قالت ان حكومة فياض هي حكومة دفع رواتب وفتح ضعيفة جدا فـي الضفة
تل أبيب – كشفت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية في عددها الصادر الاربعاء الماضي ان تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي (امان) تؤكد ان فشل مؤتمر لقاء الخريف في انابوليس قد يؤدي الى استقالة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) من منصبه.وقال المراسل العسكري للصحيفة، استنادا الى مصادر امنية مطلعة وصفها بانها رفيعة المستوى، بان تقديرات «امان» تؤكد ان اللقاء الدولي سيكون مصيره الفشل.وقال التقرير الصحفي ان «امان» لا ترى ان سبب الفشل ينبع من المواقف والتعنت الإسرائيلي في قضايا الحل الدائم بل تراها في الجانب الآخر، لدى الفلسطينيين. واضاف ان هذه التقديرات المتشائمة تنامت كثيرا بعد الزيارة الاخيرة التي قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، الى المنطقة واجتمعت خلالها الى اقطاب الدولة العبرية، والى الرئيس الفلسطيني في رام الله المحتلة.ومضت الصحيفة قائلة ان الاستخبارات العسكرية ترى ان العائق الاساسي هو قدرة الفلسطينيين على تطبيق ما يتطلب منهم في اطار المرحلة الاولى من خارطة الطريق التي اطلقتها ادارة بوش عام 2002 الالتزام بمكافحة الارهاب. اذ تقول السلطة انها طبقت التزاماتها في هذا الشأن وانها غير مسؤولة عن اطلاق الصواريخ من قطاع غزة لان الهجمات تنطلق من منطقة غير تابعة لنفوذها منذ ان سيطرت «حماس» عليها. في حين ينظر عباس الى مؤتمر انابوليس على انه الفرصة الاخيرة لإحياء العملية السياسية، وبالتالي اذا فشل المؤتمر قد يستقيل، وستؤدي استقالته الى فراغ في القيادة الفلسطينية وتزيد من تأثير «حماس»، في غياب شخصية مقبولة على حركة «فتح» ترثه، على حد تعبير المصادر الامنية الاسرائيلية.وحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية، فان القيادات المحيطة بعباس منقطعة عن القيادات الميدانية لحركة فتح ولا تتمكن من فرض سيطرتها على الاجهزة الامنية، وعلى الاجنحة العسكرية التابعة للحركة وعلى النشطاء السياسيين. وستكون نتيجة ذلك صعوبة تطبيق التزامات السلطة المترتبة علي العملية السياسية اذا تقدمت.ووصف ضباط الاستخبارات حكومة السلطة الفلسطينية بأنها حكومة دفع مرتبات ومهمتها الاساسية تقسيم الاموال لموظفي السلطة ولافراد الاجهزة الامنية. بالاضافة الى ذلك، رأت شعبة الاستخبارات العسكرية ان الحكومة الفلسطينية لم تقم بتحضير الرأي العام الفلسطيني لتقبل قيامها بتنازلات صعبة للجانب الاسرائيلي.الا ان استخبارات الجيش تري شيئا ايجابيا وهو التنسيق الامني الذي تجدد وتوثق في الفترة الاخيرة، بين جهاز الامن العام (الشاباك الاسرائيلي) وجهاز الامن الوقائي والاستخبارات العامة الفلسطينية. ومن هذا التنسيق نقل الاجهزة الامنية الفلسطينية معلومات هامة لإسرائيل واحيانا يحبطون عمليات تفجيرية تخطط لها المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. وقالت الصحيفة ايضا ان التدخل الاميركي لجسر الهوة بين طاقمي المفاوضات من الجانبين احرز تقدما قليلا، ولكن بما ان الوقت قصير حتى انعقاد المؤتمر، فان الخلافات ستبقي، ولن يتمكن الاميركيون من تقريب وجهات النظر العميقة بين الطرفين.وكانت صحيفة «هآرتس» قد اشارت قبل اسبوعين الى ان تقديرات «امان» حول نجاح مؤتمر انابوليس متشائمة جدا، بل ونقلت عن ضباط استخبارات تقديراتهم بأن نسبة نجاحها تقترب من الصفر. على صلة بما سلف، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، الأسبوع الماضي، ان مؤتمر انابوليس سيعقد في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري، ولفت الى ان الدعوات لم ترسل حتى الان للمشاركين.ونقلت «هارتس» الاسرائيلية عن رئيس الدولة العبرية شمعون بيريس، قوله قبل عدة ايام، ان فشل اللقاء الدولي في انابوليس سيكون كارثة.
Leave a Reply