الأخلاق والآداب التي حث عليها الاسلام وشدّد عليها القرأن الكريم وأكدتها السنّة النبوية الشريفة وطبقها أهل البيت عليهم السلام وقدوتهم جدهم رسول البشرية محمد صلى الله عليه وآله وهو أكمل البشر خلقاً لقوله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ) سورة القلم. الحديث عن طبائع الانسان ليس من شغل الكتّاب والصحفيين كونه عمل تخصصي ميدانه في فكر علماء النفس وعلماء الأجتماع ، كما أن الفرز والتفريق بين الغرائز التي فطر عليها الانسان وبين الطبائع التي يكتسبها من الظروف الخارجية، فمن نافلة القول السؤال من القاريء الكريم لأي كاتب يخوض هذا الموضوع لما يحويه من حساسية تمس مشاعر الانسان عند الوصف والتقييم، فإما أن ترفع الانسان في عالم الخيال اذا حصل على شهادة الإطراء والتمجيد والتبجيل وأما أن تسقطه في مجاهل الضياع اذا وصف عكس ذلك .
من يتحمل مسؤولية التشخيصمن هنا سوف يكون حديثنا عن بعض الطبائع التي ألتصقت بنا نحن المسلمين أو نحن العرب أو نحن أبناء المملكة العربية السعودية، حديث مراقب لا حديث متخصص، والمراقب له مساحة جيدة للوصف إذا تحر الدقة والمصداقية بالأخص أذا كان وصف خصلة وسمة في الانسان لها إرتباط وثيق بكل ما يدور حوله من بني جنسه ومن بقية المخلوقات، بل أذا كان وصف سمة هي أم لكل الصفات والسمات والمناقبيات الحميدة التي ترقى بالانسان الى مراتب الكمال إذا صلحت، وإن فسدت فإنها تهبط بالإنسان الى مستنقع البهيمي، ماهي تلك الإمارة والسمة؟ إنها الأخلاق.
الفرق بين القيم والاخلاقإن المثل العليا والقيم الثابته التي يدعيها البشر كل حسب كتابه السماوي وتصلح للأنسان في أي مكان وزمان تختلف عن الاخلاق النظرية التي يحكمها العقل البشري الذي يتطور مع الزمن لذلك فهي متغيرة من مجتمع الآخر ومن مجتهد ومفكر لآخر. يقول الإمام علي عليه السلام (لا تقصرو أخلاقكم على أولادكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم )
عوامل الضياعنعم الأخلاق التي أصبحت في خطر من التلاشي والضياع من قلوب المسؤولين عنها من أتباع الدين الاسلامي الحنيف الذي بعث نبيه ليتمم مكارم الاخلاق (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق)، إن الخشية من الذوبان والانصهار في حاضنة الحضارة الحديثة التي تحركها المادة وتغذيها الشهوات والملذات وتوجهها عقول تستهدف نزع ما تبقى من المثل والقيم ومكارم الاخلاق من أوعيتها الحقيقة لتبقى رهينة المجلدات والكتب وتحل محلها عادات وتقاليد ظاهرها حسن وباطنها مدمر لأسس هذا الجيل في بنيته الأجتماعية والثقافية فتشب بمعطيات هذه الحضارة وتنسى تقاليدها وثقافتها يقول أميرالشعراء:إنما الأمم الاخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
النقد الذاتيمناسبة هذا الحديث ما أخذ عنا نحن أبناء الجزيرة والخليج العربي من إنطباعات سيئة في مجال التعامل مع الآخرين وذاع صيتنا بين الأقوام عربها وعجمها بأننا مصابون بالغرور والكبرياء أنوفنا مرفوعة ننظر الى الآخرين من خلال جيوبنا أو من خلال قبيلتنا أو من خلال منطقتنا، وإذا ما واجهتنا الحقيقة وقيل لنا هونوا عليكم لماذا هذا الغرور؟ أخذتنا العزة بالأثم وقلنا للناس نعم الا يحق لنا ونحن أبناء مكة والمدينة ونحن أبناء أكبر دولة نفطية، ونحن ….! ولعلّي وغيري من الذين ينتمون الى هذا الوطن العزيز والى هذه الارض الطاهره التي تهفو اليها قلوب الملايين من البشر، لعلنا نستنكر هذه التهمة ونتسائل لماذا نحن وليس أبناء الجالية العربية من لبنانيين ويمنيين ومصريين وعراقيين؟ الجواب نجده في تقارير الجامعات والمعاهد الأميركية التي يتواجد بها الطلاب السعوديون تجد البعض هم الأوائل في الغياب وكسر القانون والغش والتدخين وأستخدام الجوالات والهمز واللمز على مواطنيهم وتصنيفهم والتعالي على الآخرين. إدى ذلك للحكم على شريحة واسعة من الطلبة الجادين المثابرين المخلصين لدينهم ووطنهم وإنسانيتهم بسبب تلك التصرفات غير المسؤولة والتي تدفع اليقظين لتحمل المسؤولية تجاه أخوانهم وسمعة وطنهم وإحترام تقاليدهم وحماية مباديء دينهم.
المحصلةالأخلاق الهوية البارزة للشعوب فقد أمرت وأكدَت عليها جميع الأديان وضحى من أجلها المصلحون فهي حصانة منيعة للحضارات وهي لغة التعامل بين بني البشر وإن أختلفت لغاتهم وألوانهم وثقافاتهم وللأخلاق دور كبير يفوق الدور السياسي والاقتصادي في تغيير الواقع ، يقول سبحانه وتعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وأن جميع الأنبياء والرسل بعثهم الخالق سبحانه لعباده من أجل تزكيتهم وتربيتهم على الاخلاق وكان خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وآله بعث ليتمم تلك المكارم من الاخلاق.
Leave a Reply