فـي ظل انعدام الاستقرار السياسي وارتفاع قتلى الاحتلال
بغداد – بعد أن أمر نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، بإرسال قوات عسكرية الى الموصل لتطهيرها من مسلحي تنظيم «القاعدة» وخوض المعركة الأخيرة والحاسمة فيها ترجمة لما صرح به الرئيس الأميركي عن «مرحلة انتقالية» عسكرية حاسمة ضد التنظيم الأصولي في العراق، تباينت ردود الأفعال بخصوص هذا القرار، فهناك من رحب به لاستعادة الأمن في المدينة، وهناك من عارض هذا القرار، ودعا الى ضرورة الاستفادة من ضباط الجيش السابقين في ادارة الملف الأمني.
إذ يبدو ان الفترة «الانتقالية» التي أشار إليها بوش ستكون حبلى بالمخاطر مع الهجوم الحاسم الجاري حالياً في شمال العراق ضد القاعدة، وانعدام الاستقرار السياسي الذي ما يزال أمراً بعيد المنال.
فبينما كان بوش يتوقَّع امام الكونغرس «معارك شرسة» في العراق، لقي خمسة جنود اميركيين مصرعهم بانفجار عبوة ناسفة في شمال البلاد ما يرفع خسائر العسكريين الاميركيين الى حوالي أربعة الاف قتيل مع اقتراب حلول الذكرى الخامسة للغزو.
ويشنُّ الجيشان الاميركي والعراقي منذ اسابيع عملية واسعة ضد انصار القاعدة الذين يتجمعون في شمال بغداد اثر طردهم منها ومن محافظة الانبار.
وبرهن انفجار ضخم اسفر عن مقتل حوالي ستين شخصاً واصابة المئات غيرهم بجروح في الموصل (370 كم شمال بغداد) ومقتل قائد شرطة محافظة نينوى غداة التفجير ان المتشددين ما يزالون يملكون القدرة على التحرك.
وقال بوش «لقد وجهنا ضربات قاسية لاعدائنا في العراق. لم يهزموا بعد وعلينا ان نتوقع قتالاً ضارياً مستقبلا».
وبمواجهة تهديدات الجماعات المناوئة للحكومة التي يهمين عليها الشيعة، اقرَّ المسؤولون العسكريون العراقيون في الآونة الاخيرة ان هناك حاجة الى تحقيق المزيد من التقدم.
واعلن وزير الدفاع عبد القادر جاسم العبيدي الأحد الماضي في الموصل ان الاوضاع الامنية «اسوأ مما كنا نعتقده» مشيراً الى ان الوحدات العسكرية المنتشرة في المدينة التي باتت «مركز جذب» لأنصار القاعدة تنشط نهاراً وتنسحب الى مراكزها ليلاً.
ويثير الاقرار بنقاط الضعف هذه القلق حيال قدرة القوات العراقية على تحقيق الاستقرار الذي وضعه الرئيس بوش شرطاً اساسياً لانسحاب مزيد من الوحدات الاميركية.
ومن المفترض ان يغادر 30 الف جندي إميركي ارسلوا مطلع العام 2007 الى العراق كتعزيزات اضافية بحلول تموز يوليو 2008 لكن خفضاً جديداً للقوات الاميركية يبقى وقفاً على قدرات الجيش والشرطة العراقيين على ضمان الأمن.
وقال بوش ان «اي انسحاب اضافي للجنود الاميركيين سيكون مرتبطاً بالشروط على الارض وبتوصيات قادتنا».
واضاف ان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس «حذر من ان انسحاباً متسرعاً يمكن ان يؤدي الى تفكك قوات الامن العراقية واستعادة (تنظيم) القاعدة لما فقده وتصاعد في العنف».
وشدد بوش على ضرورة «تعزيز المكتسبات» التي حققتها القوَّات الاميركية خلال العام 2007 «قبل الانتقال الى مرحلة جديدة في استراتيجيَّتنا» التي ستعتمد بعد تموز على وجود حوالي 130 الف عسكري في العراق.
ومن الشروط غير العسكرية التي تحددها الإدارة الاميركيَّة لتحقيق تقدم في العراق هناك المصالحة السياسية بين مختلف الفئات والتي لم تتحقق بعد بالسرعة التي تتمنَّاها واشنطن.
واظهر الجدل حول الموازنة البالغ حجمها 48 مليار دولار وعدم التصويت عليها والانتقادات التي تتهم الحكومة بسوء الادارة عمق الخلافات بين الكتل السياسية التي تعمل كل منها لصالح جماعتها.
واخيراً، تشكل مسألتان تحدِّدان الأوضاع الأمنية في الفترة الأخيرة وهما انضمام العرب السنة الى مجالس الصحوة التي يموِّلها الاميركيون والهدنة التي اعلنها جيش المهدي، اقوى الميليشيات الشيعية، حتى شباط المقبل، مكاسب سياسية للاطراف التي اطلقتها.
Leave a Reply