الموصل – حذرت وثائق اميركية نشرت الثلاثاء الماضي من ان سد الموصل، اكبر سدود العراق، مهدد بالانهيار، ما قد يعرض حياة الاف العراقيين في مدينتي الموصل وبغداد للخطر في وقت نفت فيه الحكومة العراقية هذه الانباء معتبرة انها «غير دقيقة وعارية تماما عن الصحة».وابلغ مسؤولون اميركيون بغداد خشيتهم من ان تتغير هيكلية هذا السد الواقع في شمال العراق والا تصمد تحت ضغط ملايين الامتار المكعبة من المياه، ما قد يعني انفلات موجة تصل الى ارتفاع عشرين مترا على المناطق الواقعة الى جوار السد، حسب ما اوضح تقرير لكتيبة الهندسة في الجيش الاميركي. وجاء في التقرير «من ناحية التآكل الداخلي المحتمل للاسس التي يقوم عليها السد، فان سد الموصل هو الاخطر في العالم (…). اذا تعرض السد لمشكلة صغيرة، فان انهياره ممكن».وقال المتحدث «الحكومة العراقية وضعت هذا السد تحت مراقبة مستمرة وتجري عليه كل الاحتياطات والتحسينات والصيانة المطلوبة. وهناك فرق تعمل بصورة دائمة لحقن اسفل السد بالاسمنت الذي يقوي السد ويملأ كل الفراغات التي تنشأ نتيجة تآكل بعض الصخور».وجاء في تقرير سلاح الهندسة «في اسوأ سيناريو، سيتسبب انهيار سد الموصل بشكل مفاجئ اذا كان مليئا بالمياه حتى طاقته القصوى، بموجة بارتفاع عشرين مترا تضرب مدينة الموصل وتؤدي الى وقوع خسائر بشرية واضرار مادية هائلة». واشار التقرير الى تبديد مبلغ 27 مليون دولار كانت خصصت لتمويل مشروع تدعيم السد، بسبب عدم الكفاءة وسوء الادارة. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية عن مدير السد عبد الخالق ايوب قوله «في حال انهيار هذا السد فقد يؤدي الى مصرع نحو خمسمئة الف شخص. وقد تصل المياه الى بغداد وتغمر بعض المناطق فيها بارتفاع خمسة امتار».وانتهى العمل بسد الموصل في 1984. وهو يزود السكان المحليين بالمياه ويؤمن مياه الري وانتاج الكهرباء. وتم بناؤه على ارض مكونة من الجفص والكلس تتآكل نتيجة تماسها مع المياه، ما يتسبب بفجوات في اسس السد. وحاولت الحكومة العراقية تدعيم قواعد السد عبر تعبئة الفجوات والطبقات التحتية بالاسمنت ومراقبة تسرب المياه المحتمل. الا ان التقرير يشير الى استمرار تشكل الحفر قرب السد.
Leave a Reply