البحث عن بديل عنه بدأ فـي دوائر خارجية وداخليةشكوك بدأت تنتاب اقطاب فـي المعارضة من سلوكه الجديد
هل خرج قائد الجيش العماد ميشال سليمان من لائحة المرشحين التوافقيين، وبدأ البحث عن اسم آخر؟
هذا السؤال بدأ همساً قبل اسبوعين، وصار يرتفع في الصالونات السياسية، وتتسرب معلومات عنه الى بعض وسائل الاعلام، حيث كشفت ان فرصة وصوله الى رئاسة الجمهورية تتضاءل، وان حظوظه تراجعت، وقد لمح الى ذلك اكثر من قطب سياسي وتحديداً في المعارضة التي بدأت تقلق من مرشحها الذي كان الابرز بعد العماد ميشال عون، وجرى التداول به منذ الصيف الماضي، وحتى قبل معارك مخيم نهر البارد، وكانت تعتبره انه يمثل الخط السياسي الذي كان يسلكه رئيس الجمهورية السابق اميل لحود، والمتمثل بالتنسيق مع المقاومة، والابقاء على علاقة جيدة مع سوريا. وكانت المعارضة ترى بأن ثمة استحالة في ظل المعادلات السياسية القائمة، اعادة انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية وتعديل الدستور لصالحه، وان ثمة قرار دولي يحمل الرقم 1559 صادر عن مجلس الامن يحظر المس بالدستور، اضافة الى ان اقطاب قوى 14 شباط اعلنوا صراحة انهم ضد وصول سليمان الى رئاسة الجمهورية، وكان كل من وليد جنبلاط وسمير جعجع الاكثر وضوحاً في رفض انتخابه.ومع انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود، خرج الفريق الحاكم ممثلاً بكل من فؤاد السنيورة وسعد الحريري وجنبلاط واعلنوا دعمهم ترشيح سليمان ودون علم حلفائهم المسيحيين وتحديداً جعجع وامين الجميّل، وتغييب القرار عن المرشحين منهم نسيب لحود وبطرس حرب وروبير غانم، وقد فاجأ قبول قوى من 14 شباط بترشيح قائد الجيش المعارضة، وبدأت الاسئلة تطرح حول معنى هذه الموافقة المفاجئة، بعد اسقاط البطريرك صفير اسم سليمان من لائحته لانه بحاجة الى تعديل الدستور، وهو لم يمانع تعديل الدستور اذا كان انتخابه ينقذ لبنان.ظن الموالون انهم بترشيح العماد سليمان يحرجون المعارضة وتحديداً العماد ميشال عون ويضعه اولا بمواجهة الجيش ثم ضد حلفائه لا سيما «حزب الله» لكن رئيس «التيار الوطني الحر» سارع الى تأييد قائد الجيش، ومثله فعلت قوى المعارضة التي اعتبرت انها انتصرت بهذا المرشح التوافقي الذي كان مطلب الرئيس بري للخروج من لعبة مرشحي 8 آذار و14 شباط.سلك ترشيح سليمان طريقه دون عقبات، وبدأ البحث في موضوع الحكومة والبرنامج السياسي للحكم، وموقف رئيس الجمهورية الجديد من بعض الملفات والقضايا، حيث تبين ان المرشح التوافقي بدأ يتجه نحو الموالاة، ويقوم بزيارات لقادتها ويتعشى معهم، لاسيما جنبلاط وجعجع، مما ترك شكوكاً لدى اطراف المعارضة، التي بدأت تسأل سليمان عن توجهاته التي تعرفها فيه كقائد للجيش وهي تريد الاطلاع عليها اذا ما وصل الى رئاسة الجمهورية، فرفض اعطاء اجوبة وكان يرد على اسئلة وتساؤلات واستيضاحات اقطاب من المعارضة، بأنه لن يقدم ضمانات قبل انتخابه، وعندما كان يواجه بأنه تسربت معلومات بأنه اعطاها لقوى 14 شباط، كان يتهرب من الجواب.وبدأ الحذر من سليمان يسيطر على اجتماعات المعارضة، التي كانت تتوجه اليه، لأخذ ضمانات منه فكان يؤجل الاجوبة، الى ان واجهه الوزير السابق سليمان فرنجيه، عن سبب اصراره على توزير الياس المر واعطائه حقيبة الداخلية، ثم تسمية كل من النائبين السابقين ناظم الخوري ومنصور غانم البون، وزيرين في الحكومة، وهم من قوى 14 شباط، مما يسقط عنه صفة المرشح التوافقي.ومن الشكوك التي تسربت الى المعارضة ما نقله النائب ميشال المر، بأنه بدأ ينسق مع سليمان للانتخابات النيابية المقبلة، ليحتل المقاعد التي فاز فيها «التيار الوطني الحر» في جبيل وكسروان والمتن الشمالي، وتكون لرئيس الجمهورية كتلة نيابية توازي كتل سعد الحريري ووليد جنبلاط و«امل» و«حزب الله»، ويصبح هو ممثل المسيحيين، ويقيم توازناً مع القوى الاخرى، وهذا ما شكل ارتياباً عند عون الذي وصلته هذه المعلومات، بعد ان تبلغ رفض سليمان تلبية دعوة للعشاء معه في منزله او حتى في منزل صهره جبران باسيل، وقد نقلها اليه سليمان فرنجية الذي فوجئ بالمرشح سليمان، يقول له، لا يهمني اذا حضر نواب «التيار الوطني الحر» جلسة الانتخاب او لم يحضروا، فأنا مرشح اجماع عربي ودولي، واحظى بتأييد كل الكتل النيابية.فوجئ فرنجيه بجواب سليمان، كما دبّ القلق لدى اطراف عديدة في المعارضة، من ان مرشحها بدأ قبل ان يتم انتخابه يتجه نحو قوى 41 شباط التي تشيد به وتصر عليه كرئيس للجمهورية، وكذلك الولايات المتحدة وفرنسا ومصر والسعودية، كما ان سوريا التي دعمت بقوة وصول قائد الجيش الذي تربطه صداقة بقيادتها، اخذت بملاحظات حلفائها للسلوك الذي بدأ يظهر عند سليمان.هذه المعلومات التي بدأت تتناقلها قيادات في المعارضة، دفعت بأقطاب منها، الى البحث عن البديل، وقد عاد اسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامه يتقدم، وهو ليس بحاجة الى تعديل للدستور اللبناني، وكان من ضمن لائحة البطريرك نصرالله صفير، ويحظى بتأييد اطراف في المعارضة، ولا يمانع سعد الحريري من ترشيحه، لا بل طرح اسمه على الرئيس بري الذي لا يضع «فيتو» عليه.فهل سقط اسم سليمان كمرشح توافقي، ام يعطى فرصة لتقديم اوراق اعتماده من جديد للمعارضة، لاعادة الثقة به قبل البت نهائياً بإسم مرشح آخر؟المعلومات تشير الى ان اسم المرشح البديل بدأ يطبخ في دوائر خارجية وداخلية، وان قيادات عربية واجنبية، هي في الصورة، حيث الاتصالات بدأت في هذا الاتجاه، وعادت الازمة الى المربع الاول، اي البحث عن مرشح رئاسي توافقي.
Leave a Reply