الحجامة والأبر الصينية والأعشاب الطبية
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
عرف العرب الطب وبرعوا فيه في أزمنة جميلة غابرة، أيام كان لهم أمجاد وكان لهم أمبراطوريات يحكمونها، وكان إبن سينا أول طبيب عربي ذاعت شهرته في أرجاء الدنيا، ترجمت كتبه إلى عدة لغات عالمية، سبقه إلى ذلك النبي الأمي محمد (ص) الذي جمع عنه أحاديث شريفة وضعت في كتب اصطلح على تسميتها «الطب النبوي» جزء كبير منها إستند إلى آيات من الذكر الحكيم، تم التطرق فيها الى علاجات لأمراض بدنية ونفسية كانت معروفة ومنتشرة في تلك الأثناء.من هذه الأساليب العلاجية ما يعرف بـ «الحجامة» أو كاسات الهواء، والتي استخدمها إضافة إلى العرب، الصينيون والفراعنة وأوصى بها الرسول الكريم في أكثر من حديث ووصفها بأنها «أمثل ما قد تداويتم به» وهذا الأسلوب العلاجي لا زال منتشرا ومعمولاً به في كثير من البلدان العربية.والحجامة وفقا للطب العربي الهدف منها تخليص الجسم وما تحت الجلد من رواسب الدم وتنشيط الدورة الدموية وإزالة الفضلات من غاز الفحم وغيرها من الشوائب.و«الحجامة» عبارة عن سحب الدم الفاسد من الجسم بعد أن تكون الكريات الفتية في الدم قد طردت الكريات الهرمة، وهذا ما يؤدي إلى الترهل، بالإضافة إلى العديد من الأمراض إذا ما تراكمت وامتزجت مع الأخلاط الضارة.وللحجامة ثواباً وأجراً، لأن الرسول (ص) أوصى بها بقوله: «أمثل ما تداويتم به آيات من القرآن الكريم، أو لعقة عسل أو شرطة محجم».وتتم بوضع كاسات الهواء الفارغة على الموضع المحدد، ويجري المصّ بشكل معتدل بقصد إزالة الأملاح عن الجلد والتخلص من الأخلاط الضارة، وكشف مكان الدم الفاسد، والموضع الذي يظهر فيه انتفاخ واحمرار زائد هو الموضع المطلوب للحجامة». «وترفق بقراءة آية الكرسي وبالصلاة على النبي (ص)، ومن ثم شرط الموضع بمشرطٍ معقمٍ واستعمال كأساً على شكل بلّورة، وفيه بقايا من مادة «السبيرتو» يتم اشعالها كي تفرغ الهواء وتوضع على الموضع، فيستقصي الدم الخليط الفاسد إلى «الكاسات» ولمدة تتراوح بين 30 و 45 دقيقة. ومن ثم تليها عملية التطهير «باليود، والسبيرتو»! وعلى المحتجم لأول مرة أن يتقيد بالوقاية والامتناع عن بعض المأكولات كالألبان والأجبان، وكذلك الاستحمام ولفترات متفاوتة ومحدودة».والحجامة نوعان: الجافة بكاسات الهواء الفارغة، والرطبة، وهي الأكثر شيوعاً. وتبدأ الحجامة عند الذكور من سن 22، أما عند النساء فتبدأ مع بداية «سن اليأس». ويشار أن جسم الإنسان فيه أكثر من 100 موضع للحجامة أشهرها بين عظمتي الكتف، أي بين «الرفشين»، وهناك أيضاً «الأخدعان» وهما فوق العنق من الجانبين، و«الزمن»، وهي المنطقة تحت الفك الأسفل، و«العصعص» أسفل الظهر، و«الزندان» وسط الذراعين. وأكد أن كل مرض له موضع محدد.إل ان الحجامة، وإن كانت علاجاً، فإن العديد من الأشخاص الذين يحتجمون، إنما يحتجمون لسببين لا ثالث لهما: الأول كسب الثواب والأجر بإطاعة أمر الرسول، والثاني نتيجة اليأس الذي أصابهم من الطب العلمي الذي يقف عاجزاً أمام بعض الأمراض.
د. مصطفى بلخلفية |
الحجامة فـي ديربورنأما في ميشيغن والتي لم تعترف بالطب البديل سوى قبل عام، وسبقها إلى ذلك 40 ولاية في عموم أميركا، فقد جاء إليها حديثا من كاليفورنيا د. مصطفى بلخلفية من أصل مغربي ليقدم خدماته الطبية البديلة لأبناء الجالية ممن يؤمنون بهذا النوع من الطب، وهو مقيم في ديربورن، قامت «صدى الوطن» بإجراء مقابلة معه وأفاد «الناس هنا غير معتادين على الطب البديل، والسبب في ذلك تأخر ميشيغن في الإعتراف بهذا النوع من العلاج، على عكس كاليفورنيا حيث الناس هناك يعتقدون بالطب البديل».وكان بلخلفية قدم إلى الولايات المتحدة عام 1984 ودرس التكنولوجيا الحيوية ليعمل بعد تخرجه عشر سنوات في إحدى الشركات المنتجة للأدوية في كاليفورنيا، قبل أن يصيبه السأم من وسائل الطب الحديث، يقول «الباحثون زملاؤه لم يكونوا يتناولوا الأدوية الموصوفة لهم، ومن ضمنها تلك التي ساهموا بدراستها وإنتاجها». ويضيف «لم يكونوا مقتنعين بالطب الغربي، فأنا نفسي صنعت لهم العقاقير مدة عشر سنوات وأعرف آثارها الجانبية، أما العقاقير الموصوفة في الطب البديل فليس لها آثار جانبية إطلاقا، إني أعشق الطب البديل».وقد سخر بلخلفية من الدعاية التي تروّج للأدوية الغربية، فهذه العقاقير تسبب الدوخة وغازات البطن والأوجاع. كان بلخلفية درس الطب الصيني لمدة عام وقال «الجسم نفسه يشفي نفسه».
الأبر الصينيةومن ضمن الأساليب المتبعة للعلاج في الطب البديل (أضاف بلخلفية) غرس أبر دقيقة في مواقع محددة في الجسم بحسب العضو المراد شفاؤه، «دائما الألم يطرد الألم، فعند غرس الأبرة في موضع الألم ينشأ عن ذلك إستنفار للطاقة وتتدفق في دم المريض ضمن مواطن الألم المرتبطة بالأعضاء المريضة».فمثلا عند معالجة إرتجاع الأكاسيد في المعدة يتم غرس أبرة بحجم محدد في منطقة عند أسفل الساق. أضاف «الدم هو العامل المساعد في إنتاج الطاقة في الجسم، فعندما تكون الدورة الدموية بحالة جيدة، يكون مستوى الطاقة في الجسد جيدا». فالطاقة المتوازنة هي مفتاح الصحة، «هذا ما يفسر لنا كيف أن أباطرة الصين قديما كانوا يموتون صغارا في العمر نظرا لإستنزاف طاقتهم في ممارسة الجنس مع عديد الزوجات».بلخلفية يستخدم إضافة إلى الطب البديل والأعشاب الطبيعية، أسلوب الحجامة سابقة الذكر، وهذا الأسلوب من شأنه تنشيط الدورة الدموية عبر سحب خلايا الدم الميتة من تحت الجلد، وهو كذلك يؤدي إلى تخليص الجسم من البرد والتقلصات العضلية، وقال بلخلفية «الصينيون استخدموا الحجامة لآلاف السنين، والوقت المفضل لها بحسب مراجع إسلامية عديدة عندما يكون البدر مكتملا في كبد السماء والطقس دافئا، وذلك لأن للكثافة دور في الحجامة. بلخلفية موقع عيادته على ويست وورن في مدينة ديربورن مستعد لمعالجة الإنهاك والإقلاع عن التدخين والسمنة والضغوط النفسية والسكري ووجع الظهر وحب الشباب والتهاب المفاصل ووجع الرأس، إضافة إلى قواعد وأحكام لطريقة العيش من شأنها المحافظة على الصحة تعلّمها من الصينيين فهؤلاء في نظره «يعيشون أطول ويعرفون كيف يوازنون بين الجسم والعقل».هاتف: 9922-529-313
Leave a Reply