ديربورن – خاص «صدى الوطن»
لم يكن الناخب العربي الاميركي في ميشيغن مهتما بالانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية في ولايته إذ لم يجد ان احدا من المرشحين يعبر عن تطلعاته ومخاوفه على الاخص وان الثماني سنوات الماضية شكلت خيبة امل ليس للناخب العربي فقط وانما للعالم الذي تطلع الى دور ايجابي للقيادة الاميركية في داخل وخارج الولايات المتحدة، مما اشعَرَه بعدم جدوى المشاركة.وباستثناء المرشحَيْن الجمهوري رون بول والديمقراطي دينيس كوسينيتش، لم يزر اي من المرشحين مدينة ديربورن للتحدث الى العرب الاميركيين. ولقد توزعت اصوات العرب الاميركيين بين هذين الاستثناءين رغم علم الناخب ان ايا منهما لن يتسنى له جمع اصوات كافية للفوز بتسمية حزبه. لكن ذلك الموقف الداعم، علي حال، لم يكن في سبيل ايصالهما الى المعركة النهائية بقدر ما كان موقفا مبدئيا يكافئ من يحترم الصوت العربي الاميركي بدعمه ويعاقب المهمل لهذا الصوت باهماله. وكان الاقبال على اقلام الاقتراع في الولاية منخفضا، ولم يتجاوز 20 بالمئة، بسبب احجام عدد كبير من الديمقراطيين الذين لم يجدوا مرشحيهم باراك اوباما وجون ادواردز على لوائح الحزب الديمقراطي بعد ان التزما بقرار المؤتمر الديمقراطي الوطني الذي عاقب ميشيغن على تقديمهما موعد تمهيدياتها في مخالفة للجدول الذي اعتمده المؤتمر. كما اعتبر رسميون ان الثلوج والطقس السيء كانا عاملا مساعدا لإمساك الناخبين عن الخروج.وميشيغن هي اول ولاية ذات كثافة وتنوع سكاني تجري فيها التمهيديات. كما انها اول ولاية احتل فيها موضوع الاقتصاد مكانا مركزيا في حملات المرشحين. فقطاع صناعة السيارات وهو القطاع الاهم في الولاية فَقَدَ 200 الف وظيفة منذ سنة 2000 ومازال تسريح العمال من المصانع مستمرا. واعتبر نصف الناخبين ان الاقتصاد همهم الاول مقارنة بنسب اقل لناخبي ايوا (26 بالمئة) ونيوهامبشر (31بالمئة). اما قضايا العراق والارهاب والهجرةفجاءت في مرتبة لاحقة.وتشكل نسبة البطالة 7,5 بالمئة في ميشيغن وهي الاعلى في البلاد بين الولايات حيث المعدل الوسطي 5 بالمئة.
المرشحون الجمهوريون فـي ميشيغنواندرج على اللوائح الانتخابية للحزب الجمهوري كل من ميت رومني الحاكم السابق لولاية ماساتشوستيس؛ السيناتور جون ماكين؛ رودولف جولياني رئيس بلدية مدينة نيويورك السابق؛ مايك هاكوبي الحاكم السابق لمدينة اركانسيس؛ النائب رون بول؛ النائب دوناكين هانتير؛ السيناتور السابق فريد ثومبسون.وفاز المرشح الجمهوري ميت رومني في مسقط رأسة ميشيغن، وجمع 39 بالمئة من اصوات الناخبين في مقابل ماكين الذي حل ثانيا وجمع 30 بالمئة متقدما على هاكوبي الثالث الذي لم يجمع اكثر من 16 بالمئة.ولم يكن رومني يضع احتمال الخسارة في حسابه نظرا لما تمثله خسارة ميشيغن من اثر. على الاخص وان هزيمة نيوهامبشر كانت قاسية نظرا لجيرتها لولاية ماساتشوستس التي حكمها دورة واحدة.ورغم ان جون ماكين كان قويا في ميشيغن الا ان فوز رومني قطع عليه الطريق وصعّب عليه المهمة في امكان جمع التبرعات الكافية لاكمال الطريق عبر نيفادا وساوث كارولاينا في 19من الشهر الجاري، وصولا الى الثلاثاء الكبير. ولم يكن فوز رومني الا ترجمة لقوته في الولاية اذ هو نشأ فيها، ووالده كان حاكما لها في الستينيات من القرن الماضي، رغم ان ماكين كان ربح تمهيديات العام 2000امام الرئيس الحالي بوش الاب في الولاية.ولم يحل هاكوبي الا ثالثا وكانت ذلك ترجمة دقيقة للاستطلاعات التي اشارت الى ان الاخير منافس لا يستهان به لكنه ليس بقوة الاولَيْن وهاكوبي لم يغير استراتيجيته التي تعتمد على اصوات الانجيليين، وهم لا يشكلون كثافة كبيرة في ميشيغن كما في ايوا التي ربح فيها المركز الاول وساوث كارولاينا القادمة التي يشكلون فيها نسبة معتبرة. وكان رومني وظف كل طاقته في ميشيغن فحمل اعلانات تركز على «قيم ميشيغن». واعتمدت استراتيجيتة على الموضوع الاقتصادي، اذ وعد بمزيد من الدعم لقطاع المواصلات، وباتفاقات تجارة جديدة، ووضع قواعد جديدة للاستعمال الكفؤ للوقود، واعفاءات ضريبية لمنخفضي الدخل ممن يجنون اقل من 200الف دولار سنويا (على عكس المبادئ التي نادى بها هو وجمهوريون اخرون في المناظرة التي اجروها في ميشيغن وفي اماكن اخرى من البلاد. وهو غيّر استراتيجيته المعتمده على منطق التحفظ الاجتماعي والداعي الى عدم تدخل الدولة في السوق لمصلحة الطبقات ذوي الدخول المحدودة).
المرشحون الديمقراطيون في ميشيغنديمقراطيا، كان على لائحة الحزب كل من السيناتور هيلاري كلينتون من نيوييورك، السيناتور السابق مايك غرافال من الاسكا؛ النائب دينيس كوسينيتش من اوهايو. ولقد اكدت هيلاري كلينتون التوقعات بفوزها وحصولها على 55 بالمئة من اصوات الناخبين. ولم يحصل دينيس كوسينيتش على اكثر من 4 بالمئة من الاصوات. الا ان الملفت للنظر ان نسبة كبيرة جدا، 40بالمئة، صوتوا لـ«مفوضين غير ملتزمين» وهم مفوضين غير ملتزمين بالتصويت لمرشح بعينه او بالاحرى غير حاسمين بعد لمن سيمنحون اصواتهم. واشارت الاستطلاعات ان معظم السود صوتوا لـ«مفوضين غير ملتزمين». وقال ثلاثة ارباع الذين صوتوا لمفوضين غير ملتزمين انهم كانوا سيمنحون اصواتهم لـ اوباما لو كان على لوائح الانتخابات. ويأمل الاخير ان يحصل على قسم من اصوات المفوضين غير الملتزمين في حال سمح لهم بحضور المؤتمر الوطني للديمقراطيين. وكان الخلاف بين الحزب الديمقراطي الميشيغاني والآخر المركزي ذو اثار سلبية على تمهيديات الولاية حيث عوقب الديمقراطيون في ميشيغن بأن طُلب من المرشحين عدم اقامة حملاتهم في الولاية وانصاع كل من باراك اوباما وادواردز لذلك. ولم يلتزم بقرار المؤتمر كل من هيلاري كلينتون، مايك غرافال، دينيس كوسينيتش، وكريس دود (انهى الاخير حملته اول الشهر).
ديربورن
في ديربورن لم تتخط نسبة المشاركة عتبة الـ24 بالمئة من اعداد الناخبين المسجلين. وهي نسبة اعلى بقليل من نسبة المشاركة على صعيد الولاية.اما معدل المشاركة في داخل المدينة بين جزئيها الشرقي ذو الكثافة العربية الاميركية والغربي ذو الكثافة غير العربية الاميركية فجاء على الشكل التالي:في شرق المدينة والتي تبلغ فيها الكثافة العربية الاميركية اغلبية السكان لم يتجاوز معدل مشاركة الناخبين 10بالمئة من اصل اصوات الناخبين المسجلين فعلى سبيل المثال، بلغت نسبة المشاركة في قلمي اقتراع مدرسة «ماكدونالد» معدل وسطي 8,7 بالمئة من مجمل اعداد الناخبين المسجلين لدىالقلمين.وجاء المعدل في مدرسة «لوير» 8,4 بالمئة، بينما لم يتجاوز في قلمي اقتراع مدرسة «سالينا» نسبة الـ5,6 بالمئة.اما في غربي المدينة حيث الكثافة العربية الاميركية المحدودة فوصلت المشاركة حدود الـ30 بالمئة في بعض اقلام الاقتراع كما في قلم اقتراع مدرسة «دونفيل»، او 29 بالمئة كما في مدرسة «هايغ». اما في مدرسة «ديربورن هاي» فلم يتجاوز 22 بالمئة من اصوات الناخبين المسجلين.ويظهر مدى التفاوت في الخروج لادلاء الناخبين بأصواتهم بين القسم الشرقي ذي الكثافة العربية الاميركية والغربي ذي الاقلية العربية الاميركية مع ما يؤشر ذلك من ضعف في الاقبال لدى الناخب العربي الاميركي.
Leave a Reply