حماس تصعد لتحقيق تهدئة مع اسرائيل
تل أبيب، غزة – في ظل تصعيد حركة «حماس» لهجماتها الصاروخية على اسرائيل أعلن ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبوع الماضي ان الحملة العسكرية الشاملة ضد حركة حماس في قطاع غزة لن تحدث في الوقت الراهن. وقال باراك للصحفيين «هناك اسباب تمنعنا من التحرك الان بكل قوة». ستحدث حين يكون الوقت مواتيا.
ويرى محللون سياسيون ان حركة حماس تسعى من وراء تصعيد هجماتها على اسرائيل الى الدفع باتجاه تهدئة مع اسرائيل، في حين تؤكد الحركة انها تعمل لاحداث «توازن رعب». حيث يهدف التصعيد الى الدفع باتجاه التهدئة وليس المواجهة.
إذ يبدو ان اسرائيل غير معنية بعملية واسعة في غزة بل يعنيها التزام وقف الصواريخ والتهدئة، وحماس تستطيع فرض قدرتها على الحدود الشمالية والجنوبية للقطاع.
ويعتقد انه ليس من مصلحة حماس الدخول في مواجهة عسكرية شاملة مع اسرائيل لانها غير متكافئة وخسائرها اكبر من المكاسب، وبالتالي تريد حماس استبعاد سيناريو اجتياح غزة من خلال الدفع نحو وقف لاطلاق النار وتهدئة قصيرة ثم هدنة طويلة، مع ضمان عدم حدوث عملية كبيرة في اسرائيل قد تغير هذه المعادلة مثل العمليات الفدائية.
من جهته يرى جهاد حمد استاذ علم السياسية والاجتماع ان «ادراك حماس لوجود مخطط جاهز لدى اسرائيل للقضاء عليها يدفعها الى البحث عن طرف مثل مصر للوصول الى تهدئة حقيقية، وربما تحاول اللعب بورقة شاليت (في اشارة الى الجندي الاسرائيلي المختطف في قطاع غزة جلعاد شاليت) لاتمام التبادل».
ويشير حمد الى ان المرحلة القادمة «مرحلة كسر عظم والاسابيع القادمة ستشهد ضغطا كبيرا على حماس، التي ستعمل على تحقيق التهدئة وربما تسليم مقرات الى السلطة الفلسطينية» وتوقع ان «تصل الامور الى حافة الهاوية قبل البحث عن هدنة».
من جهته، يقول استاذ التاريخ والسياسة في الجامعة الاسلامية بغزة ان حماس لا تضغط باتجاه هدنة «لانه لا توجد موافقة بشكل كامل من الحركة على التهدئة».
ويرى مدلل ان اي تهدئة مع اسرائيل «محكوم عليها بالفشل» مضيفا «لا اعتقد ان حماس تتجه نحو التهدئة لان مشروعها للتهدئة غير مقبول بالنسبة لاسرائيل، وشروط حماس لا تعني ان التهدئة ستكون وقفا لاطلاق النار كما تريد اسرائيل».
ولا تقر حماس بالرؤية التي ترجح انها تسعى من وراء الصواريخ للاسراع نحو تهدئة مع اسرائيل.
«حماس»
ويقول فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في هذا الاطار ان حركته «تمارس مقاومة مشروعة وتريد توازن الرعب للجم العدوان ونريد وضع الرأي العام الاسرائيلي والدولي امام مسؤولياته».
واعتبر برهوم ان مبدأ التفاوض مع اسرائيل «مرفوض واثبت فشله، لكن المقاومة نجحت في لبنان».
الا ان احمد يوسف المستشار السياسي في وزارة الخارجية المقالة يقر ان حماس لديها «رؤية سياسية تهدف للتوصل الى هدنة طويلة».
ويتابع «اذا كانت هناك توجهات اسرائيلية جادة للتهدئة من خلال تخفيف الحصار وفتح المعابر وحرية الحركة بين الضفة وغزة فان هذا قد يؤسس لهدنة طويلة» الامد.
ويعتقد يوسف انه «بالنسبة لحماس اذا استمرت اسرائيل بسياسة العصا الغليظة فستبقى المواجهة مفتوحة والصراع قائما» مضيفا «نحن في حماس غير معنيين بالجلوس مع اسرائيل ونقول اذا ارادت اسرائيل العمل للتهدئة فهناك مصر او اوروبا او تركيا او اي جهة دولية».
ويعتقد يوسف ان اسرائيل «ستدرك بعد حين ان سياسة العصا الغليظة لن تؤدي الى الاستقرار والامن بل ستدفع الطرف الفلسطيني الى التصعيد للقيام بعمليات تجعل الاحتلال يتألم وينزف».
ويقول سامي ابو زهري وهو متحدث باسم حماس ان «هناك حربا مفتوحة من الاحتلال ذات ابعاد سياسية تهدف الى اسقاط حماس وليس لوقف الصواريخ كما تزعم اسرائيل، وهذه الاهداف ستفشل خاصة انهم جربوا قبل ذلك باغتيال قادة مؤسسين لحماس» في اشارة الى اغتيال اسرائيل للشيخ احمد ياسين مؤسس حماس عام 2004 وعبد العزيز الرنتيسي.
Leave a Reply