عيد للعشق للحب والجمال للعاشقين والمغرمين، عيد من المفترض به ان يكون عيدا للحب والزهور والفرح والقبل، عيد احمر بزهوره وتوقد احاسيسه وليس بدماء الآبرياء.
ولكن دائما كل شيء في لبنان له نكهته الخاصة، حتى عيد العشاق تم تسيسه وألبسوه مكرها ثوبا من التوتر والكره والحقد والخوف والتأزم السياسي والطائفي، وعوضا ان يهدي اهل الساسة في لبنان هذا الشعب المسكين املا واستقرارا وعيشا كريما، اهدوا له تصريحات يطغى عليها اللون الآحمر ولكن ليس احمرا كزهور الحبيب بل احمرا كدماء ابنائنا الأبرياء.
اتحفنا منذ ايام وكعادته وليد جنيلاط (الزعيم الدرزي اللبناني البارز وأحد رموز تكتل 14 آذار الموالي للحكومة السنيورية) ومع اقتراب موعد عيد العشاق (المصادف للذكرى السنوية لإستشهاد الرئيس الحريري) بتصريح يعجز اللسان والعقل والمنطق عن وصفه، قال مخاطبا المعارضة المزعومة : «تريدون الفوضى؟ مرحبا بالفوضى. تريدون الحرب؟ أهلاً وسهلاً بالحرب، لا مشكل لدينا بالسلاح ولا بالصواريخ. سنحمل الصواريخ عليكم».
وأضاف جنبلاط: «إذا كنتم تظنون أننا سنقف مكتوفي الأيدي، فقد نضطر إلى أن نحرق الأخضر واليابس».
لا نستغرب هذا التصريح من وليد جنيلاط وهو الذي ارتكب ابشع مجازر في تاريخ الإنسانية بحق مسيحيي الشوف طوال سنوات الحرب البغيضة، وليس غريب عنه تعطشه لسفك المزيد من الدماء وهو الذي لا يروي ظمأه على ما يبدو الإ بسفك دماء الآبرياء، و لا عجبا ان يتسبب «وليد بيك» بقتل ابناءنا بينما يقيم ابنه «تيمور» في قصره الفاخر في احد الأحياء الباريسية، ولا يخفى على كل صاحب معرفة بحيثيات الوضع اللبناني تعامله مع دولة اسرائيل وهو الذي كانت وما تزال له مصالح مشتركة معهم، وهو الذي ينفذ مخطاطاتهم وطموحهم افضل تنفيذ، وهو الذي كان وما يزال يتلقى كل انواع الدعم منهم، ولا عجب من صاحب الآراء والمواقف المتقلبة تحالفه مع اميركا التي كان يسبها علنا فقط منذ الآمس القريب، وليس بعيدا عن حسه الوطني المسؤول ان يستعمل صواريخ وسلاح اسرائيلي لقتل ابناء شعبه، لا نستغرب اي تصرف من وليد جنيلاط لان شهادته معه، واوراق لعبته اصبحت مكشوفة واهدافها معروفة، انها لعبة الفوضى والحرب والموت والدمار، انها لعبة خسيسة بغيضة قد تضمن له زعامته، ولكن نارها ستحرق قلوب امهات ابنائنا قبل ان تحرق الآخضر واليابس على ارض لبنان .
ولكن ان كان جنبلاط مشهود له عبر تاريخه الدموي بعشقه لسفك الدماء فما حال سعد الحريري، وهو الشاب الذي كان بالنسبة للكثيرين حتى الامس القريب يمثل الأمل السياسي للطائفة السنية في لبنان، كيف ولماذا ولمصلحة من يخرج الشاب سعد الحريري والذي لم يختبر يوما الحرب وويلاتها عن اطار حلم والده الشهيد بتحقيق كيان مستقر لطائفته في لبنان.
وان كانت تنقصه الحنكة السياسية فأين هم اصحاب الفكر والمنطق واهل الرأي من ابناء طائفته، ام انه استغنى عنهم جميعا واستبدلهم بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وان كان هذا ما حدث ويحدث نقول لك يا شيخ سعد انت بحاجة لتعرف اكثر عن عقيدتك وديانتك وبحاجة ان تتعمق اكثر في اصول ومنهج وديانة حلفائك، رسالة والدك كانت واضحة المعالم والآفق. لم يترك والدك الشهيد يوما اي سبيل لإنقاذ ابناء لبنان، رفع اسم لبنان والطائفة السنية الى كل المحافل الدولية ولم يستعمل يوما إلا لغة السياسة والحب.
لبنان وطن الحب والفرح والجمال يستحق منكم يا اهل السياسة رؤية اوضح لوطن ينقصه الآمن والرفاه والإستقرار، من فضلكم آن الاوان لتنغضوا عنكم غبار البغض والكراهية، وطن الحب يستحق منكم ان تحتفلوا به ومعه في عيد الحب وبدل تصريحاتكم الدامية، نرجوكم ازرعوا الآمن والطمأنينة والإستقرار. وانتم يا شعب لبنان اوليس من العار عليكم وانتم شعب الحضارة والرقي، ان تتركوا انفسكم رهينة لغباء سياسي ولمصالح فردية؟ آن الآوان ليدرك كل واحد منكم بان لبنان له وحده، لبنان كبير بكم ومعكم ،و هو اكبر واسمى من يتحكم به ساسة وافراد.
Leave a Reply