حلقة جديدة من مسلسل القتل فـي ديترويتهزت الجالية العربية في ديربورن
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
لم يدرِ السيد خالد عبدالله صالح أن رصاصاتٍ غادرة من أحد القتلة الذين تعج بهم مدينة ديترويت كانت بانتظاره عندما غادر منزله مساء يوم الإثنين الماضي بصحبة صديقه حسن شعبان قاصدين محل غسل الثياب الذي يملكه شعبان عند تقاطع شارعي وورن وساوثفيلد في مدينة ديترويت.كان الضحية، السيد خالد (43 سنة)، وهو زوج وأب لخمسة أصغرهم في الخامسة من عمره قد عاد لتوه من رحلة صيدٍ مع صديقه وانتهى من تناول العشاء مع أفراد عائلته وأدى صلاته عندما تلقى إتصالاً من صديقه إياه حسن شعبان طلب خلاله أن يصطحبه إلى محل غسيل الثياب الذي يملكه في منطقة وورندايل القريبة من مدينة ديربورن. وفي بعض تفاصيل الجريمة التي لا تزال دوافعها غامضة، دخل أحد القتلة إلى المحل حوالي السابعة والنصف مساءً وبعد وقت قليل من دخول شعبان والسيد خالد، اتجه القاتل كما تظهر الصور الملتقطة من كاميرات داخلية، مباشرة إلى المكتب الذي جلس فيه شعبان وعاجله برصاصات أصابته بجروح خطيرة في الرأس. إستدار بعدها القاتل إلى خارج المكتب موجهاً رصاصه الغادر إلى الحاج خالد الذي اندفع لمحاولة إنقاذ صديقه فأصابه بعدة رصاصات اخترقت إحداها قلبه وأردته على الفور.
وتفيد بعض التفاصيل الأولية عن التحقيق أن القاتل لم ينفذ أي عملية سلب رغم أن مبلغاً من المال كان على مكتب شعبان لحظة إقتحام القاتل له وغادر بعد إرتكاب جريمته بهدوء في سيارة كانت تنتظره في الخارج وفيها إمرأة.وقد هزت هذه الجريمة الجديدة عائلة السيد صالح اللبنانية الجنوبية المهاجرة إلى هذه المنطقة في منتصف سبعينات القرن الماضي مثلما هزت الجالية اللبنانية والعربية في مدينة ديربورن والتي فقدت عدداً من خيرة أبنائها المهاجرين في جرائم مشابهة خلال السنوات الماضية.وتتحدث عائلة الضحية السيد خالد عنه كواحد من أبنائها الشجعان والمكافحين الذي يتميز بالإستقامة والإلتزام الديني منذ هجرته وهو فتى يافع في الخامسة عشرة من عمره مع عائلته إلى مدينة ديربورن التي تقيم فيها جالية كبيرة من أبناء بلدته تبنين وجالية لبنانية وعربية كبيرة. وينتمي الشاب المغدور إلى عائلة لبنانية يعود نسبُها إلى الرسول العربي الكريم (ص) وأحد أشقائه هو العلامة السيد إبراهيم السيد صالح ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان في الولايات المتحدة الأميركية. وقد عبّر السيد إبراهيم صالح لـ«صدى الوطن» عن تسليمه والعائلة بمشيئة الله معتبراً أن شقيقه قضى شهيداً إذ سقط مدفوعاً بشهامته وشجاعته عندما اندفع لإنقاذ صديقه مواجهاً الموت على يد قاتل لا يعرف قيمة لحياة البشر. غير أنه عبر عن سخطه وعائلته وعموم أبناء الجالية اللبنانية والعربية من الواقع المرير والمهترئ الذي تعيشه المؤسسات العربية والإسلامية الأميركية وهي تحصي أبناءها الضحايا وهم يسقطون واحدا تلو الآخر، دون أن تبدي حراكاً ولو ببيان سخط وإستنكار يطالب الجهات الأمنية المؤتمنة على حياة المواطنين بإجراءات تحدّ من هذا القتل العبثي الذي يمارسه القتلة مراراً وتكراراً مستفيدين من أحكام مخففة لجرائم سابقة إرتكبوها وخروجهم من السجون لإرتكاب جرائم جديدة. وقال السيد صالح واصفاً بمرارة واقع العرب والمسلمين الأميركيين: «إن الأفارقة الأميركيين الذين ينتمي إليهم قاتل شقيقه جُلبوا إلى هذه البلاد عبيداً للإستغلال لدى أسيادهم البيض غير أنهم حطموا أغلالهم وانتزعوا حريتهم وحقوقهم، فيما نتجه نحن العرب والمسلمين الذي قصدنا هذه الأرض ونحن أحرار لأن نصبح «عبيد هذه البلاد» بسبب تضييع المتصدين لشؤون القيادة والتوجيه للبوصلة وإنكبابهم على تحصيل المناصب والجاه والمال فيما الناس الذين اقتطعوا من قوت عيالهم لبناء المؤسسات العربية والإسلامية لأجل خدمتهم والدفاع عن حقوقهم يجدون أنفسهم أمام صروح خاوية من أي جهدٍ أو عمل، اللهم إلا تعزيز النفوذ الشخصي وجمع المال والتحدث إلى الناس من البروج العاجية ومن وراء حواجز «البروتوكول»…».وقد تقبلت عائلة الضحية التعازي طيلة أيام الأسبوع، وسوف يقام إحتفال تأبيني للضحية الراحل الشاب السيد خالد عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم السبت في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي في المركز الإسلامي في مدينة ديربورن.وعلم أن الوضع الصحي للجريح حسن شعبان بات مستقراً فيما أفيد أن الشرطة عثرت على السيارة التي استخدمها الجاني في إرتكاب جريمته وأفادت أنباء أخرى غير مؤكدة عن كشف هوية الجاني مما قد يسهل ملاحقته وإعتقاله.
Leave a Reply