8000 شرطي فلسطيني يحرسونه عند زيارته رام الله
الضفة الغربية – زحمة سير خانقة، تفتيش دقيق وفوضى عارمة، هذا ما سينتج عن الاجراءات الامنية المشددة التي ستتخذ خلال الزيارة التاريخية للرئيس الاميركي الى المنطقة الاسبوع المقبل والتي ستمثل كابوسا بالنسبة الى الاسرائيليين والفلسطينيين.وقال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى طالبا عدم الكشف عن هويته ان «هذه الزيارة ستشل القدس (…) سيكون من المستحيل التحرك. سيمنع دخول كل الاماكن القريبة من مكان تواجد بوش». وفي محاولة منها لتخفيف وطأة هذه الاجراءات على مواطنيها، عمدت الحكومة الاسرائيلية الى حجز مساحات اعلانية كبيرة في كبريات الصحف للاعتذار منهم عن الازعاج الذي ستتسبب به هذه الاجراءات.
واتخذت اجراءات امنية خاصة وسرية لضمان امن رئيس اقوى دولة في العالم خلال تنقله في مدينة مكتظة في منطقة اشبه ببرميل بارود.وتامين الحماية الامنية للموكب الرئاسي اثناء مروره في شوارع القدس الضيقة ليس مهمة بسيطة، فالموكب يضم عشرات السيارات التي تقل عناصر الحماية ناهيك عن مائتي صحافي تقريبا سيرافقون بوش في زيارته.وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت انه وبناء على رغبة رئيس بلدية القدس اوري لوبوليانسكي بالتخفيف على مواطنيه من وطأة الازدحام فان الرئيس الاميركي سيجري تنقلاته الرئيسية بواسطة مروحية.وذكرت وسائل الاعلام ان اكثر من ثمانية آلاف شرطي فلسطيني وآلاف الشرطيين الاسرائيليين سيشاركون في ضمان امن الرئيس الاميركي، ولكن لم يصدر حتى الساعة اي رقم رسمي في هذا الصدد.وخلال هذه الزيارة التي ستكون الاولى منذ تسعة اعوام لرئيس اميركي في الحكم، سيقيم بوش في القدس وسينتقل الى الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.واكدت يديعوت احرونوت «من وجهة نظر امنية، يعتبر هذا الحدث الاكثر تعقيدا منذ اكثر من عقد من الزمن».وبحسب مسؤولين رسميين فان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت شكل فريقا خاصا لتنسيق هذه الزيارة، بينما عمد عملاء الامن الاميركيين الى اجراء تفتيش ميداني منتظم لتحديد المكان الامثل لعقد اللقاء بين بوش وعباس.وقال وزير الاعلام الفلسطيني رياض المالكي ان «المحادثات لا تزال مستمرة مع الاميركيين حول هذا الموضوع». واضاف «اعتقد ان اللقاء سيجري في رام الله ولكن يمكن ان يتوجه بوش ايضا الى مدن فلسطينية اخرى» مثل بيت لحم واريحا.واكد قائد الامن الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية العميد دياب العلي ان «اجهزة الامن الفلسطينية كافة جاهزة لضمان امن الرئيس بوش، الذي سيكون ضيفا مميزا في فلسطين، في كل مدينة سيرغب بزيارتها».وذكرت الصحافة الاسرائيلية انه عند وصول بوش الى مطار بن غوريون الدولي في تل ابيب سيتم قطع حركة السير على الطريق السريع الذي يربط المطار بالقدس لكي يخلو للموكب الرئاسي.وقرار منع السير عينه، ومن ضمنه منع مرور المشاة، سيسري على محيط فندق الملك داود، الذي يعتبر معلما تاريخيا في القدس والذي سيشغل كامل غرفه فريق الرئيس الاميركي. وسيتم منع مرور السيارات في عدد من شوارع المدينة المقدسة الاكثر استخداما، ولا سيما شارعي ارغون والملك داود، طيلة فترة زيارة بوش.وهذا الخوف من تعرض الرئيس الاميركي لاعتداء يذكر بالاجواء التي رافقت زيارة الرئيس السابق بيل كلينتون في كانون الاول (ديسمبر) 1989. ففي حينه شارك في تأمين الحماية للرئيس الاميركي اكثر من 15 الف شرطي اسرائيلي وعدد مماثل من رجال الامن الفلسطينيين باشراف المئات من عملاء وكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي اي).
Leave a Reply