المقاومة تستعد لها وسوريا تحضرت لمواجهتها
بعد الغارة العدوانية الاسرائيلية على شمال سوريا في منطقة دير الزور، والتي تضاربت المعلومات حولها، حيث ذكر انها استهدفت منشأة نووية قيد الانشاء، تقف وراءها كوريا الشمالية، وفق ما ذكرت التقارير الصحافية الاميركية، التي اشارت الى ان طائرات اميركية شاركت في الغارة، بعد اختراق الاجواء التركية للوصول الى الاراضي السورية وفي الوقت الذي سربت الادارة الاميركية معلومات تفيد بأن سوريا تبني مفاعلا نوويا، وانها بدأت تمتلك اسلحة دمار شامل، على غرار المزاعم التي كانت تطلقها ضد العراق فان القيادة السورية اكدت ان الموقع الذي قصفته الطائرات هو مركز عسكري خالٍ من العناصر، لكن هذه القيادة توقفت امام هذه الغارة والرسالة من ورائها، والتي تبين انها ممهورة بتوقيع اميركي للضغط على سوريا في ظل المواجهة القائمة بينها وبين الادارة الاميركية ومشروع رئيسها للهيمنة على المنطقة عبر ما يسمى «الشرق الاوسط الكبير» وفرض الاستسلام على الدول العربية، ومحاصرة دول الممانعة، والغاء كل دور مقاوم للاحتلال الاسرائيلي والعمل على تصفيته والقضاء عليه سواء بحرب كما حصل في صيف العام 2006 في العدوان الاسرائيلي على لبنان، او بقيام انظمة حليفة لها، بضرب المقاومة، كما يحصل في فلسطين، وكما يجري في لبنان.هذه الغارة التي اعلنت سوريا حصولها، وعملت اسرائيل على التكتم عنها، اثارت تساؤلات داخل الكيان الصهيوني حول توقيتها، بعد خروج الدولة العبرية مهزومة من حربها على المقاومة في لبنان، وما اصاب المجتمع الاسرائيلي من تخبط، وارباك في القيادتين السياسية والعسكرية، اطاحت بروؤس وأركان منهما، فان القلق استبد داخل اسرائيل من ان تتورط الحكومة بحرب جديدة ضد سوريا، تزجها بها اميركا، مما دفع بقادة العدو الى التخفيف من حجم الغارة، وعدم اعطائها اهمية، في حين كان قادة آخرون ينظرون اليها على انها اعادت للجيش هيبته وقدرته.في هذا الوقت كانت القيادة السورية برئاسة بشار الاسد تتدارس الغارة واهدافها وتداعياتها، وخلصت الى استنتاج يؤكد انها عملية جس نبض لمعرفة رد الفعل السوري، واكتشاف ما تملكه سوريا من اسلحة، وكيف ستتعامل مع هذه الغارة.في حصيلة النقاش، قررت القيادة السورية، ان تترك الرد وفق التوقيت الذي تراه مناسباً، وهي حضرت نفسها بأن اسرائيل تتحضر لحرب مقبلة، وان المناورات العسكرية والتدريبات في الجولان والجليل وعلى طول الجبهة الشمالية واعادة تأهيل الجيش الاسرائيلي، كلها اشارات تؤكد ان القيادة الاسرائيلية تستعد لشن حرب قد تكون ساحتها لبنان، او لبنان وسوريا معاً، حيث ذكرت معلومات عن ان قوات الاحتلال الاسرائيلي تتدرب على شن حرب برية واسعة ضد لبنان، لاجتثاث المقاومة فيه، وان الربيع القادم هو الموعد الذي قد يكون مناسباً لهذه الحرب التي سيحشد لها حوالي نصف مليون جندي، لان المناطق التي سيجتازها ستصل الى عمق البقاع الشمالي وصولا الى الهرمل، مروراً ببعلبك والسلسلة الشرقية المحاذية للحدود السورية.وتكشف المعلومات ان المقاومة تستعد هي ايضاً لمثل هذه الحرب الشاملة وهي تقوم بتدريب الشباب من عمر 12 سنة وما فوق على كل انواع السلاح، حيث يتوقع ان يصل عدد العناصر المدربة الى اكثر من 100 الف من «حزب الله» اضافة الى عناصر اخرى من احزاب وتيارات حليفة في اطار سرايا الدفاع عن لبنان والمقاومة، وان كل ما يقال من قبل قوى 14 شباط عن تدريب وتسليح احزاب المعارضة تحضيراً لحرب داخلية، غير صحيح، لان «حزب الله» وحلفاءه اكدوا ان السلاح لن يستخدم في الداخل بل لمواجهة اي عدوان اسرائيلي وان قادة العدو لن يمرروا هزيمتهم في لبنان دون رد قاس..ومثل هذا السيناريو للحرب التي تناقلت تقارير دبلوماسية امكانية حصولها تكشف عن انها ستكون مكلفة لإسرائيل، وستدفع الثمن غالياً ولن تكون نزهة بالنسبة لها، وقد تدخل سوريا فيها، اذا ما اقتربت من حدودها، وباتت تهددها لانها لن تكون بعيدة عن دمشق، وان سوريا ستدافع عن خاصرتها من داخل لبنان وستدخل بقواتها، وهي ستصد اي عدوان على المقاومة كما فعلت في الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 عندما خاضت القوات السورية معارك ضارية في السلطان يعقوب والمديرج وعين داره وكبدت قوات الاحتلال خسائر فادحة.وتضع القيادة السورية احتمالات ان تتوسع الحرب، وان تقصف اسرائيل العمق السوري، وهي استعدت لها، وستواجه اي عدوان في حرب غير كلاسيكية، حيث ذكرت التقارير العسكرية ان سوريا استفادت من حرب اسرائيل على لبنان، وصمود المقاومة في القرى الجنوبية وقصف المستوطنات بالصواريخ، وان الاسلوب نفسه ستستخدمه، وقررت ان ترد بقصف مطارات الكيان الصهيوني العسكرية ومنع الطائرات من استخدامها وتعطيل دورها في الحرب.ويمتلك الجيش السوري الف صاروخ بالستي يراوح مداه بين 300 و700 كلم وهي من نوع «سكود-سي» (يصل الى 700 كلم) و«سكود-بي» و«سكود-دي»، كما ان لديها كمية من صواريخ «اس-اس 21» يصل مداها الى حوالي 80 كلم وهي تطال مطار رمات دافيد الذي يقع تحت مرماها.واكثر ما يثير القلق لدى اسرائيل هو امتلاك سوريا لصواريخ مزودة برؤوس كيميائية وبيولوجية، كما ان صواريخها تصل الى تل ابيب من جنوب هضبة الجولان على مسافة 150 كلم، كما ان حيفا والخضيرة تقع تحت مرمى الصواريخ القصيرة المدى.وتحول الجيش السوري تدريجياً في العقد الاخير الى جيش اقل تدريعاً وتأليلاً، وهو يرتكز على سلاح المشاة والقوات الخاصة والاسلحة المضادة للدبابات، ويعد نفسه لحرب عصابات مستندا الى ما حصل في لبنان، حيث يتم بناء قرى مأهولة في هضبة الجولان وفيها قوات خاصة ومن النخبة مدربة على حرب العصابات لتكرار تجربة مارون الرأس وعيتا الشعب وغيرها من القرى اذا ما تقدم الجيش الاسرائيلي وان الجيش السوري خاض حربا مماثلة في حرب تشرين ولديه الخبرة والاهلية التي تمكنه من تحقيق الانتصار.
Leave a Reply