دمشق – حذرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين الماضي من تقديم تنازلات لاسرائيل خلال مؤتمر سلام مقترح ترعاه الولايات المتحدة.وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» مخاطبا مثقفين عربا في العاصمة السورية دمشق ان خصوم الحركة يخاطرون بمستقبلهم السياسي باعدادهم لمحادثات بشأن اقامة دولة فلسطينية.وقال «لا أحد مفوض بتقديم أي تنازلات أو النزول تحت الموقف الوطني الفلسطيني المتفق عليه.. لا أحد في الساحة الفلسطينية. في ظل الانقسام الفلسطيني وغياب الوفاق الوطني وغياب دور المؤسسات الشرعية الفلسطينية.. لا أحد مفوض بادارة مفاوضات من هذا النوع».وتابع «لا أحد مفوض بأن يمضي بمفاوضات كما يشاء. الشعب الفلسطيني لا يقبل بمفاوضات على جوهر القضية الفلسطينية في ظل لعبة سمجة منتهاها الفشل… أخاطب الاخوة في رام الله.. لعبتهم خطرة.. لا تقامروا بمستقبلكم السياسي».وكان مشعل يشير الى مؤتمر سلام برعاية الولايات المتحدة يتوقع انعقاده قبل نهاية العام الحالي. وقالت اسرائيل وعباس ان المؤتمر سيشكل أساسا لمحادثات بشأن اقامة دولة فلسطينية على أراض احتلتها اسرائيل في عام 1967.وأعربت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال زيارة لرام الله بالضفة الغربية الاثنين الماضي عن أملها في التوصل الى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش في كانون الثاني (يناير) 2009.غير أنها لم تعط تفاصيل عن كيفية امكان حسم قضايا أساسية مثل الحدود والقدس ومصير ملايين اللاجئين الفلسطينيين.كما تخيم الشكوك أيضا على فرص أي اتفاق نظرا لسيطرة حماس على قطاع غزة منذ تغلبت على قوات عباس في حزيران (يونيو).وقال مشعل ان «حماس» ليست ضد مساعي الحصول على الحقوق الفلسطينية لكنه اعتبر ان المؤتمر يهدف للضغط على الفلسطينيين من أجل التفريط في حقوقهم ولتطبيع العلاقات مع الدول العربية.واضاف أن المؤتمر الذي قال انه لعبة تعيدها الولايات المتحدة قرب نهاية فترة أي رئيس «هدفه تكريس الانقسام الجغرافي والسياسي الفلسطيني واستهداف المقاومة وضم الاراضي وتهويد القدس وتعزيز الانقسام العربي».وكانت «حماس» اتفقت مع عباس قبل سيطرتها على غزة على أنها لن تعارض ادارته للمحادثات مع اسرائيل اذا كان الهدف منها هو اعادة جميع الاراضي التي احتلت في عام 1967وضمان «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين الى ما بات اسرائيل حاليا.والتقى عباس الاسبوع الماضي مع مسؤولين من حماس في رام الله وذلك للمرة الاولى منذ سيطرة الحركة على قطاع غزة لكنه استبعد اجراء محادثات رسمية الى أن تتخلى الحركة عن سيطرتها على القطاع.ويعيش مشعل وأعضاء آخرون من المكتب السياسي لـ«حماس» في المنفى في سوريا التي لم تقرر بعد ما اذا كانت ستشارك في مؤتمر انابوليس بولاية ماريلاند.
Leave a Reply