخ عبد اللطيف بري عزى فيها عائلة الفقيد وعموم أهالي بنت جبيل. وأثنى على السيرة الوطنية للراحل ودوره في خدمة مجتمعه ووطنه.
Leave a Reply