منطقة ديترويت-ديربورن من بين الأماكن الأكثر مراقبة، بعد إغتيال مغنية
واشنطن – خاص «صدى الوطن»
أصدر مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الأمن الداخلي، يوم الجمعة الفائت تعميماً للسلطات والأجهزة القانونية في ولايات وحكومات محلية تضمن تحذيرات من ضربات إنتقامية محتملة قد ينفذها «حزب الله»، وذلك بعد يوم واحد من تهديد زعيمه بالثأر لمقتل القائد العسكري الكبير في الحزب عماد مغنية من خلال إستهداف إسرائيل او أهداف يهودية حول العالم.
وجاء في التعميم «إنه على الرغم من إستبعاد قيام «حزب الله» بالردّ على الأرض الأميركية، إلا أن الحزب أظهر في السابق قدرة على الردّ خارج الشرق الأوسط على عمليات مشابهة إغتيل خلالها مسؤولون فيه».
وقال مكتب التحقيقات الفدرالي في التعميم الذي وصل إلى أكثر من 18 ألف مسؤول أمني وحكومي في أنحاء الولايات المتحدة إنه يقوم بتكثيف إجراءات وجهود جمع المعلومات الإستخبارية الداخلية للعثور على أي تهديدات محتملة يمثلها «حزب الله» في الولايات المتحدة، وذلك على أثر التفجير الذي أودى بحياة عماد مغنية في العاصمة السورية يوم الأربعاء قبل الماضي.
وأرسل المكتب يوم الأربعاء (قبل الماضي) تعميماً داخلياً سرّيا للفرق المشتركة لمكافحة الإرهاب التابعة له والبالغ عددها أكثر من مئة فريق محذراً من التداعيات الداخلية المحتملة لمقتل مغنية.
وكجزء من هذه الجهود أبلغ مسؤولو المكتب الفدرالي في مقره الرئيس في العاصمة واشنطن المكاتب الميدانية المنتشرة في أنحاء البلاد، والقوى الأمنية الأخرى المشتركة لزيادة عمليات الرصد والمراقبة لنشطاء مشبوهين بصلتهم بـ«حزب الله» ولإجراء «مقابلات طازجة» مع مصادر ومخبرين حول أنشطة إرهابية على الأرض الأميركية مرتبطة بالحزب اللبناني الذي تصنفه واشنطن في قائمة المجموعات الإرهابية، تبعا لمسؤولين في مكتب التحقيقات الفدرالي.
وتصف السلطات الأميركية «حزب الله» منذ فترة طويلة بـ«الفريق أ» (A Team) في مجال الإرهاب، الذي يتمتع بقدرات تنظيمية أكبر بكثير من تلك التي يمتلكها تنظيم القاعدة، إلى جانب التمويل الكبير الذي يحصل عليه من إيران، و«شبكة الخلايا النائمة العالمية» التابعة له والتي يمكن إيقاظها لتنفيذ هجمات في أي وقت.
ووفقاً لكلام منسوب إلى مسؤول كبير في مكتب التحقيقات الفدرالي أدت مجموعة من التحريات والملاحقات في السنوات الأخيرة إلى الكشف عن عشرات النشطاء وفي مجال جمع التبرعات وعن مؤيدين لحزب الله في الولايات المتحدة،غير أن قلة منهم يمكن أن يكونوا «قاذفي قنابل» حقيقيين.
وقال التعميم أنه بالرغم من عدم وجود دلائل على تهديدات محددة في الولايات المتحدة إلا أن مسؤولين أمنيين قالوا إن الإجراءات الإحترازية مطلوبة بسبب الحجم الكبير الذي تمثله شخصية عماد مغنية بالنسبة لحزب الله ولأن المنظمة وداعميها الإيرانيين حمّلوا مسؤولية إغتياله علنا لإسرائيل و«القوى الصهيونية».
ويصف التعميم المسؤول الأمني والقائد العسكري لحزب الله عماد مغنية بأنه كان أبرز المطلوبين على اللائحة العالمية وتتهمه الولايات المتحدة ودول أخرى بتدبير هجمات أدت إلى مقتل مئات الأميركيين في لبنان في حقبة الثمانينيات.
ويقول التعميم إن مغنية كان أيضاً مسؤولاً عن العمليات الدولية في «حزب الله» وأشرف على إعداد وإلهام عدد كبير من الناشطين في صفوف الحزب وآخرين في مجال جمع التبرعات والدعم في أوروبا والولايات المتحدة وجنوب شرق آسيا وغرب أفريقيا وأميركا الجنوبية.
وأورد التعميم مقتطفات من خطاب تأبين مغنية الذي ألقاه أمين عام«حزب الله» السيد حسن نصر الله غداه إغتياله، مشيراً على وجه الخصوص إلى تهديد نصر الله بـ«الحرب المفتوحة» خارج «الحدود الطبيعية للمعركة» بين إسرائيل ولبنان.
لكن التعميم لا يشير إلى تعليمات محدّدة يتوجب على السلطات وأجهزة الأمن إتباعها. وعلّل مسؤولون في مكتب التحقيقات الفدرالي إغفال الإشارة إلى تلك التعليمات بأن كل سلطة محلية يجب أن تعزز إجراءاتها الأمنية بوسائل «ملائمة» في مبانيها الحكومية وحول هذه المباني، وفي المؤسسات اليهودية والأهداف الأخرى المحتملة. ونقلت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» عن مسؤول كبير في قسم مكافحة الإرهاب التابع لمكتب التحقيقات الفدرالي، طلب عدم ذكر إسمه لأسباب تتعلق بمنع التداول بالجهود القائمة لمكافحة أنشطة «حزب الله» على الأراضي الأميركية، إن المكتب يركز حاليا على جهود المعلومات الإستخباراتية عن منطقة ديترويت – ديربورن في ولاية ميشيغن وفي نيويورك وكاليفورنيا وعدد من الأماكن الأخرى تتميز بكثافة سكانية من اللبنانيين والمسلمين.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» عن رئيس اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك) أسامة سبلاني تنبيهه «من ردود أفعال مبالغ فيها» موضحاً «أن نصر الله وجه تهديده إلى إسرائيل وليس إلى الولايات المتحدة».
ونقلت الصحيفة عن سبلاني أنه «رغم دعم الكثير من اللبنانيين لأنشطة حزب الله السياسية والخيرية، إلا أنهم لن يدعموا أية أنشطة عدائية يقوم بها «حزب الله» على الأراضي الأميركية أو يبدوا تسامحاً تجاهها لأن أميركا هي بلدنا..». وأضاف سبلاني «أعتقد أن الـ أف بي آي ستقوم بما يمكنها فعله لجعل بلدنا أكثر أمناً. إنهم يحاولون القيام بعملهم. أما إذا شرعوا باعتقال المواطنين فقط لأنهم من أصل لبناني فهذا الأمر سيعتبر عقابا جماعيا ولن نتسامح معه».
وقال مسؤولون في مكتب التحقيقات الفدرالي الجمعة إن «حزب الله» لم ينفذ في الماضي أي هجمات داخل الولايات المتحدة عازين الأسباب «إلى أن هذه المنظمة جمعت الكثير من الأموال هنا من مؤيدين لجهودها وأنشطتها السياسية والخيرية في لبنان ولم ترغب بالمخاطرة في جذب الأنظار إليها ورفع حالة التأهب الأمني من حول أنشطتها».
ويقول بوب بدرتوسو، وهو عميل سابق خاص في فريق مكافحة الإرهاب المشترك لمنطقة ديترويت من العام 2000-2004 «إن فهمي كان دائماً بأن «حزب الله» لن يقدم أبداً على تنفيذ هجمات داخل الأراضي الأميركية، إلا في حال اعتقدوا أننا (الأميركيين) شاركنا في عملية ضدهم. لذا إذا اعتقدوا أننا ساعدنا في عملية إغتيال مغنية فبإمكاني القول أنهم سيضربون داخل الولايات المتحدة».
Leave a Reply