جاء يبحث عن استشارةِ او ربما نصيحةِ عن كيفية التعامل مع هذا المجتمع الجديد الذي يراه اكثرَ تعقيداً مما توقـــع..!أقســـم هذا المغترب العربي الأميركي القادم حديثاً من احدى الدول العربية انه لم يرتكب جريمة او اثماً او ذنباً ولا يذكر طيلة سنوات عمره الخامسة والعشرين انه انتسب الى حزب معارض او مؤيد… او خالف قانوناً عسكرياً او مدنياً او شرعياً من قوانين وطنه الأم.
أقسم انه لم يشارك في مظاهرة مناهضة… او مؤيدة للحكم في بلاده… لم يحضر ندوة سياسية او اقتصادية او تنموية ولم يكن في يوم من الأيام عضواً في اتحاد او نقابة او اي تجمع يؤيد او يعارض جهة عربية او دولية.أقسـم المغترب العربي الأميركي القادم حديثاً الى ديترويت انه وبالرغم من حصوله على اجازة الليسانس في مادة الصحافة… انه لم يكتبَ بحثاً او دراسة.. ولم يقرأ سطراً في صحيفة عربية من صحف بلده الأصلي… او يكتب موضوعاً سياسيا… إلا ما كان مقرراً له من مواد دراسية.أقســـم المغترب الذي حصل على الأقامة الدائمة في اميركا.. ان علاقته بوزارات ودوائر ومؤسسات حكومة وطنه الأم… لم تتعدَ تدوين اسمه وعنوانه في سجل المواليد وسجلات المدرسة والجامعة التي التحق بها.لم يدخل مستشفى ولم يراجع طبيباً.. ولم يزرعيادة صحية.. باستثناء تلك الزيارة لعيادة حكومية تطلبتها اجراءاتُ اغترابه وحصولة على تأشيرة الخروج من الوطن الام.أقســـم المغترب الذي انضم الى مجتمع المغتربين الأميركين من اصل عربي بأغلظ الايمان انه محبطُ ومقهورُ وحزين وسيبقى كذلك حتى يكتشف سر الشهور السبعة التي امضاها عنوة في احد ابشع السجون العربية سبعة اشهر بأيامها ولياليها وساعاتها الرهيبة أقسم انه لم يقو على البكاء.. برغم رغبته الجامحة ومحاولاته المتكررة… حتى اثناء تلك اللحظات الرهيبة التي عاشها بعد ان طرحه السجان ارضاً.. مغتصباً كرامته.. ومعتدياً عليه.. محاولاً انتزاع اعتراف لا يعرف لغاية الان ماهيته..!أقســـم المغتربُ العربي الاميركي انه يذرفُ في كل دقيقة من دقائق حياته بحراً من الدموع التي لا يقوى على مسحها لانه لا يراها…! هو يتذكر حادثة واحدة وحيدة… ولا يرغب ان يصدق انها قد تكون وراء مأساته..! بعد نجاح رئيس الدولة.. في انتخابات ديمقراطية نزيهة… سأله جاره بائع الخضار.. ما رأيك… فأشاح بوجهه بامتعاض..!صـادق هـو ليس اسـمه الحقيقي.. لكنه صادق!
Leave a Reply