«من المؤسف ان يكون عليك مغادرة الولايات المتحدة كي تصبح طليقا». بهذه الجملة لخص عبدالله ابن الدكتور سامي العريان معاناة الحريات المدنية للعرب والمسلمين الذين نالت منهم جريمة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) اكثر مما نالته من غيرهم في النقاش الذي دار بعد عرض وثائقي عن والده في واشنطن الاسبوع الماضي. فاستاذ الهندسة الحاسوبية الذي اعتقل بتهم دعم الارهاب مازال يقضي في السجن حكما جاء بعد اعتقال دام سنتين ونصف في محاكمة بطيئة انهكت عائلته وجذبت اليها الرأي العام المحلي والعالمي. ولم يكن الحكم بالسجن الا نتيجة تسوية قضائية اقر فيها العريان بذنبه على تهمة جمع المال لمنظمة «ارهابية». لكن ظروف اعتقاله ومحاكمته اظهرت فجوة في النظام القضائي الاميركي كانت موضوع الوثائقي الذي صورته المخرجة النروجية لينا هالفورسين والذي يعرض مأساة عائلة انهكتها انتهاك السلطات الرسمية لابسط حقوقهم المدنية في عصر ما بعد الحادي عشر من أيلول.والوثائقي يصور عن قرب حياة عائلة مهاجرة مسلمة حاولت جاهدة محاربة وصمة عار الصقت بها بعد تهم الارهاب التي وجهت الى رب العائلة في وقت انسحب فيه حتى الاقربون من حياتها مخافة ان يمسهم بعض الغضب الرسمي او يطالهم من الاتهام سوطا. وهو يصور على طريقة افلام هوليود كيفية مداهمة منزل العريان وارهاب عائلته وكيفية احتجازة سنتين ونصف موقوفا دون محاكمة، محروما من الحقوق الاساسية لأي سجين، في ظروف قاسية، في وقت يخرج اعلام ادارة الرئيس بوش على الملأ مبشرا الاميركيين ان قضية العريان هي خطوة مميزة في الطريق الطويلة نحو مكافحة الارهاب.
د. العريان وعائلته خلال اعتقاله |
سامي العريان فـي سطور:ولد الدكتور سامي العريان في الكويت وهو فلسطيني من مواليد 1958. هاجر مع عائلته الى مصر عام 1966. سافر الى الولايات المتحدة عام 1975 (17 عاما) ليكمل تعليمه الجامعي. تخصص في هندسة الحواسيب. عمل استاذا في قسم علوم وهندسة الكومبيوتر في جامعة جنوب فلوريدا في مدينة تامبا عام 1986. واختير افضل استاذ على مستوى كلية الهندسة عام 1993 وعلى مستوى الجامعة عام 1994. وكانت جامعة ساوث فلوريدا قد اوقفت البروفسور الفلسطيني عن العمل على خلفية اتهامات سابقة على اعتقاله ومن ثم فصلته من عمله فيها.يذكر ان العريان موضوع تحت التحقيق امام السلطات الاميركية منذ نهاية التسعينات، قبل ان يعتقل 2003.وللعريان دور بارز في في انشاء العديد من المؤسسات العربية والاسلامية على مدى ربع قرن، ضمنها «رابطة الشباب المسلم العربي» (1977)، ومركز «المجتمع الاسلامي في شمالي اميركا» (اسنا) 1981 والاكاديمية الاسلامية في فلوريدا وهي مؤسسة تعليمية تضم طلابا من مراحل الحضانة الى المرحلة الثانوية. يعتبر العريان من المحاضرين البارزين لدعم القضية الفلسطينية خلال فترة السبعينيات والثمانينيات في الولايات المتحدة وكذلك في مواضيع الدفاع عن الحقوق المدنية، وهو احد مؤسسي «مركز دراسات الاسلام والعالم» عام 1990.
Leave a Reply