هل يمكن لمصافحة بسيطة باليد المجردة أن تقول أكثر مما تريد أن يعرفه الآخرون عنك؟ أن تكشف مثلاً خبايا حياتك الجنسية، ومدى نزوعك إلى الاستبداد والتسلط؟ الفرضية خرجت بالفعل عن نطاق النظرية وفقاً لدراسة أميركية حديثة، تؤكد أنه يمكن الربط بين درجة «إحكام» قبضة المصافَح وطبيعة سلوكه الاجتماعي والجنسي. واعتمدت هذه الدراسة على «درجة قوة القبضة» كمعيار في البحث. وهو معيار تصنفه على أنه سمة وراثية بنسبة 65 في المئة منه، فيما ترجع نسبة 35 بالمئة الباقية إلى عوامل التنشئة كالتغذية مثلاً. وقد عمد المشرف على الدراسة، الباحث في علم النفس غوردن غالوب، وفريقه، إلى تجنيد 143 من طلابه في جامعة ألباني في نيويورك، لقياس درجات القوة في قبضاتهم ومقارنتها بقائمة بيانات خاصة تتعلق بحياتهم الجنسية (عدد الشركاء، النشاط، عمر الاتصال الجنسي الاول)، وعدوانيتهم في مراحل الطفولة والمراهقة والرشد. والغريب أن نتائج الاختبار جاءت متباينة بين الإناث والذكور من المتطوعين، حيث لم يتمكن الفريق الباحث من استخلاص ارتباط بين «درجة قوة القبضة» والحياة الجنسية أو السلوك الاجتماعي لدى الإناث، فيما تبين أن الرجال ذوي «القبضات الحديدية» قد بدأوا ممارسة الجنس في تاريخ مبكر، وحظوا بتعدد في الشركاء، وكانوا أكثر عدوانية خلال المراهقة، وهم بشكل ما أكثر استعداداً لإظهار نزعة استبدادية. ووفقاً لغالوب، فإن «قوة القبضة خلال المصافحة هي مؤشر صادق على الصحة البدنية». لكن خبراء آخرين، مثل الباحث في علم النفس جون تي. مانينغ من جامعة سنترال لانكاشير البريطانية، رأوا أن الدراسة أغفلت الجانب الاثني للمتطوعين موضوع الاختبار، وهو ما تحظر جامعة غالوب التطرق إليه. واعتبر الباحث بيل فون هيبل، من جامعة كوينزلاند في أستراليا، أن الاكثر إثارة في الدراسة هو الكشف عن النزعة العدوانية، الناجمة عن «نقص في تقدير الذات، وضعف الثقة بالنفس».
Leave a Reply