الجيش اليمني قصف مواقع المتمردين بالمدفعية
صنعاء- تطورت المناوشات المتفرقة على جبهات المواجهة بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين «الحوثيين» في محافظة صعدة (شمال غربي البلاد)، خلال الايام القليلة الماضية، الى مواجهات عنيفة في مناطق حيدان وجبال مران إثر عمليات اقتحام قامت بها العناصر «الحوثية» لمواقع القوات الحكومية وتحصيناتها يومي الاربعاء والخميس أسفرت عن مقتل نحو 20 جندياً و15 من المتمردين بالإضافة الى عدد من المواطنين العزل.وتسيطر القوات الحكومية التي أستخدمت المدفعية في ضرب مواقع انصار عبد الملك الحوثي على هذه المناطق منذ نهاية المواجهة الأولى مع المتمردين في ايلول (سبتمبر) 2004 ومقتل زعيمهم حسين الحوثي على ايدي القوات الحكومية، غير ان صعدة شهدت لاحقاً ثلاث جولات من القتال تخللتها اتفاقات هدنة بين الجانبين.وعلى رغم سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، إلا ان مصادر متطابقة في صعدة قالت لصحيفة «الحياة» اللندنية، أنه لا يمكن اعتبار هذه التطورات حرباً خامسة، خصوصاً ان معظم المناطق الأخرى المرشحة للانفجار لا تزال هادئة.وأضافت المصادر نفسها أن ابناء محافظة صعدة يشعرون بالقلق نتيجة التصعيد الجديد، بعدما تسببت جولات القتال السابقة منذ 2004 في احراق عدد من القرى المزارع وتهجير عشرات الآلاف ومقتل العديد من المدنيين، وتجميد مشاريع التنمية في المنطقة.وكان وسطاء من المشايخ والوجهاء والنواب في محافظة صعدة التقوا قبل حوالي اسبوعين زعيم المتمردين في منطقة طمر (شمال المحافظة)، بموافقة الرئيس علي عبدالله صالح، في محاولة لإنهاء حال التوتر والعودة الى طاولة الحوار ووقف نزيف الدم، خصوصاً ان الوساطة التي قامت بها دولة قطر بين الحكومة و«الحوثيين» جمدت عملياً منذ شهور، رغم تأكيد الحكومة أنها لم تفشل.وأكد الشيخ فارس مناع رئيس لجنة الوسطاء أن «الحوثيين أظهروا لنا استعداداً للقبول بالتهدئة وعدم ارتكاب تجاوزات أمنية لتمكين الوسطاء من القيام بدورهم، غير انهم للأسف يفعلون عكس ما يقولون فيظهرون لنا أشياء ويقومون بنقيضها».ووصف مناع الوضع في صعدة بأنه «خطير للغاية، ونحن كوسطاء سنطلب من الجانبين وقف التصعيد والتزام التهدئة كي نستمر في جهودنا، حيث ننوي تشكيل لجنة تشرف على نقاط التوتر وتمنع تجدد المواجهات».وأكد وجوب تمكين الوسطاء من القيام بدورهم في إعادة الهدوء الى صعدة خلال يومين قبل ان ينفجر الوضع الأمني بشكل أكبر، وقال «ربما لن يعود هناك امكان للتصدي لهذه التطورات وستصبح الخيارات مفتوحة على كل الاحتمالات السلبية».وكان قريبون من الحوثي رحبوا بوساطة وجهاء ومشاريخ صعدة، لكنهم قالوا ان هؤلاء «نقلوا تهديدات الدولة ووعيدها، وحذرونا مما تخبئة لنا السلطات، ونحن قلنا لهم هذه مطالبنا وهذه شروطنا وسننتظر ما يأتي منكم».وتشير مصادر الحوثيين في صعدة ان «الحوثيين مستعدون جيداً لخوض حرب خامسة مع القوات الحكومية، وانهم تمكنوا خلال شهور الهدنة الماضية من ترتيب تحصيناتهم وتوفير الأسلحة والذخائر والمواد التموينية لمواقعهم والقرى التي يسيطرون عليها». وأضافت ان المتمردين استخدموا في الاشتباكات الاخيرة أسلحة ميدان ثقيلة وقذائف وألغاماً متطورة.
Leave a Reply