خبراء إسرائيليون: سندفع ثمنا باهظا فـي القطاع
تل أبيب – في الوقت الذي اكد فيه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الأسبوع الماضي ان اسرائيل تقترب اكثر فأكثر من شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة لايقاف سقوط الصواريخ على اسرائيل انطلاقا من هذا القطاع الذي تسيطر عليه حركة «حماس». اعتبر مسؤولون اسرائيليون ان الجيش الاسرائيلي سيدفع الثمن باهظا في حال تنفيذ تهديداته حيث سيواجه مقاومة غير مسبوقة من مقاتلي حركة «حماس» المدربين والمجهزين جيدا.
ويجسد حجم الخسائر الاسرائيلية المرتفع نسبيا خلال عمليات التوغل الاخيرة في قطاع غزة حيث قتل ثلاثة جنود واصيب العشرات بجروح، واقعا يعكس وجود تكتيكات واسلحة جديدة لدى المقاتلين الفلسطينيين. ويرى خبراء ان الجيش الاسرائيلي سيواجه قذائف صاروخية مضادة للدبابات والغاما ومقاتلين مستعدين ومنتشرين في خنادق ومواقع محصنة.غير ان العملية العسكرية الواسعة تبدو حتمية بعد ان فشلت العمليات البرية والجوية خلال الاشهر الاخيرة في وضع حد لاطلاق الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه الاراضي الاسرائيلية.وقال باراك للصحفيين في شمال اسرائيل حيث حضر مناورات للجيش «كل يوم يمر يقربنا من عملية واسعة النطاق في غزة». واضاف «هذا الامر لا يسرنا، وسنكون مسرورين اذا لم تجعله الظروف ضروريا، ولكن يوم حصوله يقترب بشكل لا مفر منه».ويعتبر مسؤولون امنيون اسرائيليون كبار ان حماس التي سيطرت على قطاع غزة في حزيران (يونيو)، باتت تملك قوة عسكرية تقوم على الخبرة الايرانية واطنان من الاسلحة تم تهريبها عبر انفاق من مصر.وقال قائد منطقة غزة في الجيش الاسرائيلي الجنرال موشيه تامير ان «حماس تتسلح. نعرف ذلك ونشعر به على الارض».ويمكن ان ينال حوالى ثمانية الاف ناشط في «حماس» مدربين على حرب الميليشيات على مثال «حزب الله»، من التفوق العسكري الاسرائيلي في التجهيز والرجال والخبرة.وعززت «حماس» دفاعاتها استعدادا لعملية اسرائيلية محتملة قد تتمثل في هجوم بالدبابات وغارات جوية.وقال قائد جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) يوفال ديسكين ان «حماس تحفر خنادق وتبني تحصينات. وزرعوا الغاما في كل مكان».كما انشأت «حماس» مراكز لتصنيع الاسلحة مستخدمة سبعين طنا من المتفجرات تم تهريبها عبر مصر، كما يقول ديسكين. واضاف ان «حماس» تملك هرمية قيادية وفرقا مدربة بشكل جيد جدا. وهي تضع برامج تدريب ولديها مقاتلون عائدون من فترات تدريب طويلة في ايران وفي دول اخرى».ونفذت اسرائيل آخر هجوم على قطاع غزة في حزيرن (يونيو) 2006 اثر خطف مجموعات فلسطينية مسلحة جنديا اسرائيليا عند حاجز على حدود القطاع. وقتل في العملية اكثر من 400 فلسطيني وثلاثة جنود فلسطينيين. الا ان جاكوب اميدرور يرى ان العملية المقبلة قد تكون اكثر دموية بكثير بالنسبة الى الجانبين.ويقول الجنرال الاحتياطي «على الجيش ان يستخدم قوة اكبر وسيدفع سكان غزة الثمن، لان اسرائيل تستعد لحرب ضد قوة تتمتع باسلحة متطورة وتنتشر في مواقع محصنة».اقتصادياً، أضافت إسرائيل معاناة جديدة الى أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة، بعدما قلّصت بحوالى الثلث كميات الوقود التي تزود بها القطاع، اثر اعلانه «كيانا معاديا»، لكنها حرصت على تبرير الامر بأنه استكمال لعملية فك الارتباط مع غزة وليس ردا على الصواريخ التي يطلقها الفلسطينيون، وذلك لقطع الطريق على طعون قضائية تعتبر الاجراء «عقوبات جماعية» واستباقا لاي انتقادات دولية.واعتبر المتحدث باسم حركة «حماس» فوزي برهوم الامر «ابتزازا». وقال ان «السعي لخنق الشعب الفلسطيني سيثير انفجارا سيشتعل ليس في وجه حماس فقط ولكنه سيؤثر على المنطقة بأسرها».
Leave a Reply