بـوش يـزور المنطقـة الشـهر المقبـل للمرة الأولى
تل أبيب – لم تكتف إسرائيل بنسف الجدول الزمني الذي حدده مؤتمر انابوليس لإنهاء المفاوضات مع الفلسطينيين بحلول نهاية العام 2008، بل اتبعته، بطرح مناقصة لبناء 307 وحدات سكنية استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة، في خطوة اعتبرتها السلطة الفلسطينية «انتهاكاً فاضحاً» لكل ما تم في انابوليس ولخطة «خريطة الطريق» التي لا ينفك الإسرائيليون يطالبون بتنفيذها، وذلك لدفع السلطة الى الاصطدام بحركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة. في غضون ذلك أعلنت واشنطن أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيزور المنطقة أوائل الشهر المقبل، بعدما ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن بوش سيزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية منتصف شهر كانون الثاني (يناير) المقبل، مشيرة الى أنه سيركز على تشجيع المفاوضات بين إسرائيل والفلسـطينيين، في إطار مؤتمر أنابوليس، ومناقشة الملف النووي الإيراني. وأشارت وسائل إعلامية إسرائيلية أخرى الى أن الزيارة ستتم في 9 كانون الثاني (يناير). يشار الى أنها ستكون أول زيارة لإسرائيل يقوم بها بوش كرئيس للولايات المتحدة، بعدما زار الدولة العبرية في العام 1998 حين كان حاكماً لولاية
تكسـاس، حين قام مع رئيـس الوزراء الإسرائيلي الســابق أرييل شارون بجولة على متن مروحية فوق أراضي الـ48 والأراضي الفلسطينية المحتلة. بضعة ايام فقط كانت كافية ليغسل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يديه من الجدول الزمني الذي حدده مؤتمر انابوليس لانهاء المفاوضات بحلول نهاية العام 2008، بعدما ارغمت اسرائيل الولايات المتحدة على سحب مشروع قرار كانت قد قدمته الى مجلس الامن الدولي يوم الجمعة قبل الماضي، يستهدف دعم القرارات المتخذة في انابوليس، وذلك خشية ان تصبح مجبرة على تطبيق تعهداتها في المؤتمر. وأبلغ اولمرت حكومته في اجتماعها الاسبوعي «سنبذل جهدا لاجراء مفاوضات سريعة على أمل أنها قد تختتم بنهاية العام 2008 لكن بالتأكيد ليس هناك التزام بجدول زمني صارم لاتمامها»، مضيفا «أهم شيء في البيان المشترك (لانابوليس) هو… أن اي اتفاق نتوصل إليه في المستقبل سيعتمد على الوفاء بكل الالتزامات المنصوص عليها في خريطة الطريق… وبمعنى آخر لن يكون على إسرائيل الوفاء بأي التزام ينبثق عن الاتفاق قبل تنفيذ كل بنود خريطة الطريق». ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أولمرت إنه «اتضحت في أنابوليس حاجة الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل ويتوجب أن يتحقق هذا الأمر قريباً». وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، من جهتها، ان «ما لم يبحث في انابوليس اهم مما تم بحثه»، مشيرة الى ان المؤتمر «لا يقيد يد اسرائيل في ما يتعلق بالمسائل الاساسية المطروحة… لا يتوجب تقييد يد إسرائيل في ما يتعلق بالجدول الزمني ويحظر التوصل لاتفاق حول قضايا الحل الدائم في هذه المرحلة المبكرة». واعتبرت «ان الالتزام بجدول زمني يجلب علينا ضغوطا دولية مباشرة». وذكرت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان ليفني مارست ضغوطا على الادارة الاميركية كي لا يصوت مجلس الامن على مشروع القرار الذي تقدمت به، وذلك خشية ان تصبح اسرائيل مرغمة على تطبيق تعهداتها في انابوليس. وبرر دبلوماسيون اسرائيليون رفض تل ابيب اي مشاركة للامم المتحدة في مفاوضات السلام، بأن ليبيا ستتولى مطلع العام المقبل الرئاسة الدورية لمجلس الامن. وشدد وزير الشؤون الاستراتيجية أفيغدور ليبرمان، من جهته، على انه لا يمكن اعتبار الرئيس الفلسطيني محمود عباس شريكا في عملية السلام. وقال «ابو مازن يمثل الفلسطينيين بقدر ما امثل انا النروج». اما وزير الدفاع ايهود باراك، فأوضح إن حزب العمل الذي يترأسه سيبادر لسن قانون «إخلاء وتعويض» المستوطنين الذي يغادرون طوعا منازلهم في المستعمرات الواقعة شرقي «جدار الفصل» في الضفة الغربية، ويقدر عددهم بحوالى 80 الفا. وأعلنت إدارة السجون الإسرائيلية أن الاحتلال سيفرج عن 429 أسيراً فلسطينياً معظمهم من حركة فتح، 21 منهم سينقلون إلى غزة.
عباس وكان عباس قد بحث مع الملك السعودي عبد الله، خلال لقائهما في الرياض، نتائج مؤتمر انابوليس. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة في الرياض ان «المنطقة بأسرها ستكون على فوهة بركان اذا لم تنجح المفاوضات النهائية الفلسطينية الاسرائيلية الشهر المقبل، وإذا لم تمارس الادارة الاميركية والمجتمع الدولي ضغوطا جدية وحقيقية على حكومة اسرائيل». وكان عباس قد قال، بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة الأسبوع الماضي، ردا على سؤال حول جدية اسرائيل والولايات المتحدة في مرحلة ما بعد انابوليس، «ما لمسناه جدية اميركية. اما اولمرت فقد لمسنا منه انه يريد الذهاب الى مفاوضات نهائية ولا نستطيع الحكم على النوايا قبل ان نرى على ارض الواقع». وبشأن تعهد الرئيس الاميركي جورج بوش بالتوصل الى حل للنزاع قبل نهاية ولايته آخر العام 2008، قال عباس «هذا ما وعدني به الرئيس بوش ووزيرة الخارجية رايس… هذا قاله لي بالسر والعلن»، مكررا ان «لا ضمانات» لاستكمال عملية التفاوض. أضاف «هناك محطتان بعد مؤتمر انابوليس، الاولى في باريس والثانية في موسكو حيث سيكون هناك مؤتمر آخر للمراجعة لمعرفة ما تم بالمفاوضات التي ستبدأ خلال الشهر الحالي». وعما تردد عن موافقته على يهودية الدولة الاسرائيلية، قال عباس «نرفض هذه التسمية ونقول ان هناك اسرائيل وهناك فلسطين»، مشيرا الى ان ثمة في إسرائيل «يهودا وغير يهود». وتلقى كل من مبارك والملك الاردني عبد الله الثاني اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، للبحث في نتائج مؤتمر أنابوليس. الى ذلك، قال وزير التخطيط في حكومة سلام فياض، سمير عبد الله، إن السلطة تعتزم ان تطلب 5,5 مليارات دولار من الدول المانحة في اجتماعها المقرر في باريس في 17 كانون الاول الحالي «لاستثمارها على مدى ثلاث سنوات بهدف تقليص العجز في ميزانية السلطة وإصلاح أجهزة الأمن الفلسطينية وتنفيذ مشاريع اقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة».
Leave a Reply