ديترويت – ستكون التقنية الهجينة (هايبرد) والبدائل الخضراء سمة معرض ديترويت الدولي للسيارات (معرض شمال أميركا) حيث أنّ المصنّعين بدوا متجاوبين أكثر من أي وقت مضى مع المعايير الجديدة لانبعاث غازات الدفيئة وغازات السيارات من خلال تسابقهم نحو طرازات هجينة وأكثر صداقة مع البيئة.ورغم أنّ الأفكار ظلّت حبيسة الرفوف والتنظير لسنوات، إلا أنّ أكبر معارض أميركا الشمالية يشكّل من دون شكّ الفرصة المواتية أكثر من غيرها لإخراجها أمام العين المجردة.ونقلت أسوشيتد برس عن المدير التنفيذي لديملر، المعروف بوقوفه وراء استراتيجية الاعتماد على الديزل من أجل رفع أداء سيارات شركته فيما يتعلق باستهلاك الوقود، قوله إنّه يتعين على جميع الشركات في صناعة السيارات أن تظهر تقدما أكثر وأسرع فيما يتعلق بهذا الجانب.ورغم أنّ صناعة السيارات وفّرت الكثير من الطرازات التي تعدّ أكثر فعالية في السنوات الأخيرة، إلا أنّ المكاسب تمّ تحقيقها اعتمادا على معايير الوزن وقوة المحرك.وفي عام 1987مثلا، كان معدّل السرعة يصل إلى 60ميلا في الساعة في غضون 13,1 ثانية بالنسبة إلى سيارة قوتها 118حصانا ووزنها 3,221 رطلا، أي نفس قوة الأداء بالنسبة إلى طراز نيسان فيرسا 2008الذي يعمل بمحرك قوته 122حصانا.وبحلول 2007، بات معدل سيارة يبلغ وزنها 4,144 رطلا وتعمل بمحرك قوته 223حصانا المرور من صفر إلى 60ميلا في غضون 9,6 ثوان.
ووقّع الرئيس الأميركي جورج بوش في كانون الأول قانونا يشدد على ضرورة أن تستهلك السيارات غالونا من الوقود لكل 35ميلا بحلول 2020، أي بزيادة 40بالمائة فيما يعدّ أول تغيير منذ عام 1970.وستكشف «جنرال موتورز»، التي سبق أن صنّعت «شيفروليه فولت» الخضراء العام الماضي، طرازا أخضر كهربائيا هجينا من «ساترن أوبل».كما أعلنت الشركة أنّها ستوسّع من خطّ إنتاجها في هذا المجال من خلال تصنيع طراز «ساترن فيو» الهجينة والتي من المتوقع أن تعزز الاستهلاك في الوقود بتخفيض النسبة إلى النصف عندما يبدأ بيعها لاحقا هذا العام.ومن جهتها، ستكشف «تويوتا»، عميدة السيارات التي تعمل بالغاز والكهرباء مثل «بريوس» و«كامري»، عن شاحنتها الصغيرة «أي بات».وحتى الشركات المعروفة بإنتاجها للسيارات الفاخرة، فقد رأت بدورها أن تدلي بدلوها، حيث أعلنت شركة «فيسكر»، في كاليفورنيا، أنّها ستنتج سيارة رياضية سيدان هجينة سعرها 80ألف دولار.ويرى مراقبون أنه يتعين على نصف السيارات بحلول 2020أن تكون هجينة حتى تستطيع مواكبة المعايير الجديدة، رغم أنّ الصناعيين يعتقدون أنّ الكثير من الزبائن يديرون ظهورهم لهذا النوع من السيارات بسبب ارتفاع سعره بما نحو 4 إلى 5 آلاف دولار مقارنة بالسيارات التقليدية.ولذلك فإنّ شركة فورد توصلت إلى فكرة ذكية من خلال توفير تقنية «إيكوبوست» في نصف مليون سيارة تنتجها في أميركا الشمالية، حيث أنّ المحرك يعدّ أقلّ كلفة من تغيير سيارة بالكامل إلى سيارة هجينة.وفي الأثناء، يرى أخرون في الديزل أملا جديدا لاسيما مع تحسّن أداء محركات هذا النوع من الوقود من حيث تلويث البيئة.وكشفت «ديملر» عن سيارتها الرياضية «جي أل كاي»، تماما مثل «بي أم» التي كشفت عن «أي جي» وكلاهما يعمل بالديزل.وجربت الشركات عدة تقنيات لعدة سنوات من ضمنها محركات تعمل بالهيدروجين وأخرى تعمل بوحدات غاز وأخرى بوحدات إنتاج وقود وأخرى ببطاريات كهربائية أو بمحركات مندمجة تعمل بجميع هذه التقنيات.وحتى «كريسلر» التي تتذيّل لائحة السيارات من حيث استهلاك الوقود، كشفت الاثنين الماضي عن نماذج تسلّط الضوء على استراتيجيتها فيما يتعلق بالسيارات الخضراء.وكشفت الشركة عن جيب تعمل ببطارية ليثيوم ومحرك ديزل هجين، وكذلك «دودج زيو» الكهربائية فضلا عن «كريسلر» تعمل بوحدة إنتاج وقود.وفيما كان المراقبون عادة ما يشددون على أنّ ما يتمّ الكشف عنه خلال المعارض لا يجد طريقه إلى الأسواق، إلا أنّهم يشددون هذه المرة على أنّ الأمر سيختلف.
Leave a Reply