ظاهرة ايجابية تتسابق المجتمعات المحلية الاميركية على تبيّنها تتمثل في اقرار قوانين تحد من حرية المراهقين والمراهقات وتعاقبهم على ارتداء ملابس تخدش الذوق العام للمواطنين المتواجدين في اماكن التسوق العامة والشوارع الجانبية وساحات المدارس.
اوبرن هيلز هي احدى مدن ضواحي ديترويت الكبرى يبحث مجلس بلديتها مشروع قانون يمنع المراهقين والمراهقات من ارتداء «البناطيل» المفصلة بشكل مترهل وفاضح يتدلى خصرها ليصل الى اعلى الفخدين وتكشف بوضوح واشمئزاز السراويل الداخلية التي يتفنن مرتدوها في اختيار اقمشتها الناعمة والمغرية بالوانها البراقة.
موضة البناطيل «الساحلة» (باغي) التي تظهر مؤخرة المراهق بشكل مقرف… يعود تاريخ تصميمها الى ستينيات القرن الماضي وتحديدا في سجون الولايات المتحدة الاميركية وبين صفوف السجناء من منتسبي عصابات الشوارع واصحاب السوابق الاجرامية والمتاجرين بالمخدرات وغيرهم الذين كانوا يفضلون الانتحار «بشنق نفسهم» داخل السجون على الاعتراف لمحققي السجون والابلاغ عن زملائهم من افراد العصابات.. وغالبا ماكان هؤلاء ينهون حياتهم بواسطة احزمتهم الجلدية.. «شنقا حتى الموت».
ادارة السجون منعت استخدام هذه الاحزمة حفاظا على حياة وسلامة المساجين الذين بدورهم بدأوا بترك بناطيلهم تتدلى وتظهر عوراتهم نكاية بالمسؤولين والعاملين في هذه السجون.. ومنذ ذلك الوقت بدأت ظاهرة الملابس المنسابة تبرز بشكل كبير خاصة بين المساجين السود او ممن هم من اصول لاتينية او آسيوية…!
في ثمانينات القرن الماضي انتقلت هذه النزعات الشبابية الى ازقة شوارع المدن وساحات المدارس واماكن التسوق الكبرى حيث اصبحت مرتبطة بمشاعر الغضب والاحتجاج والرفض الصارخ للاوضاع الاجتماعية السيئة عند هذه الشريحة من الاميركيين.
اوبرن هيلز ومدن اخرى في ميشيغن تنضم الى العديد من مدن الولايات الاميركية الاخرى كنيويورك وفلوريدا وتكساس ولويزيانا وغيرها التي استحدثت قوانين محلية فرضت عقوبات صارمة ضد المراهقين الذين يقبض عليهم وهم يرتدون مثل هذه الملابس… هذه العقوبات وصلت الى حد السجن لستة اشهر وغرامات مالية تعدت خمسمئة دولار.
لم تسلم الفتيات المراهقات القاطنات في المناطق المستهدفة لهذه القوانين من الملاحقات المماثلة حيث فرضت نفس العقوبات والغرامات المالية على الفتيات اللواتي يخرجن الى الشوارع او الساحات العامة وهن يرتدين الملابس التي تعرى منطقة مابين الخصر والصدر من اجسامهن.. هذه الاغراءات التي ادت الى زيادة ملحوظة في حالات التحرش الجنسي، الاختطاف والاغتصاب وفي حالات كثيرة القتل.
ظاهرة التوجه نحو الاحتشام والابتعاد عن الاثارة.. واستحداث قوانين تعاقب الخروج، عن وعدم احترام الذوق العام لاغلبية الاميركيين بدأت تعود الى هذا المجتمع المعقد الذي يبحث عن طرق ووسائل جديدة للحفاظ على تماسكه…!
Leave a Reply