المعركة الانتخابية في اشدها واتضاح الرؤية يقترب في نيفادا وساوث كارولاينا
حتى صدور هذا العدد ترتبت مراكز المتنافسين في سباق الانتخابات التمهيدية على تسمية حزبيهما للرئاسة الأميركية، على الشكل التالي:ديمقراطيا:الاول: باراك اوباما حصد 25 مفوضا ديمقراطيا (16 في ايوا، 9 في نيوهامبشر، ولاشيء في ميشيغن)الثاني: هيلاري كلينتون حصدت 24 مفوضا (15 في ايوا، 9 في نيوهامبشر، ولم يُحتَسَب مفوضي ميشيغن)الثالث: جون ادواردز حصد 18 مفوضا (14 في ايوا، 4 في نيوهامبشر، ولاشيء في ميشيغن)مايك غرافال ودينيس كوسينيتش: لا شيءوانسحب حتى الآن كل من جو بايدن، كريس دود، بيل ريدشاردسون.جمهوريا:
الاول: ميت رومني حصد 42 مفوضا جمهوريا (7 في ايوا، 8 في ويومنغ، 4 في نيوهامبشر، 23 في ميشيغن)الثاني: مايك هاكوبي حصد 32 مفوضا (30 في ايوا، لا شيء في ويومنغ، 1 في نيوهامبشر، 1 في ميشيغن)الثالث: جون ماكين حصد 13 مفوضا (لاشيء في ايوا وويومنغ ، 7 في نيوهامبشر، 6 في ميشيغن) فريد تومبسون حصل على 3 مفوضين ودانكين هانتر مفوض واحدرودولف جولياني ورون بول: لا شيء
المفوضون الحزبيون والعدد المطلوب للفوز بترشيح الحزبتشبه الانتخابات التمهيدية تلك النهائية في ان الناخب لا يختار المرشح الحزبي مباشرة بل بطريقة غير مباشرة عبر مفوضين. يلتزم كل مفوض بالتصويت لمرشح واحد من حزبه. وهناك مفوضون غير ملتزمين بمرشح معين.يوزع كل حزب عدد من المفوضين على كل ولاية. ويربح المرشحون الفائزون مفوضي حزبهم بطرق مختلفة. ففي اول جولة في ايوا ربح اوباما 38بالمئة من اصوات الديمقراطيين فحصل على 16مفوضا حزبيا، في مقابل ادواردز الذي حصل على 30بالمئة وترجمتها عدديا 14مفوضا، ولكل حزب حساباتمختلفة في احتساب اعداد المفوضين الذين يربحهم المرشحون. يجتمع المفوضون بعد انتهاء التمهيديات في المؤتمر الوطني ويُجمَع عدد المفوضين الذي حصل عليه كل مرشح، ان كان في الحزب الجمهوري او الديمقراطي. مع العلم ان الدستور لا يلزم المفوض باعطاء صوته للمرشح الذي اختير اصلا لإنتخابه، لذلك يحرص كل مرشح على تسمية مفوض ثقة يلتزم بالتصويت له ان هو انتُخِب.اما عدد اصوات المفوضين فيحدده كل حزب على حده، ولكن كقاعدة عامة، ودون الاغراق في التفصيل، فإن عدد المفوضين الممنوحين لكل ولاية يتناسب مع تعداد سكانها، فالولايات الكبيرة فيها مفوضين اكثر من الولايات الصغيرة. وهناك معايير كثيرة ومعقدة لتوزيع عدد المفوضين على كل ولاية منها ثقل الولاية واهميتها ونتائج الانتخابات السابقة. وكما اشرنا أعلاه فإن المفوضين من كل حزب يتوزعون على المرشحين الفائزين بنسبة الاصوات التي ربحوها ولكل حزب قواعد خاصة في احتساب العدد الذي يوزع وطريقة توزيعه.وعدد المفوضين الذي اعتمده الحزب الديمقراطي لانتخابات العام 2008كان 4,416 مفوضا وكان العدد المطلوب للتسمية 2,209. اما الجمهوري فكان اعتمد 2,517مفوضا، ويتطلب جمع 1,259 مفوضا للتسمية.وكان ذلك قبل الخلاف ما بين بعض الولايات والمؤتمر الوطني للحزبين على تقريب مواعيد تمهيدياتها. اذ بعد عدم الالتزام بمواقيت الحزبين الجمهوري والديمقراطي التي وضعاها للولايات لتنظيم الانتخابات التمهيدية فيها، قلص الحزب الجمهوري عدد المفوضين كعقوبة في نيوهامبشر، ميشيغن، وفلوريدا، ساوث كارولاينا، ويومنغ. وكذلك فعل الديمقراطي في كل من ميشيغن وساوث كارولاينا.واصبح اعداد المفوضين 4049للديمقراطيين (2025 مفوضا للفوز) و2380 للجمهوريين (1191مفوضا للفوز)وفي ميشيغن، كان المؤتمر الوطني الديمقراطي هدد بعدم السماح للمفوضين بحضور مؤتمر الحزب الذي يسمي فيه مرشحه للرئاسة بعد انتهاء التمهيديات. وبالفعل نفذ المؤتمر تهديداته ولم يحتسب المفوضين الذين كان من المفترض ان تربحهم كلينتون بعد حصولها على 55 بالمئة من الاصوات. الا ان هناك امل او امكانية ربما لتغير الوضع، فقد كان على لوائح الاقتراع «مفوضين غير ملتزمين» بمرشح بعينه، اي انهم ليسوا لـ كلينتون او اي من المرشحَين الآخرَين اللذين كانا على اللوائح. وهي فرصة لـ أوباما وادوادرز ان يحصلا على اصوات هؤلاء المفوضين غير الملتزمين في حال تغيرت الاوضاع من الآن وحتى اجتماع المؤتمر الحزبي، لأنهم كانوا التزموا بالقرار المركزي ولم يدرجوا اسماءهم على اللوائح في ميشيغن، في وقت منعت قوانين الحزب الديمقراطي في ميشيغن ان يكتب الناخب اسم مرشح غير مدرج على اللوائح «رايت إن».
موازين القوى الحاليةجمهوريا، شكل انتصار رومني في ميشيغن اعادة جديدة لخلط الاوراق رغم حلوله الاول في اعداد المفوضين الذي حصل عليهم. ولم يكن من المتوقع لرومني ان يخسر ميشيغن التي ولد وترعرع فيها وكان والده حاكما لها لثلاث دورات. وهذا الانتصار يسمح له بمتابعة جمع الاموال لتمويل حملته التي تستعد لمعركتي نيفادا وساوث كارولاينا في 19من الشهر الجاري. اما هاكوبي فحل ثانيا، حتى الآن، بعدد المفوضين الذين حصل عليهم، وهو يحضر لمعركته في الولايات القادمة.وتعتبر الانتخابات في ساوث كارولاينا مفصلية، اذ تشير الدورات السابقة انه منذ 1980فاز بتسمية الحزب من تخطى انتخابات هذه الولاية الاولية بنجاح. ففي عام 2000مثلا ورغم تقدم ماكين على الرئيس الحالي بوش الا ان هزيمته تأكدت في التمهيديات بعد خسارته ساوث كارولاينا امام الرئيس الحالي بوش الابن.ولهذا السبب كان ماكين وهاكوبي تركا ميشيغن مبكرا الثلاثاء الماضي الى ساوث كارولاينا للتمترس هناك. اما ثامبسون فقد كان طار الى الولاية بعد انتخابات نيوهامبشر مباشرة ومازال هناك يدير حملته. جولياني حضر الى الولاية للمشاركة في المناظرة بعد ان كان قضى كل وقته منذ نيوهامبشر في فلوريدا. وهو كان ومازال يتمترس في فلوريدا للتحضير لتمهيدياتها في 29من الجاري والتي يعتبرها معركته المهمة قبل الولوج الى الثلاثاء الكبير في 5 شباط (فبراير) نظرا لوجود عدد كبير من سكان نيويورك السابقين فيها.ديمقراطيا، لم تكن معركة ميشيغن ذات اثر على الفائزة كلينتون رغم الفائدة المعنوية التي قلل من اهميتها غياب منافسيها القويين اوباما وادواردز. وربما كان غيابها عن ميشيغن دليلا على عدم اهمية ذلك الفوز.وكان فوزها في نيوهامبشر قد منحها دفعة قوية وسمح لها باكمال جمع المزيد من المال لمعركتها القادمة في نيفادا في 19من الجاري والاخرى في ساوث كارولاينا 26الجاري والتي ستحتضن معركة شرسة في مواجهة باراك وادوارز على الاخص ان هذه الولاية هي موطن الاخير. اما أوباما فقد حضر لمعركة نيفادا بالحصول على دعم اتحاد عمال المطابخ في نيفادا، البالغ عددهم نحو 20ألفا، الذي يشكل قوة كبرى في الولاية.وفي ساوث كارولاينا ناخبون من مجموعات مختلفة: محافظون مسيحيون، مناهضو الاجهاض، محاربون سابقون، وجمهوريون متقاعدون يمضون تقاعدهم في الولاية.وتكثر نسبة الناخبين من اصول مكسيكية في نيفادا وساوث كارولاينا، وقد يكونوا مؤثرين جدا في فوز المرشح. ويحاول كل من كلينتون واوباما اكسب اصواتهم.في انتخابات 2004شكل الهسبان 16بالمئة في تمهيديات كارولاينا، 11 بالمئة في نيويورك، 17في اريزونا، 9 في فلوريدا. وليس هناك توافق (بحسب نيويورك تايمز) او تاريخ جيد من العلاقات ما بين الاقليتين السوداء واللاتينية.كما كان هناك خلافات بين الاقليتين في نيويورك. ينتمي معظم الهسبان الى الطبقة المتوسطة وكذلك السود مما يرفع من اهمية مواضيع مسألة العقارات.وتتميز معركة ساوث كارولاينا بحماوتها نظرا للعدد الكبير من الناخبين الافريقيين الاميركيين في الولاية والذي شكل في انتخابات العام 2004قرابة 50بالمئة والنسبة مؤهلة ان تكون اكبر هذه الانتخابات.
استراتيجيات المواجهة الانتخابيةويبدو ان الوضع الاقتصادي المتردي اصبح الاستراتيجية الاكثر مبيعا لدى المرشحين: فالمرشحون من كلا الحزبين اصبح همهم الشاغل التصدي لمركب البلاد الموشك على الغرق في محيط الركود الاقتصاديفـ كلينتون قدمت في خطاباتها مشروعا لخطة تنهض بالقطاع العقاري المتأزم عن طريق تأسيس صندوق للتمويل بقيمة 30مليار دولار لمساعدة المدن والولايات المتضررة من الحجز على المنازل بسبب العجز عن وفاء المستدينين قيمة القرض العقاري، وفترة سماح للمستدينين 90يوما للعاجزين عن الايفاء، وتأمين 25مليار دولار للعائلات غير القادرة على دفع قيمة فواتير التدفئة. هكذا فعلت كلينتون في كاليفورنيا يوم الجمعة الماضية في 11 كانون ثاني (يناير).وكانت حملة كلينتون الزوج الذي انتخب في العام 1992رئيسا ركزت على الاقتصاد بكثافة.وعلى الطرف الجمهوري، فإن المرشحين الندين ميت رومني ومايك هاكوبي قد امضيا يوم الجمعة 11 كانون ثاني في ميشيغن متحدثين الى الناخبين وأعينهم لا تتزحزح عن العبء الاقتصادي، على الاخص في مدينة كديترويت اطفأ وهجها خبوت سوق السيارات. وجون ادواردز يضع في لب حملته في ساوث كارولاينا، موطأ رأسه، مواضيع العمال كأساس اذ تضمنت حملته دعاية تلفزيونية لمدة دقيقة بعنوان «طاحونة» وهي رمز لمهنة والده.اما ماكين فقد وعد في حملته بانشاء نظام توظيف بديل عن النظام القائم. بينما يرى رومني انه كرجل اعمال يعرف كيف يصلح مشكلة البطالة. وهاكوبي نشر اعلانا يقول: الناخبون يريدون رئيسا يذكرهم بالعمال لا بارباب العمل الذين يصرفونهم من اعمالهم.
زلة كلينتونوفي اخر التطورات وخضم الاستراتيجيات والبحث عن الافكار الاكثر تعبئة وجد اوباما طريدته في زلة غير مقصودة في احدى كلمات كلينتون بمناسبة حلول ذكرى رجل الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ التي قالت «بأن حلم لوثر كينغ في المساواة المدنية بين السود والبيض لم يتحقق الا بعد ان قام الرئيس الاميركي الاسبق ليندين جونسون بالتوقيع على وثيقة الحقوق المدنية عام 1964». اذ اعتبر اوباما ان التعليق الاخير عنصري لأن الجملة التي نطقت بها كلينتون تُقرأ في مضمونها انه ما كان للرجل الاسود (لوثر كينغ) ان يحقق حلمه المنشود الا بعد ان تدخل الرجل الابيض (الرئيس الاميركي جونسون) وجعل الحلم حقيقة عبر توقيعه على قانون الحريات المدنية. بدورها اعتبرت كلينتون ان اوباما حرّف المعنى الحقيقي لجملتها واعتبرته انه يضع فتيل عنصرية في نيران المعارك الانتخابية. ولم يكن من جون ادواردز الا ان دخل المعمعة وانتقد جملة كلينتون متهما اياها بالعنصرية، ربما متمنيا ان يساعد ذلك على اضعافها وايجاد مكان له بين الاقوياء.
Leave a Reply