قال أنه «لا يتذكر» بأنه تبلغ بإتلافها
واشنطن – أمر الرئيس الأميركي جورج بوش خلال الأسبوع الماضي جميع موظفي إداراته بالتزام الصمت حيال قيام وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي أي» بإتلاف أشرطة فيديو كانت تتضمن «استجوابات إرهابيين» مفترضين خوفا من أن تشكل دليلا على عمليات تعذيب.وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أن مكتب فريد فيلدينغ المستشار القانوني للرئيس «طلب منا ألا نقول شيئا» لمساعدة وزارة العدل و«سي آي أي» في جهودهما لجمع القرائن حول إتلاف الأشرطة.ويواجه البيت الأبيض تساؤلات عما كان يعرفه الرئيس ومساعدوه منذ اندلاع هذه الفضيحة الجديدة التي تطال وسائل مكافحة الإرهاب.وكان البيت الأبيض أعلن أن الرئيس جورج بوش «لا يذكر» بأنه تبلغ بإتلاف هذه الأشرطة. وكررت الناطقة باسم البيت الأبيض هذا القول.وقد تبين أن مستشارة البيت الأبيض القانونية سابقا هاريت مييرز أبدت معارضتها لتدمير الأشرطة حسب مسؤولين عدة ولا يعرف ما إن كانت مييرز قد أبلغت بوش بذلك أم لا. ودافعت بيرينو مجددا عن البرنامج السري المثير للجدل في الولايات المتحدة والخارج على حد سواء، لاستجوابات واعتقالات «سي آي أي».ورفض البيت الأبيض مرارا الكشف عن الطرق التي تستخدمها الاستخبارات في التحقيق مع المعتقلين على ذمة الإرهاب، وأكد في أكثر من مناسبة أن الولايات المتحدة لا تمارس التعذيب.
الغضب الديمقراطيإتلاف أشرطة استجواب «سي آي أي» للمعتقلين على ذمة الإرهاب دفع أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي وبعض الجمهوريين إلى توجيه انتقادات لاذعة للبيت البيض.ودعا ديمقراطيون بارزون وزارة العدل والكونغرس إلى إجراء تحقيقات وانتقدوا وكالة المخابرات المركزية الأميركية لتصرفها خارج سلطة القانون.وانتقد السناتور الديمقراطي إدوارد كنيدي عملية التغطية، وقال كنيدي في كلمة أمام مجلس الشيوخ «على مدى السنوات الست الماضية ضربت إدارة بوش بقيمنا وبحكم القانون عرض الحائط».وتساءل كنيدي «ما الذي يدفع سي آي أي لاتخاذ مثل هذا الإجراء؟ الإجابة واضحة وهي التغطية». واتهم إدارة بوش بسحق «سيادة القانون».
برنامج سريوكان مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية مايكل هايدن صرح بأن هذه الشرائط سجلت عام 2002 في إطار برنامج سري للاحتجاز والاستجواب بدأ بعد اعتقال أبو زبيدة أحد القادة العسكريين لتنظيم القاعدة.وذكر هايدن الذي لم يكن ضمن العاملين بالوكالة وقتها أن التسجيلات توقفت ثم دمرت عام 2005 لما كانت تنطوي عليه من أخطار أمنية محتملة، وقال إنه كانت هناك مخاوف من أنه في حالة تسريبها كانت ستكشف عن هوية المستجوبين وتعرض حياتهم وحياة عائلاتهم للخطر وكان بورتر غوس هو الذي يتولى رئاسة المخابرات المركزية الأميركية آنذاك.ودمر شريطان على الأقل تم تسجيلهما عام 2002 لعملية استجواب أبو زبيدة وهو أحد مساعدي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقيادي آخر في التنظيم. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الشريطين دمرا عام 2005 لحماية هويات المحققين.وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن أبو زبيدة تعرض للاستجواب باستخدام طريقة الغمر بالماء وهي وسيلة استجواب مثيرة للجدل يغمر فيها رأس المستجوب في المياه ليعترف وذلك على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الوسيلة هي المسجلة في الشرائط المذكورة.ولم تسلّم هذه الشرائط للجنة أحداث 11 أيلول (سبتمبر) وهي لجنة موسعة مستقلة تحقق في هجمات عام 2001 على نيويورك وواشنطن والمعلومات الاستخبارية التي كانت متوفرة عنها. وتواصلت الإدانات بشأن قضية إتلاف الأشرط. ودانت منظمة العفو الدولية الإجراء معتبرة أنه «عرقلة لعمل القضاء وإخفاء أدلة» مشيرة إلى أن الكثير من الشهادات أظهرت أن سجناء الـ«سي آي أي» أخضعوا لتقنيات استجواب قريبة من التعذيب.وطالبت المنظمة في بيان بإجراء تحقيق معمق في القضية قائلة إنه إذا «كانت الأشرطة تتضمن أدلة على تصرفات إجرامية فإنها تعرض الناس الضالعين فيها لملاحقات قضائية».بدورها قالت منظمة الدفاع عن الحريات المدنية (أكلو) إن إتلاف الأشرطة يندرج على ما يبدو في إطار عام تستغل فيه السلطة التنفيذية نفوذها بشكل سيئ لتجنب أن يلاحق أشخاص بتهمة التعذيب وسوء المعاملة.
تفاصيل جديدةعلى صعيد متصل كشفت في واشنطن تفاصيل جديدة يرجح أن تزيد من إحراج الإدارة الأميركية ووكالة الـ«سي آي أي» وقت شهادة مديرها أمام الكونغرس.فقد كشف عميل سابق في المخابرات المركزية أنه جرى استخدام التعذيب مع أبو زبيدة القائد العسكري في تنظيم القاعدة.وقال العميل السابق جون كيرياكو إن استخدام الخنق بالماء قد أفلح بانتزاع اعترافات من أبو زبيدة. وأكد كيرياكو الذي قاد الفريق المسؤول عن اعتقال أبو زبيدة أن تقنية التحقيق هذه قد صودق عليها من قبل ضباط أميركيين كبار.ولم يفصح كيرياكو كيف جرت المصادقة على وسائل التحقيق تلك، ولكنه أكد أن المصادقة جاءت من ضباط كبار بحسب حديث تلفزيوني لمحطة «أن بي سي» الأميركية. وقال العميل السابق «هذا شيء لا يتم بصورة عشوائية. هذا ليس مجرد شيء يحدث حين يصحو ضابط الوكالة صباحا ويقرر فجأة أن يضطلع باستخدام تلك التقنيه ضد السجين». وأضاف «كانت هذه السياسة المعلنة في البيت الأبيض، مع موافقة من مجلس الأمن القومي ووزارة العدل».وقال كيرياكو إنه في اليوم الثاني لاستخدام التعذيب بالماء مع أبو زبيدة بدأ بالتعاون. وأضاف أن المعلومات التي زود بها أبو زبيدة المحققين قد منعت عشرات الهجمات المحتملة.
Leave a Reply