الدوحة – اقترح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على قادة دول مجلس التعاون الخليجي، في افتتاح قمتهم في الدوحة مطلع الأسبوع الماضي عقد اتفاق امني مشترك وانشاء مؤسسات امنية للتعاون بين ضفتي الخليج، داعيا إياهم الى اجتماع في طهران، ومشددا على ضرورة التعاون بين الدول الاسلامية خاصة ايران والجامعة العربية لتسوية القضايا الاقليمية وقضايا العالم الاسلامي، بما فيها موضوع فلسطين. وافتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني القمة الخليجية الـ28 بكلمة قال فيها «اننا نجتمع في أجواء مخاطر شديدة تتهدد أوطاننا والمنطقة والعالم». واضاف «نريد ان يتفهم كل الأطراف الازمة المستحكمة في المنطقة وقد تعددت أسبابها.. من البرنامج النووي الإيراني ومن حشد الجيوش والأساطيل في مياه الخليج ومن الأوضاع في العراق.. الى إنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.. وغزة المحاصرة، واحتلال الجولان ومزارع شبعا». من جهته، تحدث نجاد الذي يعد اول رئيس ايراني يشارك في قمة مماثلة، عن سلة من 12 مقترحا، تلاها امام قادة الدول الأعضاء الخليجية الست، بعدما دخل قاعة القمة ممسكا بيد الملك السعودي عبد الله والسلطان قابوس بن سعيد. ومن بين هذه المقترحات، تأسيس منظمة للتعاون الاقتصادي بين الطرفين، وإلغاء تأشيرات الدخول بين ايران ودول المجلس، والاستثمار المشترك في الطاقة والتعاون في المجالات العلمية والاقتصادية و«السياحة النزيهة العائلية». ودعا نجاد الى انشاء اتفاقية للتجارة الحرة بين الطرفين وانشاء مناطق للتجارة الحرة اضافة الى انشاء «ممر شمال جنوب» بين الطرفين تسخر له ايران بناها التحتية وسككها الحديدية ويستخدم ايضا لنقل الطاقة. كذلك اكد نجاد استعداد بلاده لـ«توفير المياه الصالحة للشرب والغاز» لدول المجلس، داعيا قادة الدول الست الى الاجتماع في طهران للبحث في مقترحات التعاون. وكان أهم اقتراح لنجاد تأسيس «المؤسسات الامنية للتعاون»، بعدما حذر من ان «اي انفلات امني في المنطقة يؤثر على سائر الدول.. وان دول المنطقة قادرة على الحفاظ على الامن الاقليمي». ودعا الى «التعاون الامني» على كل المستويات للوصول الى «عقد اتفاق امني وانشاء منظمة التعاون الامني»، مضيفا «نحن نناشد بالسلم والأمن الشامل القائم على العدالة والسلام من دون تدخل العناصر الاجنبية». وفي رده على الرئيس الايراني الذي لم يتطرق في كلمته أبدا الى موضوع الازمة النووية الايرانية، قال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية ان مقترحات نجاد «تشكل مؤشرات ايجابية تصب في مصلحة أمن واستقرار وازدهار المنطقة.. وهو ما تدعو اليه دول المجلس بشأن ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي وتعزيز الاستقرار». واضاف «ما يهمنا هو حل الخلافات حتى تكون هناك أرضية من الثقة المتبادلة». وفي مؤتمر صحافي، قال الرئيس الإيراني إن مشاركته في القمة الخليجية تشكل انطلاقة لمرحلة من العلاقات «المتميزة»، مشيراً إلى أنه لاقى «ترحيباً واستقبالاً حاراً» من قبل قادة مجلس التعاون الخليجي حيث أن «هذا ما كنا نتوقعه قبل حضورنا إلى هنا». ولفت الى «عدم وجود أي عوائق تمنع تعزيز العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون». وفي رده على سؤال بشأن التدخل الإيراني في لبنان، أكد نجاد أن بلاده «تدعم سيادة واستقلال ذلك البلد». وتطرق إلى مؤتمر أنابوليس الأخير فاعتبر أن «المشكلة ستبقى كما هي في حال لم يتطرق المؤتمر إلى القضايا الجوهرية للقضية الفلسطينية». وأشار إلى تسلمه رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد تشمل بعض التوضيحات بشأن هذا المؤتمر الذي شاركت فيه سوريا. كما اعلن الرئيس الايراني ان «الملف النووي الايراني قد انتهى الا اننا جهزنا أنفسنا لكل الاحتمالات والظروف». وعلى هامش اعمال القمة، عقد الرئيسان الاماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والإيراني اجتماعا ثنائيا. وبدأ الاجتماع بلقاء ثلاثي بحضور أمير قطر وتحول الى اجتماع ثنائي مغلق، وذلك بعد ساعات فقط من اجتماع بين وزيري خارجية ايران والامارات. ونقطة الخلاف الرئيسية بين البلدين هي قضية ثلاث جزر في الخليج تسيطر عليها ايران وتطالب الامارات باستعادتها. وفي وقت لاحق، قال وزير الخارجية الاماراتي ان «قدوم نجاد الى قمة الدوحة كان بناء على رغبة من الطرف الايراني»، مشيرا الى ان اللقاء بين الطرفين «غلب عليه طابع المجاملة»، علما ان الرئيس الايراني قال ان مشاركته كانت بدعوة من أمير قطر. وعقد الرئيس الايراني ايضا لقاء ثنائيا مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وقال نجاد خلال لقائه موسى ان «اثارة الاجواء حول الموضوع النووي الايراني تعود لتحقيق أغراض سياسية وإعلامية». واعتبر ان «وحدة الدول الاسلامية هي الخطوة الأولى والمهمة لمقارعة الكيان الغاصب للقدس
(اسرائيل)»، مشيرا الى ان «الاعداء يسعون دوما الى استغلال بعض الاختلافات في وجهات النظر بين بعض الدول الاسلامية». وشدد على «ضرورة التعاون بين الدول الاسلامية خاصة ايران والجامعة العربية لتسوية القضايا الاقليمية وقضايا العالم الاسلامي، بما فيها موضوع فلسطين». وكان موسى اعتبر في وقت سابق ان مشاركة نجاد في قمة مجلس التعاون الخليجي أمرا «ليس مستغربا». وقال ان «ايران دولة مسلمة وجارة لدول مجلس التعاون ولها مكانتها ليس في الخليج فقط وإنما في المنطقة كلها.. ومن هنا فليس بمستغرب ان يشارك رئيسها في القمة الخليجية وان تنصت إليه القمة وتفكر في ما طرحه».
Leave a Reply