البيئة بيتنا فلنحافظ عليها
ماذا نصنع من دون هواء نظيف، وماء نقي، وتربة خصبة، ومناخ معتدل؟ إن مقومات الحياة تعتمد على عناصر الطبيعة كالهواء والماء والشمس والتربة، وهذه العناصر تتفاعل فيما بينها لتخلق البيئة الصالحة ليعيش فيها الإنسان والحيوان والنبات.
منذ مطلع القرن الماضي ومع التطور والتقدم العلمي الذي طرأ على البشرية، أخذت المشكلات البيئية بالظهور والتفاقم. وراحت التقارير والدراسات التي تتحدث عن مستقبل الأرض بالتحذير من العواقب الوخيمة لإنعدام الرقابة البيئية وغياب الوعي والإدراك لخطورة هذه المسألة. لم يدرك الناس خطورة وجدية هذه المسألة إلا بعد أن بدأت عوارضها بالبروز، فمن ثقب الأوزون، إلى الإحتباس الحراري إلى إرتفاع منسوب مياه المحيط نتيجة لذوبان الجليد القطبي إلى غيرها من المشاكل التي تهدد مستقبل الحياة، كل الحياة على الأرض.
أجرى زعماء ورؤساء الدول والمعنيين بمسائل البيئة عدة مؤتمرات دولية لبحث الحلول والإجراءات اللازم إتخاذها للحد من تفاقم الأزمة، وكان آخرها قمة بالي في أندونيسيا، والتي وقعت فيها أكثر من 170 دولة بروتوكولاً للحد من الإنبعاث الحراري.
لكن المثير للقلق أن الولايات المتحدة وإلى جانبها كازاخستان كانتا الدولتين الوحيدتين اللتان رفضتا التوقيع. مع العلم أن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر إصداراً لغاز ثاني أوكسيد الكربون (سي أو تو) بحسب تقرير منظمة البيئة العالمية لعام 2007. وقد برر المسؤولون سبب عدم توقيع الإتفاقية بأنها تضر بمصالح أميركا الإقتصادية.
إلا أن موقف المسؤولين والإدارة الأميركية هذا لم يمنع المنظمات البيئية والطلاب في كل الجامعات الأميركية القلقين على مستقبل هذا العالم من تنظيم حملة توعية حول المشاكل البيئية تحت عنوان «حلول للإحتباس الحراري في أميركا» وهذه الحملة تأتي في سياق ما يسمى «توعية الأمة» (فوكس ذا نايشن) وهي مجموعة حملات تطلق على مستوى كل الولايات المتحدة من أجل توعية المواطنين حول أمور هامة كالبيئة والحروب والإقتصاد وغيرها ومن بين الجامعات المشاركة في هذه الحملة جامعة ميشيغن – ديربورن وكلية هنري فورد. حيث نظم الطلاب عدة ندوات في الجامعة خلال شهر كانون الثاني (يناير) كان أبرزها في 30 و31 كانون الثاني. حيث جرى في 30 كانون الثاني عرض بث حي لعدد من المحاضرات لأساتذة الجامعات ومسؤولين محليين وفدراليين ومندوبين من عدة منظمات إنسانية.
في 31 كانون الثاني تحدثت الدكتورة كاثرين ساثوي وهي مديرة البرنامج البيئي في «أكسس» تحدثت عن مخاطر التغيرات المناخية والإحتباس الحراري. وتجدر الإشارة أن الدكتورة ساثوي عملت في البرنامج المناخي لنائب الرئيس الأميركي السابق آل غور. وفي اليوم نفسه عقدت حلقة نقاش وطاولة مستديرة تحت عنوان «الديمقراطية الخضراء» حضرها رئيس بلدية ديربورن جون أورايلي ورئيس بلدية ديربورن هايتس دان بوليتكو، كما ساهم النائب جون دينغل بمداخلة مسجلة. وقد علق رئيس بلدية ديربورن بالقول: «إن الطلاب يثيرون أسئلة ومواضيع هامة» إشارة إلى أهمية الحدث الذي رعاه الطلاب في جامعة ميشيغن – ديربورن وكلية «هنري فورد».
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هذه الحملة هي من تنظيم عدة منظمات طلابية أهمها «منظمة البيئة الطلابية» وغيرها من الأندية والمنظمات الطلابية. وقد كان جميع الطلاب متحمسين لهذه الحملة فكما عبر البعض منهم لصحيفة «ميشيغن جورنال»، إن الإحتباس الحراري شيء فظيع ومضر بالبيئة. وأنه «لا بد من تضافر الجهود في كل أنحاء العالم لحل هذه المشكلة».
إذا كنا نرغب في أن ينعم أولادنا ببيئة صالحة وكوكب نظيف لكي يعيشوا عليه فعلينا أن نعمل جاهدين لكي نحافظ على البيئة وأن نقدم المصلحة العامة على مصالحنا الشخصية وطمعنا وحبنا للمال.
فكما قال حاكم ولاية كاليفورنيا آرنولد شوازينغر «نمتلك المعرفة، نرى الخطر، وندرك أن وقت العمل قد حان». لا بد من التحرك بسرعة فمصيرنا ومستقبل أولادنا ومستقبل هذا الكوكب على المحك.
Leave a Reply